هــذا المقال يســاعدك علــى أن تأتــي بأفــكار جديــدة، وهــو الجــزء المرتبــط بالابتــكار. إن أردت معرفــة إن كان الشــيء مبتكــرا أم لا، فاســأل نفســك الأســئلة التاليــة:
المرحلة الأولى: هل الفكرة جديدة علي؟
المرحلــة الأولــى مــن مراحــل الابتــكار هــي أن تأتــي بفكــرة جديــدة عليـك. فكـرة لـم تسـمع أن أحـدا أتـى بهـا مـن قبـل. علـى سـبيل المثـال، قــد تفكــر فــي تأســيس شــركة تصنــع مســتلزمات العنايــة بشــعر الــكلاب.
هــذه المســتلزمات قــد تشــمل: مشــط الشــعر، الشــامبو، منعــم الشــعر، أدوات الحلاقــة، ومقاطــع مصــورة تشــرح الطريقــة الصحيحــة لتحميــم الكلــب ومــا إلــى ذلــك.
يتحمــس كثيــر ً مــن النــاس عندمــا يأتــون بفكــرة جديــدة، ظنــا منهــم أن مهمتهـم انتهـت عنـد هـذا الحـد، فيقولـون: هـي فكـرة جديـدة ومبتكـرة وهـذاً هـو الإبـداع. فـي الحقيقـة، علينـا أن نمحـص الفكـرة جيـدا لنتبيـن إن كانـت فعـلا فكـرة مبتكـرة أم لا.
المرحلة الثانية: هل الفكرة جديدة على عامة الناس؟
قـد تكـون الفكـرة جديـدة عليـك، ولكـن هـل هـي جديـدة علـى غيـرك؟ هـل قـام أحـد بتأسـيس شـركة مشـابهة للشـركة التـي تـود تأسيسـها؟ أو هـل يمتلـك أحدهـم بـراءة اختـراع لمنتـج شـبيه بالمنتـج الـذي تـود تصنيعـه؟ أو هـل تحـدث أحدهـم عـن فكـرة مشـابهة لفكرتـك؟ أو هـل توجـد مواقـع علـى الإنترنـت تبيـع منتجـات شـبيهة بالمنتـج الـذي تـود بيعـه؟
إن بحثـت، وسـألت، ولـم تجـد شـيئا ً شـبيها بفكرتـك، ففكرتـك مبتكـرة ولا شـك. ولكنـي بحثـت عـن شـركة متخصصـة فـي بيـع مسـتلزمات العنايـة بالـكلاب، فوجـدت منهـا الكثيـر. إذن، علـى رغـم أن الفكـرة كانـت مبتكـرة فـي رأيـي، فإنهـا ليسـت مبتكـرة فـي رأي غيـري.
لقــد تعمــدت أن أضــرب هــذا المثــال لأبيــن أمــرا ٌ . حتــى لــو جــاء أحــد قبلـك بفكـرة مشـابهة لفكرتـك، إن كانـت الفكـرة جديـدة عليـك، فأنـت قـد اجتـزت المرحلـة الأولـى مـن مراحـل الابتـكار، وذلـك لأن الفكـرة أخـذتً منـك وقتـا لتأتـي بهـا. لكـن عليـك فقـط أن تضـع فـي حسـبانك أنـه ليسـت كل فكــرة جديــدة عليــك هــي فكــرة جديــدة علــى غيــرك. المرحلــة الأولــى
فـي الابتـكار ليسـت بتلـك الأهميـة. المرحلـة الثانيـة هـي الأهـم، وهـي التـي ينبغــي عليــك اجتيازهــا.
علـى مـر التاريـخ، أتـى كثيـر مـن النـاس باختراعـات مبتكـرة، ولكنهـم أتـوا بهـا متأخـرة بعـض الشـيء، فقـد سـبقهم إليهـا آخـرون. علـى سـبيل المثـال، تشــارلز دارويــن وألفريــد والاس، توصــل كل منهمــا علــى حــدة إلــى نظريــة التطـور فـي خمسـينيات القـرن التاسـع عشـر، ولكـن دارويـن سـبق والاس فيٌ الإفصـاح عـن نظريتـه. كذلـك إسـحق نيوتـن وغوتفريـد لايبنتـز، كل منهمـا وضـع علـم التفاضـل والتكامـل علـى حـدة، فـي أواسـط القـرن السـابع عشـر، ولكـن نيوتـن سـبق لايبنتـز فـي الإفصـاح عـن نظريتـه. كمـا تـرى، كانـت هـذه
نظريـات مبتكـرة، ولكـن مـن سـبق فـي الإفصـاح عـن أفـكاره، أعنـي دارويـن ونيوتـن، هـو مـن نـال الثنـاء وخلـود الذكـر. إن مفهـوم الفكـرة المبتكـرة هـو فـي تغيـر دائـم، فمـا هـو مبتكـر اليـوم قـد لا يكـون مبتكـرا ً غـدا.
المرحلة الثالثة: هل الفكرة جديدة على الناس كافة؟
هــذه هــي المرحلــة الثالثــة مــن مراحــل الابتــكار، أن تأتــي بفكــرة تكــون جديـدة تمامـا ْ علـى الجميـع. هـذا يعنـي أن لا أحـد – علـى مـر التاريـخ – جـاء بفكـرة مثـل فكرتـك، علـى الرغـم مـن صعوبـة الجـزم بأنـه لـم يسـبقك أحـد إليهــا. ولأن المرحلــة الثالثــة لا نســتطيع التحقــق منهــا دائمــا، فــإن المرحلــة الثانيـة هـي المرحلـة التـي تهمنـا.
المرحلـة الثالثـة فـي الابتـكار وضعـت لـك فقـط، لتعـي أنـك لا تسـتطيع التأكــد 100% من أن أحــدا لــم يــأت بمثــل فكرتــك مــن قبــل. علــى ســبيل المثــال، قــد يكــون ثمــة شــخص أكتشــف نظريــة التفاضــل والتكامــل قبــل ألفــي عــام، ولكنهــا ظلــت فــي ذهنه ومــات قبــل أن يــدون أفــكار علـى الـورق. وقـد يكـون دونهـا حقـا، ولكـن أوراقـه ضاعـت بمـرور السـنين. هـذا احتمال ً بعيــد، لكنــه ليــس مســتحيلا.