التصميم والابتكار في القطاع الحكومي
يعتبر التفكير التصميمي هو الأساس الفكري والعملي لعملية التعاون بحثا عن حلول فوفقا للباحثين والممارسين فإن التصميم هو “روح الابتكار“.
نموذج لعملية التفكير التصميمي:
ما هو التفكير التصميمي؟
لتصميم الحلول الجديدة التي تصل إلى النتائج المرجوة نحتاج إلى تنسيق عملية متأنية تستغل المساهمات الناتجة عن التحليل والتركيب وهما أسلوبا التفكير اللذان يعتمد عليهما التفكير التصميمي وتنتقل من الحاضر إلى المستقبل. يتضمن الأمر عملية متكررة تشمل على الأبعاد الآتية:
- لتعرف إلى الحاضر بشكل ملموس من خلال أبحاث التصميم مع تطبيق الأدوات التي يستخدمها علماء الأعراق البشرية لحصد معلومات عميقة حول حياة البشر.
- تحليل الوضع الحالي من خلال هيكلة معلوماتنا واستحداث فئات تحليلية مجردة تساعدنا على رؤية الأبعاد أو الأجزاء الفردية.
- التوليف بين الأجزاء المختلفة للوصول إلى حلول كلية ممكنة مع تفسير النتائج واستنباط أفكار ومفاهيم متنوعة وصياغة حلول ممكنة تتولي أمر التعقيدات على مستوى النظام.
- إنشاء نماذج الحلول التي يمكننا اختبارها وتقييم مدى صلاحيتها لهذا الاستخدام العملي ومن ثم تنفيذها.
مبادئ التفكير التصميمي الأربعة
كيف نترجم تعريف التفكير التصميمي وعملية التصميم إلى مبادئ وسلوكيات أساسية؟
هناك أربعة مبادئ للتفكير التصميمي تساعد على فهم المنهجية التي تساعد القطاع الحكومي على الابتكار.
المبدأ الأول: انظر إلى كل شيء على أنه تجربة
ماذا لو نظرت الحكومة إلى أي ابتكار في العالم على أنه تجربة؟ لا بد للمؤسسات الحكومية من تطوير قدرتها على تبني مفهوم الفشل كخطوة على طريق النجاح من خلال تعمد الممارسة والتجريب على نطاق ضيق وبالتالي ارتكاب الأخطاء الذكية إلى تغذي عملية التعلم.
المبدأ الثاني: تحدي الوضع الراهن
حين تواجه مشكلة وتدرس الحلول الممكنة لا تتوقف عن استخدام كلمة لماذا؟ وحين تنتهي من الأشياء التي تسأل عن أسبابها وربما تكون قد توصلت إلى الحل الذي تبحث عنه إلا أن مسؤولي القطاع الحكومي ليسوا مدربين على استخدام كلمة لماذا فبدلا من ذلك تقودهم غريزتهم إلى استخدام كلمة لأن يتعلق تحدي الوضع الراهن بالسماح لأنفسنا بتخيل مستقبل مختلف وحيث إن التفكير التصميمي موجه نحو المستقبل فإنه يساعدنا على أن نسأل أسئلة مثل ماذا لو؟ – وهل يمكننا؟ وحين نعيد صياغة الأسئلة ستقودنا إلى التأكد من أننا نفعل الشيء المناسب أي نحل المشكلة المناسبة ولا نكتفي بفعل الأشياء بالطريقة الصحيحة ولأن التصميم كنظام يتعلق بحل المشكلات ضمن قيود محددة والتركيز على النتائج فالعديد من المصممين يبدأون بشكل شبه تلقائي مهماتهم أو مشروعاتهم الجديدة بتحدي أسلوب التفكير التقليدي وهنا يبدأ الابتكار.
المبدأ الثالث: امنح المواطن قيمة يستحقها
يعتبر وضع متطلبات الناس واحتياجاتهم وظروفهم على رأس العملية الإبداعية وسيلة قوية لاستجلاء النظرات الثاقبة التي تسمح لا بالابتكار من أجلهم بل الابتكار بالتعاون معهم فالابتكار بالتعاون مع الناس يجعلنا نفهم الكيفية التي نستطيع من خلالها الاستفادة منهم داخل النسيج الاجتماعي كمحفز إيجابي على التغيير وهناك على الأقل ميزتان للاهتمام بالناس واعتبارهم لب الشبكات الاجتماعية الأولى أن التركيز عليهم يجعل العلاقات الاجتماعية جزءا من الأساس الذي تصمم الخدمات الحكومية بناء عليه إدراكا لفكرة أن وجودة التفاعلات الإنسانية هي سبب فاعليتها والثانية أن التركيز عليهم لا يجعلنا ننظر إليهم كمعقبات بل كموارد استثمارية قيمة.
المبدأ الرابع: كن ملموسا
يساعد تطبيق المزيد من مهارات التصميم المتخصصة في جعل العملية الابتكارية ملموسة وباستطاعة المصممين أن يتصوروا وينشئوا نماذج مادية وافتراضية تجعل المشكلات والحلول شيئا ملموسا. ولا ينبغي الاستهانة بقوة تأثير تصور الأحجام والعلاقات وآثارها بصيغة تختلف عن صيغة جداول بيانات الإكسل فالتصور من خلال الارتكاز على الأشكال والعلاقات والممارسات التجريدية في التجربة المشتركة لشيء ملموس يجعلنا قادرين على ممارسة نمط محددة من التعاون وهو التعاون على مستويات متعددة والذي يعتبر أمرا محوريا في البحث عن حلول. كما يمنحنا التصور أيضا القدرة على إجراء حوار أفضل وبناء توافق في الآراء بين المتخصصين والمواطنين.
تلك المبادئ الأربعة هي الخطوة الأولى ومحاولة لإظهار الإمكانات التي يحملها التفكير التصميمي للحكومة ورغم أن هناك المزيد من المؤسسات التي أدرجت التفكير التصميمي ضمن خدمتها الحكومية فمازال الطريق أمامنا طويلا.
عقد ورش عمل مع المواطنين والتوصل إلى حلول
تتعلق عملية التعاون مع المواطنين بإيجاد أو ابتكار حلول جديدة بالتعاون معهم كما تتعلق بالكيفية التي تصمم بها تلك الحلول فقد يبرع المواطنون في مساعدة الموظفين الحكوميين في معرفة أي الحلول المقترحة يصلح التطبيق عليهم ووظيفة ورش العمل التي يجري التعاون فيها بحثا عن حلول هي إشراك المواطنين بأساليب هادفة وملموسة في الاستكشاف الفعال للآفاق المستقبلية الممكنة بالتعاون مع أصحاب المصالح المعنيين المنهجية المحورية المعمول بها هنا هي تقديم نماذج مبدئية للحلول التي ترتبط بالمواطنين ويستطيعون أن يقدموا آراءهم فيها بشكل مباشر.
الشجاعة تولد حين تكون مستعدا للتضحية ومستعدا للولوج في بقاع مجهولة تبدأ في الظهور فقط حين تجرؤ على اقتحام هذا الفراغ والخواء واللافعل هذا هو جوهر القيادة.