عندما تقع في حُبِّ أحد وترغب في بناء علاقة إيجابية طويلة الأمد معه، يجب أن تدرك أن الحرية والقدرة على الاختيار من المُكوِّنات بالغة الأهمية في هذه العلاقة. في ظلِّ ظروف الحياة المعقدة الآن، يُعَدُّ العثور على شريك مناسب تستطيع أن كمل معه حياتك تحديًا حقيقيًّا؛ فنحن مشغولون جدًاحتى إننا لا نجد الوقت الكافي لبناء علاقة قوية، فضلًا عن التفكير في أهمِّ ما يُميِّز هذه العلاقة القوية.
هناك أشياء كثيرة تحتاج إلى الرعاية عندما نرغب في بناء علاقة ناجحة وقوية، مثل: الحب والإخلاص والالتزام والاحترام. وتُعَدُّ الحرية واحدةً من أهمِّ هذه الأشياء؛ لأن الإنسان الحُرَّ لديه القدرة على التفكير والتحدث والتصرف دون قيود. فالحب الحقيقي يمنحنا القدرة على عيش الحياة بأسلوبنا الخاص. يرى البعض أن الحُبَّ يعطيه الحقَّ في السيطرة على الطرف الآخر، ويتوقع من الطرف الآخر أن يفعل فقط الأشياء التي تُرضِيه؛فإذا لم يحدث ذلك،شعر بالغضب والإحباط. عندما نقع في الحب، نرغب في إرضاء الطرف الآخر ولو على حساب حريتنا. قد يكون هذا الأمر جيدًا، ولكنه لن يستمر طويلًا؛ فبعد فترة قد تطول وقد تقصر، سوف ندرك أننا لسنا سعداء بالقدر الكافي، وسوف نُلقِي باللوم على الطرف الآخر، ومن ثم تبدأ المشكلات التي قد تؤدي إلى فشل العلاقة.
لا أحد يريد أن يفقد حريته مهما كانت درجة حُبِّه لشريك حياته؛ فجميعنا لديه صورة مثالية للعلاقة في ذهنه، وعندما تصطدم هذه الصورة بواقع مغاير، تبدأ المشكلات في الظهور. لا يجب أن يخضع الحب الحقيقي لشروط، بل يجب أن يقوم على احترام كلِّ طرف لحرية الطرف الآخر، وفهمه لمشاعره وأهدافه، وما يجعله سعيدًا. حين يشعر الطرفان بالسعادة، تزداد احتمالات نجاح العلاقة. ولا شَكَّ أننا جميعًا لدينا اهتمامات ورغبات وطموحات وتحديات وأهداف نريد تحقيقها، وليس تغييرها لإرضاء طرف آخر.
الحب الحقيقي غير مشروط، ولكن عندما نرغب في توفير النجاح للعلاقة، فإننا قد نسير في ظل الطرف الآخر ونسعى لإرضائه بدلاً من محاولة السيطرة عليه. يجب علينا أن نحاول فهم شعوره وشخصيته والأشياء التي تجعله سعيداً وأهدافه وأحلامه وطموحاته. وإذا كان الطرف الآخر سعيداً بحياته ونحن سعداء بحياتنا، فسوف يزداد احتمال نجاح هذه العلاقة. جميعنا لدينا اهتمامات شخصية ورغبات وتحديات وأهداف نسعى لتحقيقها. وبدلاً من أن نسعى لتغيير هذه الأشياء أو تغيير من نحب، يجب أن نحرص على تحقيق ما يرضينا ونوفر الدعم لأحبائنا ونستمتع بعلاقتنا.
خلاصة القول، نحن نريد من شريك حياتنا أن يكون لديه الحرية في اختيار ما يرغب في عمله، ولكننا من داخلنا نرغب في أن يقع اختياره علينا لنكون الطرف الأخر في علاقة إيجابية ومثالية تدوم طوال الحياة دون أي متاعب أو مشكلات.