ضرورات اكتساب فنون الرّد
بكل صراحة رفاقي، لنكون منطقيين مهما يكون سنك، سوف يتم استفزازك لفظيا من طرف الرجال الآخرين وحتى النساء! فالحياة لن تتوقف أبدا على اختبارك وكما الإنسُ فإن في مملكة الحيوان أيضا يَختبر الذكورُ الذكورَ الآخرين، رغم نقاط التشابه إلا أننا نميل إلى الاختبار أكثر من خلال قدراتنا اللّسانية الكبيرة عكس البدنية منها، وهذا راجع قطعاً لأننا نعيش في مجتمع منظّم، حتى وإن كنت قد لَكَمت أحدهم لأنه جعلك مجنونا فستكون أنت من يدخل السجن.
فنون الرد
ربما سمعت مقولة:
الحجارة والعصى سيكسرون عظامي، لكن الكلمات تؤذيني
الحقيقة أنه عندما تستخدم الكلمات بشكل صحيح فإنك لا تحتاج لكسر العظام، لكنها –أي الكلمات- قادرة على كسر روح الرجل. عد بذكرتك إلى وقت قال لك أحدهم كلاما جارحا حقا، في ذلك الوقت وفي تلك اللحظة لربما تمنّيت أن يَلكُمك أفضلْ لأنها ستكون أقل جرحا وإيلاما من الكلمات.
كثيرُ من الناس لا يدركون أن اختبار الآخرين شيء يسري في العروق وهذا النوع من الاختبار الأكثر إيلاما، ماذا تحتاج حتى تكون قادرا للدفاع عن نفسك ؟
المشاجرة الكلامية بين رجلين يمكن أن تندلع لعديد الأسباب، أحيانا يكون لسبب بسيط للغاية مع أحد زملاء المدرسة أو شخص عصبي في العمل…
ما أنت مقبل على تعلمه هو كيف تتصرف خلال أي معركة كلامية لأي سبب وستتمكن من الهيمنة على أي شخص يحاول مشاجرتك أمر يجب حسبانه هو أن الشخص القوي بدنيا لا يزال ضعيفا إذا ما كان يفتقد للفوز في المعارك اللفظية للفوز بأي معرفة كلامية مع أي شخص:
احتياطات في فنون الرد
– لا تجلب غرورهم للمعركة أبدا:
أكثر الطرق شيوعا لجلب الإيجو الخاص بالخصم للمعركة من خلال مهاجمته شخصيا مباشرة وبعنف تخيل معي رجلان يتشاجران وبدأ أحدها بمهاجمة الأخر بكلمات مستفزة تمسه شخصيا هذا سيأدي حتما إلى تحول الشجار إلى صراع بدني لا يحمد عقباه.
– لا تقف موقف المدافع:
هذا خطأ كارثي، تقريبا كل الاشخاص يقعون فيه دون أن يعو ذلك، دعنا نتخيل أنك في المدرسة أو الجامعة وبعض الأشخاص يقولون لك: أنظر كم أنت ضعيف ! لايمكنك حتى رفع ذلك الكرسي بعد سماع هذه الكلمات فإن ردة فعلك التلقائية هي الدفاع بالرد مع شرح لماذا لا يمكنك رفع الكرسي… وهذا أمر خاطئ في التعامل، مثلا في حلبة الملاكمة عندما يحصل شخص على ضربة فإن ردة فعله ليس بالدفاع بل بالرّد القاس.
– أجِب حالا بهجوم مضاد:
بدلا من البقاء في موقف المدافع بعد أول هجوم لفظي عليك، الفعل الصحيح هو أن تجيب حالا بهجوم مضاد ضد خصمك.
لكن، ماذا تقول في الواقع ؟ كيف يمكن التصرف بفاعلية لتعطيل خصمك والفوز بالمعرفة اللفظية، أفضل طريقة لتسيطر على الشخص الآخر تتألف من عنصرين:
1.أن تنزع سلاحه دون أن تأذي الأنا الخاص به:
الفوز بالمعرفة اللفظية
هذا قابل للتحقيق عن طريق الرد مع شيء يأخذ قدرا معتبرا من القدرات العقلية دعونا نشرح: لنقول أن الخصم الذي تشاجره من النوع الذي يمارس كمال الأجسام ولديه عضلات ضخمة مقارنة بالآخرين، هجومك المضاد يمكن أن يكون شيئا من قبيل:
حسنا: أظن أنه بعد كل هذا فإن ما يقولونه عن الأشخاص ذوي العضلات الكبيرة صحيح جدا
ردة فعلك يجب أن تصاحبها نكتة خفيفة تحمل نفس لهجة الكلام الأول لأنها بالأهمية بما كان لتثبت بها ثقتك بنفسك وتظهر أمام خصمك أنك:
-أولا لست خائفا منه؛
-وثانيا أنك لا تكتفي بدور المدافع بعد هجومه الأول
إذا كنت تتسائل عن ما الحاجة للرد بهذه الطريقة هو أنك سترغم خصمك في التفكير ملياّ محاولا تفسر ردة فعلك وما تعنيه منها، ومن الصعب أن يجد الإجابة لأن فعل هذا قطعا سينزع أسلحة خصمك ذهنيا، في المثال السابق سيتسائل الشخص عما عنيته بالضبط بعبارة: “ما يقولون عن الأشخاص ذوي عضلات كبيرة….” فالنشاط العقلي المعقد الذي يبذله في محالة تفسير قولك يعتبر في حد ذاته لكمة قوية على لوجه.
2.تحتاج لتذهب في حالك بعيدا
بعد ردة فعلك، هنالك شيء أخر عليك القيام به وهو بكل بساطة تحتاج لتذهب في حالك بعيدا. فكر في كل الأوقات التي دخلت فيها في مشاجرة كلامية مع كل الرجال وحتى النساء، كيف انتهت تلك الوضعية !؟ في أغلب الحالات تكون قد انتهت إلى مباراة للصراخ والصراخ المضاد بين الخصمين. حتى يصل كليكما إلى الإنهاك وعدم القدرة على المواصلة، عندما يحدث هذا لا أحد يفوز وكلاكما يعود أدراجه كخاسر.
بمجرد إرسال رد فعلك ضد خصمك وتركه يترنح في مكانه فقط إذهب في حالك قبل أن يأخذ الفرصة ليسترجع قواه ويغادر المعركة كمنتصر.
بهذه المنهجية يمكنك بفاعلية وسيكولوجية الهيمنة على أي شخص يبدأ معركة كلامية معك، وتذكر
أن لسانك حصانك .. إذا صنته صانك .. وإذا خنته خانك.