يعاني معظمنا طوال الوقت من ظاهرة “الثرثرة العقلية”؛ فنحن نتحدث مع أنفسنا بصفة دائمة. وللأسف، غالبًا ما يكون هذا النوع من الحديث سلبيًّا؛ إذ إنه يدور في معظم الأحيان حول أحداث ماضية أو القلق بشأن مستقبلنا. وتستطيع هذه الأفكار السلبية تدمير جميع بذور الأمل بداخلنا، ولكن لا شك أن جميع أفعالنا مستوحاة من أفكارنا. فإذا استطعنا تغيير طريقة تفكيرنا، فسوف نستطيع حينها تغيير أفعالنا. ومن المعروف أن السعي لتطوير الذات سواء ماديًّا أو بدنيًّا أو رُوحيًّا طبيعة بشرية. ونستطيع من خلال ممارسة حديث النفس الإيجابي الوصول إلى حالة ذهنية تسمح لنا بالقيام بأفعال يكون لها مردود عظيم على جميع جوانب حياتنا.
إليك 7 خطوات تستطيع بها التحدث مع النفس بإيجابية، والتخلص من الأفكار الذهنية السلبية التي تعُوق عملية تطوير الذات.
التخلص من الأفكار السلبية
تتمثل الخطوة الأولى في تنمية الوعي؛ إذ سوف يكون من العسير التحول من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي دون أن يكون لديك وعي بالأفكار التي تدور في رأسك. دون الوعي، سوف تسيطر مشاعر الألم والحزن المرتبطة بالماضي على تفكيرك، ولا شك أنه لن يكون من السهل تغيير طريقة تفكيرك إذا كان لديك تاريخ طويل من الأفكار السلبية. وتتولد الأفكار السلبية نتيجة لعدة عوامل مختلفة. على سبيل المثال، إذا أصرَّ مدرس المرحلة الابتدائية على وصفك بأنك قليل الفهم، فسوف تنغرس تلك الفكرة في ذهنك بمرور الأيام، ويصبح من العسير عليك تغييرها. ليس هذا فحسب، بل إنها سوف تنعكس أيضًا على أفعالك وتصرفاتك.
الرغبات الإيجابية
الرغبات هي عبارات إيجابية تعبر عن نتيجة معينة أو هدف يرغب الشخص في تحقيقه. وغالبًا ما تكون قصيرة ومركزة وواقعية. وبتكرار هذه الرغبات بشكل مستمر، فإنك تؤصلها في عقلك الباطن. وبإمكانك أيضًا ترديد هذه العبارات بحماس وبصوت عالٍ، وبشكل متكرر يوميًّا؛ لأن مجرد قراءتها بصمت لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة. وفي البداية، قد يكون لديك بعض الشك حول جدوى هذا الأمر، ولكن بالالتزام بهذه التعليمات سوف يتحول الشك إلى إيمان كامل بأهدافك وقدرتك على تحقيقها.
السيناريوهات الإيجابية
تتمثل المشكلة الأكثر صعوبة في أن العقل يقوم في أحيان كثيرة بتكوين سيناريوهات محكمة من الأفكار السلبية بشكل متكرر، وهو ما يجعل المرء أسيرًا لها ويجد صعوبة في التحرر من قيودها. وفي المقابل، تستطيع أن تضع سيناريوهات إيجابية تتكون من أفكار وتصورات متفائلة تدور حول نجاحك في تحقيق أهدافك. بقيامك بهذا الأمر، سوف تتجسَّد أمامك أهدافك وأحلامك كأنها قد تحققت بالفعل.
التخلص من التأثيرات السلبية
من الضروري أن تحدد العوامل السلبية الخارجية التي تقيد أفكارك. على سبيل المثال، إذا كان لديك أصدقاء غير إيجابيين، فقد تتأثر بهم وتصبح أسيرًا لأفكارهم إن لم تدرك الأمر مبكرًا وتتخلص من تأثير أفكارهم السلبية عليك. وتستطيع أيضًا أن تقلل لقاءاتك بهم قدر الإمكان، ولا تناقش خططك معهم؛ لأنك لن تجد لديهم المستوى المطلوب من التدعيم والتشجيع. وخير بديل لذلك الأمر أن تتواجد بين أشخاص إيجابيين يوفرون لك التحفيز اللازم لتحقيق أهدافك وأحلامك.
التركيز على الحاضر
أحيانًا، قد تجد نفسك محاطًا بأشياء كثيرة ترغب في إنجازها من أجل الوصول إلى أهدافك، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد مستوى القلق لديك. ويتمثل الحل المثالي لهذه المشكلة في أن يَنْصَبَّ تركيزك على ما تستطيع فعله في الحاضر، وفي الوقت ذاته تتخلص من قلقك ومخاوفك المستقبلية؛ لأنك لا تستطيع التحكم في المستقبل، ولكنك تستطيع اتخاذ خطوات في الحاضر من شأنها أن تبني مستقبلًا أفضل.
مواجهة المخاوف
يعد الخوف أكبر عقبة في طريق النجاح. وفي كثير من الأحيان، قد تفوت فرصًا سانحة؛ فقط لأنك تخشى المخاطرة بضياع أمنك الذي تتمتع به في الوقت الحالي، حيث تحاول إقناع نفسك بأنك سعيد بما أنت عليه، ولكنك في الحقيقة لست كذلك. حاول أن تطرح على نفسك السؤال التالي: “ما الأشياء التي تثير خوفي؟” حاول أن تتخلص من مخاوفك خطوة بخطوة. وبمجرد أن تواجه مخاوفك، سوف تدرك أن الأمور ليست بالسوء الذي تتوقعه، بل في الحقيقة الفوائد المترتبة على التغيير تستحق المخاطرة.
التركيز على اللحظات السعيدة
من السهل تنمية اتجاه إيجابي من خلال التركيز على اللحظات السعيدة في حياتك بدلًا من التركيز على الألم والحزن. يجب أن تتذكر أن الحياة عبارة عن صعود وهبوط، ومن رحم الأحزان تُولَد الأفراح. لذا، احرص على أن تجعل عقلك مليئًا بالصور الإيجابية واللحظات السعيدة، وسوف ينعكس هذا الأمر على جميع جوانب حياتك.
باتباع النصائح السابقة، ستتمكن من تحسين جودة حياتك، وزيادة مستوى السعادة والطاقة الإيجابية التي تدفعك لتحقيق أهدافك بنجاح.