“أنا مشغول جدًّا، ولا أجد وقتًا لممارسة التمارين الرياضية!” حتى إن كان هذا الأمر صحيحًا، فإنه ليس بعذر مقبول؛ فالتمارين الرياضية تمنحك المزيد من الطاقة التي تحتاج إليها للقيام بأعمالك. في كثير من الأحيان، يمارس معظم الأشخاص التمارين الرياضية على الرغم من انشغالهم، ولكن هناك مَن يشعرون بأنهم لا يمتلكون الوقت للبدء في ممارسة عادات جديدة مثل التمارين الرياضية أو القراءة، أو غيرها من الأعمال. ويُمثِّل إيجاد الوقت الكافي لممارسة عادة جديدة عقبةً كبيرةً في طريقك.
هناك قاعدتان تنطبقان على معظم الأشخاص في كثير من الأحيان:
- لا يمثل الوقت موردًا محدودًا على الإطلاق.
- قلة الاهتمام، وليس ضيق الوقت، هي التي تحُول بينك وبين ممارسة عادات جديدة.
لديك بالفعل قدر كافٍ من الوقت
في أكثر الأوقات انشغالًا، لا تستغل وقتك الاستغلال الأمثل؛ فهناك بعض الثغرات دائمًا في جدول أعمالك لا تستفيد منها. حتى إن لم تكن تلك الثغرات موجودة في جدول أعمالك، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض الأوقات التي لا تعمل فيها بالقدر الذي كنت تتمنَّاه.
ما السبب وراء عدم قيامك بكافة أعمالك بكفاءة تامة؟! الوقت لا يَحُدُّ من قدراتك، في الحقيقة؛ فلو كان الوقت هو ما يَحُدُّ من قدرات الآخرين، لانشغل جميعهم بالعمل دون توقف أو دون راحة تعُوقهم عن زيادة الإنتاجية. ولكن على العكس من ذلك، يحصل أكثر الأشخاص إنتاجيةً على أوقات للراحة، وقد يؤجلون أحيانًا المهام أو يُبطِئون في تنفيذها.
العامل الحقيقي الذي يَحُدُّ من قدراتك هو مستوى طاقتك وقدرتك على التركيز. فعندما تكون متعبًا، تقل إنتاجيتك؛ لأنك لم تَعُدْ قادرًا على مواصلة العمل رغم أنه يتوافر لديك المزيد من الوقت. كما أن الانتباه والتركيز لهما تأثير مهم في إنجازك للأعمال، فحين يكون لديك الكثير من الأعمال لإنجازها، لن يمكنك التركيز إلا على عمل واحد فقط أو عملين في الوقت نفسه.
قد لا تكون قادرًا على تدعيم جدول أعمالك بأربع أو خمس ساعات إضافية دون أن تقدم تضحيات، ولكن بعض مَن لديهم مشاغل كثيرة يمكنهم إضافة ساعة أو ساعتين إلى جدول أعمالهم دون التأثير في أي من بنوده. ولا يُعَدُّ ضيق الوقت السبب الرئيسي لعدم القدرة على تخصيص وقت لممارسة عادة جديدة، ولكن غياب التركيز هو السبب الرئيسي.
لقد أيقنَّت أن المشكلة ليس لها علاقة بالوقت منذ عام تقريبًا، حين كنت مشغولًا للغاية، ومع ذلك واظبت على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وكانت لديَّ قائمة مليئة بالأعمال التي يجب عليَّ القيام بها، ولكنني استطعت أن أجد بعض الوقت لممارسة التمارين الرياضية.
ولكن بسبب وعكة صحية، توقفت عن ممارسة التمارين الرياضية رغم أني لست مشغولًا، بل على العكس تمامًا لديَّ وقت فراغ كبير؛ إلا أنني وجدت صعوبة في تخصيص بعض الوقت لممارسة التمارين. إذًا، لا يتعلق الأمر بضيق الوقت!
الاهتمام ليس أمرًا سهلًا
تُشِير الدراسات إلى أن المخ يستقبل ما يقرب من أحد عشر ألفًا من المدخلات الحِسِّيَّة في الثانية الواحدة، في حين أنك تستطيع معالجة حوالي أربعين منها فقط. وهذا يعنى أنك تعالج فقط أقل من 1% من كل الأمور التي تطرأ على ذهنك.
حتى إن حاولت أن تجبر عقلك على التفكير، فسوف تواجه صعوبات؛ فذاكرتك القريبة أو النشطة تستطيع أن تتذكر فقط 7 عناصر في وقت واحد. ولهذا السبب، تتألف أرقام الهاتف عادةً من 7 أرقام؛ فانتباهك محدود للغاية. ونظرًا لكثرة ما تقوم به على مدار اليوم، يصبح تركيز الانتباه على شيء محدد أمرًا غير سهل.
الانتباه هو العقبة الرئيسية التي تمنعك من إيجاد الوقت اللازم لممارسة العادات الجديدة. فعلى الرغم من قدرتك على توفير ساعة أو ساعتين لممارسة الرياضة أو للقراءة أو ممارسة نشاط جديد، فإنك تحتاج إلى تذكير نفسك باستمرار بالقيام بذلك، وهذه كلفة عقلية يجب أن تدفعها عند محاولتك ممارسة نشاط جديد.
مقال ذو صلة: خمس طرق فعَّالة لتحسين ذاكرتك
إيجاد بعض الوقت لممارسة عادات جديدة
قد لا تملك الكثير لتفعله من أجل زيادة انتباهك، ولكن ما يمكنك فعله هو استغلال تركيزك بشكل أفضل. فبعد عدة مرات من ممارستك للعادة الجديدة، سوف تجد الأمر أكثر سهولةً؛ لأنك لن تفكر فيه أو تقلق بشأنه. عندما كنت أمارس التمارين الرياضية في الفترات التي كنت فيها مشغولًا، كان الأمر سهلًا جدًّا؛ لأنني لم أكن أفكر فيه. لكن عندما توقفت لعدة أسابيع، احتجت إلى ما يُذكِّرني بأن عليَّ ممارسة الرياضة، مما جعلني أجد صعوبة في إيجاد الوقت اللازم لممارسة تلك العادة.
يمكنك أن تقلل حاجتك إلى الانتباه لممارسة عادة جديدة عن طريق تدوينها. دَوِّن ما تريده في قائمة مهامك اليومية، ويمكنك أيضًا أن تكتب ملاحظة في عدة أماكن في المنزل. سوف يُذكِّرك هذا الأمر بها دائمًا، وستقل حاجتك للانتباه لضرورة القيام بها.
أما الطريقة المثلى لإيجاد الوقت اللازم للقيام بشيء ما، فهي التركيز عليه. لذا، حاول التركيز على عاداتك الجديدة لمدة أسابيع قليلة. وبمجرد أن يصبح نشاطك الجديد، سواء القراءة أو ممارسة التمارين أو غير ذلك، من عاداتك، لن يكلفك الأمر شيئًا لتستمرَّ في ممارسته؛ لأن الانتباه هو التكلفة التي يجب أن تدفعها لتزيد إنتاجيتك. لذا، إذا أردت أن تجد الوقت لفعل شيء ما، فكل ما عليك أن تجد الطاقة اللازمة لإعارته المزيد من الانتباه أولًا.