نرغب جميعًا في الحصول على قسط أوفر من النوم، ولكن ظروف الحياة الحالية بكل مشاكلها وتعقيداتها تجعل هذه الرغبة أمرًا مستحيلًا. ورغم أنه مستحيل، هناك وسائل تساعد في تحسين النوم، فنحصل على الراحة؛ بدلًا من أن نظل في سعي دائم للنوم لفترة أطول. إليك 4 طرق فعالة لنوم مريح:
النوم في ظلام دامس
لم تتغير طبيعة الجسم البشري منذ آلاف السنين؛ حيث كان الإنسان يعيش في كهوف وينام في ظلام دامس. لقد أظهرت الأبحاث العلمية أن إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين يتأثر بالضوء، إذ إن الضوء حين يلامس الجسد، وخاصة العينين، يمنع إفراز هرمون الميلاتونين ولو كان الضوء صادرًا عن شمعة صغيرة. وحاليًّا، يباع الميلاتونين كأحد الأدوية المساعدة على النوم، ولكن ما الذي يدفعنا إلى شراء الميلاتونين الصناعي، بينما يمكننا الحصول على ميلاتونين طبيعي؟
يُعَدُّ الميلاتونين أكثر العوامل المضادة للأكسدة فعاليةً. ويستطيع الجسم إنتاج كمية كبيرة من الميلاتونين في أثناء الليل فقط في حالة النوم في ظلام كامل. ومن الأهمية بمكان أيضًا أن تعلم أن الهرمونات الحيوية الأخرى في الجسم تحتاج إلى عدة ساعات من إفراز الميلاتونين حتى يتم تنشيطها. وبعض هذه الهرمونات ضروري لجهاز المناعة من أجل إنتاج الخلايا التائية، والخلايا القاتلة التي تساعد في القضاء على السرطان وغيره من الأمراض. لذا، عندما تذهب إلى النوم، تأكد من إطفاء جميع الأنوار.
تجنب المنبهات
يزوّد الكافيين والسكر المكرر، الموجود في الطعام المعالج، الجسم بطاقة مزيفة. وقد تندهش عندما تعلم أن احتساء فنجان من القهوة من شأنه التأثير سلبًا في النوم لفترة قد تصل إلى 12 ساعة. فإذا لم يكن هناك مفر من أن تحتسي القهوة، يجب أن يكون ذلك قبل الغداء. وأيضًا، يعد النيكوتين من المنبهات التي يجب تجنبها في أثناء الليل كي لا يؤثر في النوم المريح. ليس هذا فحسب، فهناك أيضًا الكحول الذي يُعَدُّ واحدًا من أكثر العوامل السلبية المؤثرة في النوم المريح.
إعداد بيئة نوم مثالية
بالإضافة إلى النوم في ظلام كامل، ثمة أمور أخرى من شأنها أن تجعل نومك أفضل وأكثر راحة. من بين هذه الأمور محاولة تقليل مستوى الضوضاء من خلال إطفاء أجهزة التلفاز والراديو والكمبيوتر، إذ إن الأصوات والأضواء المنبعثة من هذه الأجهزة تؤثر سلبًا في نومك.
فإذا كنت تعيش في بيئة صاخبة، حيث تصل إليك أصوات السيارات من الشارع وغيرها من مصادر الضوضاء، يمكنك الاستعانة بتسجيلات لأصوات طبيعية تبعث على الراحة كصوت أمواج البحر أو المطر، وغير ذلك من الأصوات الطبيعية. وأيضًا، لمروحة الهواء دور هام في تحسين نوعية النوم، حيث تحافظ على تحريك الهواء وتنقيته؛ فالنوم الجيد يحتاج إلى درجة حرارة مناسبة وتهوية جيدة. اجعل السرير للنوم فقط، ولا تحاول القيام بأي أنشطة مرتبطة بالعمل في أثناء وجودك في السرير؛ كي لا يتعود ذهنك على التفكير في العمل في أثناء وجودك في السرير.
مقال قد ذات صلة : 5 طرق غير تقليدية لنوم مثالي
وأخيرًا، تأكد من عدم وجود أي أجهزة كهربية في محيط أربعة أقدام كي لا تزيد معدل الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي تتعرض له يوميًّا. ومن بين الأجهزة التي ينبعث منها إشعاع كهرومغناطيسي المنبه، والهاتف المحمول، والتلفاز، والأنظمة الصوتية، والبطانية الكهربية، والمراوح. حاول إدخال بعض التعديلات على مكان نومك، وحينها سوف يتحسَّن نومك، وأيضًا سوف تتحسَّن صحتك بشكل عام.
التعرض لضوء الشمس وممارسة الرياضة بشكل يومي
أجسامنا حسَّاسة للضوء والظلام، وثمة دورة طبيعية للضوء والظلام تتمثل في الليل والنهار. ومن جانبه، يؤثر الضوء بشكل كبير في حالتنا البدنية، إذ إن الجسم يفرز هرمون الكورتيزول كرَدِّ فعل طبيعي للضوء. ويتم إفراز هرمون الكورتيزول عند التعرض للضغوط والتوتر، وهو يساعد في تنشيط الجسم وتجهيزه للتحرك. لذا، عندما تستيقظ، احرص على أن تتعرض لضوء الشمس حتى تُحفِّز إفراز الكورتيزول. وأيضًا، يمكنك تشغيل الأنوار، حيث إنها تؤدي الغرض نفسه. ويحتاج الجسم للتعرض لأشعة الشمس بمعدل من 10 إلى 15 دقيقة يوميا كي يحصل على حاجته من فيتامين “د” الذي يساعد في مقاومة السرطان، وتقوية جهاز المناعة، وتسهيل امتصاص الكالسيوم. ودون فيتامين “د”، لن تستطيع الاستفادة من الكالسيوم الذي تحصل عليه من مصادره المختلفة كالبيض واللبن، ومنتجاته المتنوعة. وأخيرًا، تؤدي ممارسة الرياضة بانتظام دورًا حيويًّا في تحسين حالة الجسم بشكل عام، وتساعد في الحصول على نوم جيد ومريح في أثناء الليل.
يريد الجميع التمتع بصحة جيدة، ولا شك أن الصحة الجيدة تتطلب نومًا جيدًا. وتذكَر أيضا أن النصائح السابقة تحتاج إلى بعض الوقت حتى تصير أسلوب حياة وتأتي بالنتائج المرغوب فيها.