ان كان النجاح في الحياة كالفوز بذهبية أوليمبية، فالتوجيه هو المدرب الذي أرشدك وساعدك في تدريباتك المرهقة. هذا ما تعلمته في حياتي؛ فلولا المُوجِّهون والمُدرِّبون، لما استطعت أن أشعر بالثقة اللازمة لتحقيق إنجازات كبرى.
كل ناجح من المشهورين اليوم كان له موجه يوما ما؛ مثل: لاري بيج مؤسس جوجل، وستيف جوبز مؤسس آبل. ولولا إرشاد الآخرين وتوجيههم لهم، لما استطاعوا تحقيق هذا النجاح.
ألهمتني هذه النماذج الناجحة أن أعمل مدرب حياة؛ لأن ما أؤمن به أن الناجحين مسؤولون عن نقل معرفتهم إلى الآخرين وتغيير العالم، حرفيا.
توجيه الآخرين يمكن أن يغير حياتك
صحيح أن المتدرب هو مَن يجني الفائدة الكبرى من التدريب، لكن كلا الطرفين يربح منها؛ فمدرب الحياة يتعلم وينضج بصورة لا يتوقعها على الإطلاق في أثناء عمله. إن توجيه إنسان آخر في حياته يتطلب أن تكون حياتك مستقيمة أصلًا، وفعل ذلك يكشف عيوبك أمامك، ويجعل تركيزك مُنْصَبًّا على مساعدة الآخرين.
هل تفكر في العمل كمدرب حياة؟ إليك ثلاث منافع حققتها من تجربتي:
وضوح الغاية
أكثر الطرق فعالية لتحسين حياتك أن تكون أهدافك واضحة لك. أحيانًا، يحتاج الأمر إلى نظرة خارجية حتى يستطيع المرء تنظيم حياته ووضع أهداف يمكن تحقيقها؛ فالأهداف هي أساس وضع الخطة اليومية.
لا يمكن أن أساعد الآخرين أن يعيشوا حياة هادفة ومُرْضِية إن لم تكن حياتي كذلك؛ لذا في أثناء مساعدتي للمتدربين أن يكتشفوا غاياتهم، أكتشف غايتي الكبرى أيضًا.
مسؤولية النمو
إن الإحساس بالمسؤولية هو أهم ما يملكه مَن يعملون في مهنة التدريب على المهارات الحياتية، وهو أمر كلنا في حاجة إليه. سجل نجاحاتك وتقدمك ومعاناتك؛ فهذا سيدفعك لمتابعة تقدمك.
تعلمت في مهنتي أن أُوثِر الآخرين على نفسي، وساعدني ذلك في التغلب على الصراعات التي تحدث بداخلي. على سبيل المثال، كنت أعلِّم شابًّا يبلغ من العُمْر 19 عامًا كيف يقود الدَّرَّاجة، لكن الأمر كان شاقًّا؛ لأنني تعلمت قيادة الدَّرَّاجة في سِنٍّ صغيرة، فكنت أرى الأمر كأنه مُسلَّم به، ومن السهل على الجميع قيادة الدَّرَّاجة.
أسعدتني كثيرًا الفترة التي قضيتها مع الشاب الصغير، لكن أكثر ما أسعدني أنني ساعدته أن يبني ثقته بنفسه، ويجرب أشياء جديدة!
نظرة من فوق السحاب
إن امتلأت حياتك بالفوضى وصِرْت في حيرة من أمرك، فإن مدرب الحياة خير مَن يساعدك في وضع خطة تناسبك وتناسب أسلوب حياتك ومستوى طموحك.
صحيح أنك الوحيد الذي يمكنه تغيير نفسك، لكن مساعدة مدرب الحياة لك في تطوير حياتك ستدفعك بقوة إلى الأمام. إن مهمة مُدرِّبي المهارات الحياتية مساعدتك في اكتشاف ذاتك، وإدراك إمكانياتك بطريقة ممتعة للغاية.
خلال عملي، ساعدت كثيرًا من الناس على إدراك كَمْ هم رائعون، واكتشاف قدراتهم الحقيقية؛ وهو ما يجعلني دائمًا أشعر بالسعادة والحماس.
لن أعقد مقارنة بيني وبين المدرب الأوليمبي، لكن تجربتي في مساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم تشعرني كأنني أحمل الميدالية الذهبية. لقد نلت مهنة مرضية للغاية بفضل المدربين والموجهين والأصدقاء الذين عرفتهم في حياتي، وآمل أن يمر الجميع بتجربة مفيدة مثلها.