ما أهمية مفهوم تطوير الذات لديك؟ وهل هناك طرق لقياس جودة حياتك ولتحسينها؟ إذا كنت ترى أن الحياة الناجحة لا بد أن تكون حافلة بالنمو والتعليم المستمرين، فإن تحسين الذات أمر مهم وذو أولوية لك.
يساعدك التطور المستمر على تحقيق أهدافك، وبلوغ النجاح، والوصول إلى السعادة في حياتك؛ فتطوير الذات يجعل لحياتك معنى. وهذا أمر ينبغي أن تبذل الكثير من الجهد في سبيل تحقيقه. ولكن من جهة أخرى، يجب ألا يشغلك الاهتمام بالمستقبل عن الاستمتاع بالحاضر؛ فأحيانا قد ننشغل بالاستعداد للمستقبل، وننسى الاهتمام بحاضرنا الذي نعيشه اليوم.
وبما أن التحسين المستمر للذات بالغ الأهمية، فمن الضروري أن نحرص دائما على قياس جودة الحياة التي نعيشها؛ وذلك كي نتمكن من تحديد أين نقف بالضبط، وإلى أين نتجه. وعندما نقيس جودة الحياة التي نعيشها باستمرار، فسوف نتمكن من العثور على السعادة في الحاضر، بينما نتطور نحو المستقبل.
طرق لقياس جودة حياتك؟ إليك خمسة طرق لقياس جودة حياتك ولتحسينها:
قياس حالتك الصحية
تؤثر الحالة الصحية للفرد تأثيرًا بالغًا في قدرته العقلية بقَدْر ما تؤثر في أدائه الجسدي. وهناك العديد من المؤشرات على أنك تتبع أسلوب حياة صحيًّا، منها تناوُل وجبات طعام صحية، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قدر كاف من النوم. إن حرصت على هذه الأشياء، فستتحسن قدراتك العقلية بشكل طبيعي.
ولا شكَّ أن نوعية الحياة الجيدة هي تلك الحياة التي تُولِي اهتمامًا كبيرًا بالنواحي الجسدية والعقلية. والآن، يجب أن تكون صادقًا مع نفسك وأنت تجيب عن هذه الأسئلة: هل تواظب على القراءة؟ هل تتبع أسلوب حياة نشيطًا؟ هل تتحدَّى نفسك؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فأنت تعيش حياة جيدة.
قياس نوعية المشكلات التي تتعرض لها
لا تخلو أي حياة من المشكلات. لذا، عندما تقيس جودة حياتك، يجب أن تُحدِّد نوعية المشكلات التي تتعرَّض لها: هل هي مشكلات اجتماعية أم عاطفية أم بدنية أم عقلية، أم مشكلات مرتبطة بالعمل؟ وبقياس مستوى المشكلة ودرجة تعقيدها، نحصل على مؤشر جيد على جودة الحياة التي نعيشها في تلك اللحظة.
على سبيل المثال، من الناحية الاجتماعية، قد يكون هدفك أن تنضم إلى مجموعة لديها طريقة تفكيرك. في البداية، سوف تتمثل المشكلة في كيفية العثور على مثل هذه المجموعة. وعندما تعثر عليها وتُتقِن كيفية إقامة العلاقات، تتطوَّر المشكلة لتتمثل في كيفية بناء علاقات مع أشخاص مميزين. ثم تتطور المشكلة لتتمثل في الحفاظ على تلك العلاقات؛ بحيث تكون هناك قيمة مضافة متبادلة بينك وبين أفراد تلك المجموعة.
على المستوى الاجتماعي، تزداد مشكلاتك من حيث نوعيتها ومستوى تعقيدها، ولكن ستلاحظ أيضًا أن جودة حياتك تتحسَّن.
قياس عدد الأشخاص الذين تؤثر فيهم
يمتد تأثير جودة الحياة ليشمل الجميع، سواء العائلة أو الأصدقاء، حتى الغرباء. وكلما زاد عدد الذين تستطيع التأثير فيهم بإيجابية، ارتفع مستوى جودة حياتك، وكذلك جودة حياة مَن تؤثر فيهم. لذا، احرص على قياس عدد مَن تؤثر فيهم بإيجابية، وستُدرِك حينها مستوى جودة حياتك.
قياس عدد مراحل حياتك
يمكن تعريف المرحلة الحياتية بأنها فترة من الوقت، مُرتبِطة بحدث شخصي معين. على سبيل المثال، تُعَدُّ دراستك الجامعية مرحلةً من مراحل حياتك، وكذلك حال مهنتك أو حياتك في مدينة معينة لفترة من الزمن. والجدير بالملاحظة أن كل مرحلة من مراحل حياتك تُضِيف إليك مجموعة جديدة من العلاقات والخبرات. وكلما زاد عدد الخبرات الحياتية الإيجابية التي تكتسبها، ارتفع مستوى جودة حياتك.
إن تركيزك على زيادة عدد مراحل حياتك يعني أنك تركز على تحقيق نموك الشخصي، وزيادة تأثيرك، ومن ثم اكتساب المزيد من التجارب والخبرات. لا تخش خوض التجارب الجديدة، بل زر أماكن جديدة، وتعرف إلى أشخاص إيجابيين؛ فسيؤدي بك هذا الأمر إلى تحسين جودة حياتك.
مقارنة بين حياتك الآن وحياتك منذ سنة مضت
هذا المقياس من أهم مقاييس جودة الحياة؛ فنظرًا لاستحالة وجود تماثل بينك وبين شخص آخر، من المستحيل مقارنة حياتك بحياة شخص آخر. ولكن المقياس الأفضل أن تقارن حياتك التي تعيشها الآن بحياتك في وقت سابق؛ فهذا هو المقياس الأكثر دقة، الذي يمكنك به تقييم وظيفتك وعلاقاتك وتأثيرك وسعادتك. فإذا كانت حياتك الآن أفضل من حياتك في السابق، فإنك تعيش حياة جيدة.
في الحقيقة، لا يمكن قياس التطور الذاتي بدقة من خلال معادلة رياضية، وكذلك جودة الحياة؛ ولكن إذا اتبعت الخطوات الخمس السابقة، فسيمكنك تحديد مستوى جودة حياتك.