علم التسويق هو علم حديث وهو وليد وظيفة البيع والتوزيع، وقد تطور ليصبح أحد العلوم الإدارية والمهمة، وتستند فلسفته على إشباع رغبات المستهلكين وتلبية احتياجاتهم والحفاظ عليهم على المدى الطويل. حينما ظهر مصطلح التسويق في العالم الغربي ومنتصف القرن التاسع عشر وبدأ الاهتمام به من قبل الجامعات والدارسين والباحثين وأدركت المنظمات الغربية إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات التثقيف التسويقي لكوادرها وأعادت تركيزها لتحقق أعلى درجات الرضا للمستهلك من خلال تقديم منتجات وخدمات ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة.
وكما إن المنظمات الغربية اهتمت لتبني هذا المفهوم وأنفقت المليارات من الدولارات من أجل تعليم وتثقيف بيئتهم العملية وباتت تنظر إلى المستهلك كونه المالك الحقيقي للشركة. في الجانب العربي وفى عالمنا الذي يمتاز بفرص ذهبية وأرباح خيالية وتتواجد فيه الكثير من المنظمات الربحية والغير ربحية، ولا يخفى علينا نحن كمسوقون أن التسويق لم يأخذ حقه الكامل في العالم العربي ولم يشفى غليله المتزايد خصوصا مع سرعة تقلبات رغبات المستهلك العربي، ومع كل هذا التطور الهائل نجد تخبط وتدني في فهم علم التسويق.
ومن المؤسف أن نجد خلط بين المصطلحات كـ السوق و التسوق على أنه هو مفهوم التسويق الصحيح، والتسويق باللغة الانجليزية يطلق علية Marketing والسوق Market والتسوق Shopping وهناك اختلافات كبيرة بين هذه المصطلحات سواء بالعربية أو الانجليزية، وإذا نظرنا في الجانب الآخر لتقبل هذا المفهوم فهي قليلة جداً وما زال بعض مدراء المنظمات ينظرون إلي التسويق بنظرة دونية كونه قادم من فلسفة غربية، وهناك الكثير من المنظمات لا تتواجد بها أقسام خاصة للتسويق أو مراكز للدراسات والأبحاث التسويقية، والغريب في الأمر حينما تسأل بعض موظفين الشركات عن التسويق وأهميته ؟! تنصدم بالجواب أن التسويق هو البيع.
وفي الحقيقة إن المفهوم البيعي يركز على حاجات البائع بينما المفهوم التسويقي يركز على حاجات المستهلك أو تجد إن التسويق هو الإعلان والدعاية وفي الحقيقة أن الإعلان يختلف عن الدعاية وكلاهما تحت مظلة الترويج كما إن الترويج احد العناصر الأساسية للتسويق، فالكثير من المنظمات العربية تنصب اهتمامها على إنتاج المنتج وتهمل قيمة العميل وأهميته بسبب قُصر النظر في رؤية المفهوم الصحيح للتسويق وقد تعاني طويلا من التفكير بعقل المستهلك لتعرف ميولاته وتوجهاته, وفي الختام أقول إننا أصبحنا في وسط ميدان المنافسة الشرسة بسبب اتساع الأسواق العالمية ودخول بعض المنظمات الغربية إلى أسواقنا التي تتسلح بخبرات قوية وتكنولوجيا عالية لهذا وجب على المنظمات العربية إنشاء أقسام تهتم بالتسويق وتطوير مهارات البائعين لديها وتبني الفكر التسويقي الحديث ومواكبة التطورات لضمان بقائهم في السوق.