” تغوص في بحر الأحلام الجميلة بينما تغط في نوم عميق وهادئ، تستمع إلى أصوات قطرات المطر ترتطم بهدوء على نافذتك ولا تدري إلى أي العالمين تنتمي، الحقيقة أم الخيال، تعيش حالة من الراحة المثالية بعيداً عن كل عراقيل وتحديات اليوم الصعبة، ثم فجأة ترى نفسك تُحلق بسعادة بين الطيور بينما صوت زقزقتها الجميلة يعلو المكان “
وتستيقظ في تلك اللحظة لتكتشف أنه في الحقيقة تلك ليست زقزقة العصافير بل صوت رنين المنبه مُعلناً بداية يوم جديد، توقفه بتعاسة لتنام من جديد إلا أنه يستمر بإيقاظك كل خمس دقائق، وبعد إيقافه لعدد من المرات، تجد نفسك في النهاية مجبراً على القيام من فراشك رغم التعب والكسل الذان تشعر بهما، مما يعكر مزاجك وقد يفسد يومك كلياً.
الكثير منا، إن لم أقل الجميع، يُعاني من هذه المشكلة، والتي تتلخص في عدم القدرة على الإستيقاظ صباحاً مع الشعور بالكسل لفترة مُعتبرة من اليوم، ومن أجل هذا السبب، سنقدم لك اليوم طرقاً وخطوات بسيطة، إلا أنك لو اتبعتها فستتخلص من الكسل الصباحي، لتبدأ يومك أنشط من ذي قبل.
قبل النوم
فكر في برنامج للغد، واجعل فيه الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام، والتي تدعوك للاستيقاظ بنشاط عند تذكرها في الصباح.
لا تأكل وجبات ثقيلة قبل النوم مباشرة ولا تشرب كمية كبيرة من السوائل مما يجعلك تستيقظ من أجل الذهاب إلى الحمام، فالنوم المتقطع يجعلك تشعر دائما أنك تحتاج إلى المزيد.
خذ حماماً دافئاً، حيث سيساعدك هذا على الاسترخاء والتخلص من التوتر والأرق.
قبل النوم بحوالي 20 دقيقة، اخلق جواً من الهدوء والراحة وذلك بإنقاص الأضواء والإبتعاد عن الإلكترونيات كما يُمكنك استعمال بعض العطور التي تساعد على الاسترخاء كعطر الخزامى (اللافندر).
احرص على أن فراشك مريح، والأغطية مناسبة للجو ودرجة الحرارة.
احرص على النوم باكراً وضبط المنبه لإيقاظك بعد 8 ساعات، وحاول عموماً أن لا تنام أكثر من هذا حتى في العطل.
احرص على تخصيص وقت معين لتنام، ووقت آخر تستيقظ فيه، واجعل هذه الأوقات ثابتة يوميا، حتى في نهاية الأسبوع، وبهذه الطريقة تبرمج ساعتك البيولوجية فلا ترغب بالنوم أكثر مما اعتدت عليه.
في الصباح
انتشرت مؤخراً طريقة يُزعم أنها فعالة وهي وضع المنبه بعيدا عنك حتى تقفز من فراشك وتذهب لإيقافه مما يجعلك تستيقظ رغما عنك، إلا أنني لا أنصحكم أبداً بها، فالوقوف مباشرة بعد الإستيقاظ من النوم قد يسبب لك دواراً خلال اليوم، أما إذا تكرر هذا فقد تصل نتيجته، لا قدر الله، إلى مشاكل في القلب.
ولهذا أنصحك بإختيار رنة منبه لطيفة، وعند سماعها، قرر مباشرة أنك ستستيقظ وابتعد قدر المُستطاع عن الضغط على الزر “snooze” ثم عليك البقاء في الفراش، بعد الاستيقاظ، أو الجلوس بهدوء لمدة من 3 إلى 10 دقائق حتى يعود جسمك إلى حالته العادية.
خلال هذه الفترة، فكر بما ستفعله اليوم، وتصور بعض اللحظات بكل إيجابية، واجعلها دافعاً يُحفزك لبدء يومك من الآن، واحذر من أن تبدأ يومك بأفكار سلبية فهي التي ستجلب لك التعب والكسل، وتجعلك تتمنى لو تبقى بفراشك طوال اليوم.
تفقد الهاتف أو الكمبيوتر، قد يبدو لك هذا غريبا ولكن الأشعة الزرقاء المنبعثة من الهاتف مشابهة لأشعة الشمس، والتي تؤدي إلى كبح إفراز هرمون الميلاتونين والذي يحفز على النوم، كما بإمكانك الخروج والتعرض لأشعة الشمس مباشرة وبهذا تحصل على دفعة قوية من النشاط.
بعض الألوان لها القدرة على بث النشاط في نفسك وجسدك كاللون الأحمر، البرتقالي والأصفر، فحاول قدر المستطاع النظر إلى هذه الألوان بعد استيقاظك مباشرة، كأن تعلق إطارات في الحائط بهذه الألوان، أو حتى أن تُغير لون غرفتك كلياً إلى أحدها.
اشرب كأساً كبيراً من الماء، فأثناء النوم يفقد جسمك كمية من السوائل وإذا لم تقم بتعويضها قد تشعر بالتعب والصداع، فأدخل على روتينك الصباحي شرب الماء لتنعم بالنشاط، فضلاً عن الفوائد العديدة التي ستحصل عليها من شرب الماء صباحاً، كتخليص الجسم من السموم والفضلات، إضافة إلى الحصول على بشرة جميلة.
استنشق الليمون، حيث بينت الدراسات أن رائحة الليمون قادرة على تنشيط الجسم وتحسين المزاج.
خصص وقتا قصيراً للقيام ببعض التمارين الرياضية ثم خذ حماماً دافئاً، أو بارداً إذا استطعت، فالماء البارد يُنشط جسمك فوراً.
تناول فطورا صحياً ولذيذاً، كما أن بعض الأطعمة تَمُد جسمك بالطاقة والنشاط الفوري، مثل البرتقال، البطاطا الحلوة، السلمون، أو كوبا من الشاي الأسود.
ولا تنس أن عامل التحفيز يُعتبر أهم شيء للحصول على النشاط الذي ترغب فيه، فإن تركت الكسل يسيطر على دماغك، لن تجد القوة اللازمة لمحاربته.
وبعد كل تلك الراحة التي تحصل عليها من النوم ليلة كاملة، من المُفترض أن تبدأ يومك بطاقة كبيرة على عكس ما تعيشه الآن في الحقيقة، إذن فلتعمل من أجل تغيير هذا الأمر واستمتع بنشاط الصباح الباكر، فضلاً عن البركة التي ستحصل عليها من الله سبحانه وتعالى فرسوله صلى الله عليه وسلم يقول: ” بُورِكَ لأُمَّتي في بُكُورِهَا “