مما رسالتك في الحياة؟ هل حددت طريقك؟ هل انتابك شعور في لحظة ما بالرغبة في أن يكون عملك في تخصص محدد، لكنك لم تعرف كيف تحقق ذلك في ظل ظروفك الحالية؟ هل ما زلت تبحث عن أساليب تشق بها هذا الطريق؟
إن الله قد أنعم على كل أحد مِنَّا بمواهب ومهارات وسمات شخصية كافية لأن تخدمه إن أراد أن يحدد لنفسه مسارا مهنيا معينا، يدر عليه دخلًا يكفيه، ويحقق به الرضا عن ذاته. فبعضنا يكتشف ميوله، ويتمكن من تحديد ما يريد أن يفعله في حياته بمرور الوقت بعد أن يتحقق لديه قدر من النضوج الفكري والنفسي. والبعض الآخر يكتشف طريقه بعد المرور بنقاط تحوُّل وتحديات في حياته.
لديَّ شعور أن لديك الملكة والاستعداد الذي يُمكِّنك من تحديد مسارك الوظيفي، ويُحزِنني أن أرى شخصًا لديه الاستعداد لأن يكون عظيمًا، لكنه لا يعطي لنفسه فرصةَ المبادرة ليحقق هذه العظمة!
بإمكاني أن أساعدك وأُعطِيك بعض النصائح عما يجب أن تفعله، وما عليك تجنُّبه؛ لكن عليك أن تبدأ أنت بالخطوة الأولى.
الكثير من الناس ليس لديهم هدف في الحياة. في الدول الغربية -مثلا-، اختر عددًا من الأشخاص الذين يسيرون في الشارع، واسألهم عن هدفهم في الحياة، ستجد الكثير منهم مترددًا، ولا يعطيك إجابة محددة. أما نحن، فقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام؛ لذا نعرف جيدًا قوله تعالى في سورة الذاريات: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)“، فما تبقَّى علينا بعد ذلك إلا أن يكون عملنا صالحًا؛ وأن نكون مُخلِصين النية لله، ثم نتخير من العمل ما نُحبُّ ونَجِد فيه متعتنا ورضا الله تعالى عنَّا. قد تجد متعة في العمل الخيري، أو في أعمال البناء والعمارة، أو في تربية الأطفال وتعليمهم، أو قد تجد أن القرب من الله هو غايتك المنشودة.
إليك بعضَ الخطوات البسيطة، التي تساعدك على اكتشاف ما تحب عمله:
ما الأشياء التي تهمك فعلًا؟ ما الذي تحب أن تقضي وقتك في مناقشته مع الآخرين أو القراءة عنه؟
تأمل ما يمنحك شعورًا داخليا بالإثارة والنشوة قبل أن تقبل على اتخاذ خطوات جادة فيما يتعلق بالعمل الذي تريده. فإن تحديد بعض من هذه الأفكار هو أهم عامل من عوامل نجاحك الدائم.
اجمع أفكارك وركِّز طاقتك عليها. وابحث عن طريقة تمارس بها بعض الأنشطة اليومية التي تتعلق بهذه الأفكار.
استكشف بعض الخيارات المتاحة قبل الاستقرار على اختيار محدد. فإن وجدت أحد الخيارات يُحرِّك شيئًا ما داخلك، فأقبل عليه.
تواصل بانتظام مع أشخاص لديهم شغف بالشيء الذي تحب ممارسته.
راقب شعورك في هذا الميدان الجديد. هل يثير شغفك وطاقتك؟ هل أنت منسجم مع الوضع الجديد؟
من المهم أن تحقق هذا الانسجام، وهو يتحقق عندما نُعبِّر عن أفكارنا ومبادئنا من خلال ما نعمله، فنشعر بالانسجام. وبخلاف ذلك، يشعر المرء بصراع داخله.
الابتعاد عن ممارسة ما تحب يسبب لك مشاكل صحية على المدى البعيد. ورغم ذلك، فالكثير من الناس يعتقد-خطأً- أن فعل ما تحبُّ ليس إلا رفاهية غرضها المتعة فقط، وأن مواجهة الحياة بمُرِّها هو الأمر الافتراضي لحياة أيِّ إنسان؛ فتجدهم -بطريقة تلقائية- يهيئون وضع حياتهم على ممارسة عمل لا يستمتعون به.
تذكر أن هناك شخصًا آخر يحبُّ عمله أكثر منك، وسوف يكون أداؤه أفضل منك، وفي النهاية سيُكافَأ؛ لأن عمله مهم له. وإن لم تَسْعَ إلى الانسجام من خلال ممارسة العمل الذي تحبه، فستكون النتيجة أن تشعر بعدم الرضا وبالإرهاق الشديد.
واعلم أن بإمكانك تحقيق النصائح السابقة. وفي النهاية، ستعُود الفائدة كلها عليك؛ لأننا نتحدث عن عظمتك أنت.