الخيال، أو ما يُعرَف بالمخيلة الداخلية، هبةٌ لها العديد من التطبيقات الإيجابية، ولكنها في العادة لا تكون ناضجة، أو لا تُستخدَم بشكلٍ صحيحٍ. القليل من الناس يملكون القدرة على التحكُّم فيما يدخل عقولهم. أما الآخرون، فيسمحون لعقولهم ومُخَيِّلاتهم أن تفعل ما تشاء، فيتركون أية فكرة شاردة أو صورة ذهنية تدخل عقولهم. وبفقدانهم للسيطرة على أفكارهم، يفقدون السيطرة على حياتهم.

إذا تركتَ مُخيِّلتك بلا تحكم هكذا، فستتحوَّل حياتك إلى فوضى. عليك أن تسيطر عليها، وتُفكِّر فقط فيما تريد التفكير فيه مُتعمِّدًا؛ فبهذا تعيش حياتك كما تريد.

ما الخيال إذن؟

إنه القدرة على رؤية الصور الذهنية في عقلك، سواء الموجودة فعلًا أو التي لا وجود لها، كتخيُّل الأشياء والمواقف والأحداث.

وليس الخيال بأن تتخيَّل الصور الذهنية فقط؛ فبإمكانك أن تستخدم حواسك الخمس في ذلك، كأن تتخيَّل صوتًا، أو طَعْمًا، أو رائحة، أو شعورًا؛ مثلًا.

إذا راقبتَ عقلك، فستجد أننا دائمًا ما نستخدم الخيال بطُرق مختلفة. نستخدمه حين نُفكِّر في الماضي أو المستقبل، وفي التخطيط، والرسم، والكتابة، ووصف الأشياء. نستخدمه حين نصف شارعًا ما، وحين نقرأ، وفي أحلام اليقظة.

هل تكتب أو ترسم أو لك نشاط إبداعي؟ هل تطبخ أو تُزخرف أو تحب أن تفعل أشياء جديدة؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فأنت تستخدم مُخَيِّلتك.

ونستخدم الخيال أيضًا حين نقلق أو نخاف. ففي أوقات كتلك، تتخيَّل -بشكل لاإرادي- مواقف حزينة أو مشؤومة. وإذا ظللتَ تتخيَّل تلك الصور الذهنية السلبية، فربما تغرق فيها مع الوقت.

مقال ذو صلة: خمس طرقٍ لمكافحة الأفكار السلبية

إن كنتَ ترى في مخيلتك الداخلية حياتك التي تريدها، وظللتَ تشاهد هذا المشهد الذهني كل يوم بإيمان وتركيز وحب؛ فستصير حياتك تمامًا كما تخيَّلتها يومًا ما.

يظن البعض أنهم لا يملكون أي خيال، وهذا غير صحيح على الإطلاق. قد يكون خيالهم ضعيفًا، ولكنهم بالتأكيد يملكون خيالًا. وقد يكون خيالهم الصوري غير قوي، ولكنهم

مازال بإمكانهم أن يستخدموا باقي حواسهم كما ذكرنا مُسبقًا. ولا بأس في هذا؛ فالقُدرة على التخيُّل يُمكِن تطويرها، وهذا أمر ممتع للغاية؛ فالتمارين التي تتبعها لتطوير تلك القدرة تُحسِّن في الوقت ذاته قدرتك على التركيز. وأيضًا ربما تكتشف أنك تمتلك القوة التي يمكنك استخدامها لتشكيل حياتك وتحسينها.

تطوير الخيال، قوة مُخَيِّلتك الداخلية:

خَصِّص 15 دقيقة من وقتك يوميًّا لهذا التمرين.
تخيَّل شيئًا بسيطًا، كأن تذهب إلى السينما مع زوجك/ زوجتك، أو تتناول الطعام في مطعم مُعَيَّن، أو أي شيء تحبه.
تخيَّل رغبتك بوضوح، وافعل ذلك بكل حواسك. إن كنت تتخيل أنك تشاهد فيلمًا مع شخص آخر، فتخيَّل أنكما تدخلان السينما وتجلسان، وتستمعان للناس من حولكما. اشعر بدفء القاعة أو برودتها. تخيَّل أنك تتناول فشارًا أو مشروبًا غازيًّا، واستمتع بالطعم والرائحة.
قد تجد سهولة في استخدام بعض الحواس، وصعوبة في البعض الآخر. لا يهم ذلك؛ فالمواظبة على التمرين تُقوِّي قدرتَك على التخيُّل بكل الحواس.
افعل هذا التمرين كل يوم، وستجد أن الأمر صار أكثر سهولة من ذي قبل.
قد تجد أحيانًا أن عقلك بدأ في وصف خيالاتك بالكلمات؛ فاحذر من ذلك؛ فالهدف أن تستخدم مخيلتك، لا الكلمات.
إن اتبعتَ هذه الخطوات، فستزيد قدرتك على التخيل، مما يفيدك في مواقف عديدة. وستُدهَش حين ترى أن ما تتخيله في عقلك صار حقيقةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *