أن تظهر مؤسستك في السوق متأخرة بعض الشيء ليس مشكلة على الإطلاق. فقد ظهرت شركة “فيسبوك” إلى الوجود ودخلت المنافسة بعد “فريندستر” “وماي سبيس” كما تأخرت شركة “أبل” ثماني سنوات في مجال الهواتف الذكية. تأمل الآن وضع هذه المؤسسات في السوق والنجاح الذي حققته. هذه المؤسسات لم تقدم حلولا مكررة بل قدمت حلولا استثنائية ومبتكرة وفريدة من نوعها، وتخصها هي وحدها. فإذا كنت تطمح إلى احتلال المركز الأول في السوق أو أن تكون وتبقى الأفضل يجب أن نضفي على كل ما تعمل وتفعل لمسة وبصمة التفرد التي تخصك وتشير إليك. فعندما تخصص المؤسسة المزيد من الجهد والطاقة والموارد والوقت للعمل على تقديم حلول متفردة تحمل توقيعها ستتمكن من تحقيق ثلاثة أشياء:
فوائد التمتع بعقلية ابتكارية
تقديم المنتجات إلى السوق بشكل أسرع
لا تخسر عناصر تفردك وتبالغ في تحليل وضع مؤسستك وتقارنها مقلدا أو محاكيا منافسيك السرعة في الأداء والجرأة في الإنتاج والطرح والتوزيع تساعد على انتشارك وتعليق بصمتك ونشرها بسرعة تتجاوز المنافسين. لأن المنظمات التي تركز على رسم طريقها الخاص، وتضع بصمتها الفريدة، تركز على الابتكار أكثر من تركيزها على المنافسة فتخترق الأسواق بسرعة وتتصدر السباق.
يكون إنتاجها وعملها الفريد عصيا على التقليد
عندما تعمل المؤسسة على تطوير ابتكارات فريدة وتطرح أنواعا من المنتجات والخدمات جديدة ومفيدة فهي تقدم شيئا لا يمكن لمنافسيها تقليده والمنتج الذي يصعب تقليده يصعب تحييده.
توسيع قاعدة العملاء
يلجأ العملاء أيضا إلى شراء ما هو جديد ومفيد ولن يفكروا في التعامل مع مؤسسات لا توفر لهم منتجات أفضل أو أرخص أو أجمل. هذا لأن المؤسسات المبتكرة تضيف للعميل قيمة تعكس أساليبها في العمل والبحث والإنتاج والخدمة والمتابعة، الأمر الذي يؤكد فهمها لاحتياجات العميل. وأنها تتخذ قراراتها تلبية لصوت العميل واستجابة لهدف نبيل.
التمتع بعقلية ابتكاريه
تجاهل الاتجاهات السائدة وواصل الابتكار
في عالمنا الموصوف بسرعة التغير يصبح التفاؤل والإصرار على الابتكار هما سر البقاء والصمود ثم التفوق والازدهار. إذ يقضي التغيير والاضطراب على الأفكار التقليدية ويمهدان الطريق لظهور الأفكار والمبادرات الإبداعية.
تحل بروح المجازفة
على المؤسسات أن تواظب على تقييم وإعادة النظر في أنظمتها، لتتمكن من مواصلة التقدم. نسبة قليلة من الأساليب وأنظمة العمل التقليدية القديمة سيكتب لها النجاة والتقدم عبر عقود القرن الحادي والعشرين. أما الأنظمة البالية وبغض النظر عن نجاحها في الماضي، فلابد من تجاهلها أو إعادة صياغتها وتطويرها على أقل تقدير مع ابتكار نظم جديدة تواكب ما نراه شاهدا على التحديث من حكومات ذكية ونظم إدارة إلكترونية ومن هنا على القادة المبتكرين أن يواكبوا وينفذوا كل هذا وهم يضعون قيم مؤسساتهم الجوهرية وثقافتها التنظيمية نصب أعينهم ويعتبرونها البوصلة والرادار.
كن مستعدا للإبداع
لأننا نعمل في بيئات عمل صاعدة فإن أمامنا فرصا واعدة للمنافسة والنمو. فلم تعد هناك طريقة واحدة صحيحة للعمل، بل هناك العديد والمزيد من الخيارات. ولهذا وبناء على ما سبق من أسباب يجب أن يتمتع القائد البصير ذو الرؤية الثاقبة بالمهارات والقدرات الذهنية و الابتكارية الضرورية ليمكن مؤسسته من انتهاز الفرص السانحة والإبداع في اتخاذ القرارات الصائبة.
هدف الابتكار
ليس الغرض من إنشاء المؤسسات وطرح المبادرات هو نماذج الأعمال التي تصممها والخدمات المبتكرة التي تقدمها والسياسات الرائعة التي تطبقها أو قاعدة العملاء التي تكتسبها أو الأرباح التي تحققها لدي كل المؤسسات آليات تشغيل وعمليات تنفيذ فضلا عن السياسات والشكليات التي تمكنها من البقاء في السوق ، لكي يكتب الخلود لأية منظمة أو كيان اقتصادي، يتحتم عليها مواصلة تقديم منتجات وخدمات تضيف قيمة ولكي تتمكن من هذا عليها تعيين موظفين مبادرين ومبدعين، وتمكينهم من المحافظة علي روح الإبداع والابتكار. ولذا لا بد من وجود هدف مشترك يسعي إليه الجميع. وهنا يظهر دور القائد البصير القادر على غرس هذا الهدف داخل كل العاملين بحيث يشعر كل منهم بأهمية دوره مهما كان صغيرا أو فقيرا.