كيف تعرف رغباتك الحقيقية في الحياة؟! ثمة عبارة تقول “إنك تستطيع تحقيق أي شيء طالما انصب تركيزك عليه”؛ فهل هذا صحيح؟

كيف تعرف رغباتك الحقيقية؟ قد تؤدي العبارة السابقة إلى ترسيخ فكرة أن كل ما يجب عليك فعله هو تخيل ما ترغب في تحقيقه والتركيز عليه وانتظار النجاح. قد يكون هذا الأمر صحيحًا إلى حد ما؛ فالنية الصادقة المقرونة بالعمل الجاد تمثل قوة لا مثيل لها، ولكن العبارة السابقة مضللة إلى حد ما؛ لأنها أغفلت أمورًا عدة من بينها ضرورة التركيز على هدف محدد والصعوبة المصاحبة لهذا الأمر.

على الرغم من أن معظمنا قد يظن أنه على دراية تامة بما يريد تحقيقه، إلا إننا في الحقيقة لا نعرف سوى الأشياء التي لا نريدها، فعلى سبيل المثال نحن لا نريد العيش في فقر أو العمل في وظيفة مملة أو التسبب في إحباط من نحبهم. ومما لا شك فيه أن معرفة ما تريد تحقيقه على وجه التحديد هو أمر يختلف تمامًا عن معرفة الأشياء التي لا تريدها. فعندما لا تكون لديك رغبة في شيء معين، فكل ما عليك فعله هو عدم التركيز على ذلك الشيء.

على سبيل المثال، إذا تخيلنا شخصًا ما لا يرغب في أن يكون فقيرًا، وهو في الوقت ذاته يشعر بالضيق لأن أصدقاءه يتقاضون أجورًا ومرتبات تفوق ما يتقاضاه، وقرر هذا الشخص أن يحسّن مستواه الاجتماعي. ولتحقيق هذا الهدف، ثمة مسارات عديدة يمكنه السير فيها، إذ يمكنه التدريب لشغل وظيفة ذات راتب مرتفع. كما يمكنه أيضًا إنشاء شركة خاصة به، أو العمل في مجال العقارات، أو القيام بغير ذلك من الأمور التي قد تساعده على تحقيق هدفه.

ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذا الشخص لا يعرف على وجه الدقة ما الذي يريد تحقيقه؛ فليس لديه مسار محدد يناسب مهاراته وقدراته الشخصية. ومن ثم، يفتقد التركيز. وعلى الرغم من أنه يعمل بجد إلا أن جهوده لا تثمر عن شيء. فبدلًا من أن يضع هدفًا كبيرًا ويسعى لتحقيقه، وضع أهدافًا صغيرة ليس بينها رابط، وهو الأمر الذي جعله يفتقد التركيز وقاده في النهاية إلى الفشل.

ولنتخيل الآن أن ذلك الشخص قد نجح في اختيار طريق محدد من أجل تحقيق هدفه. فعلى سبيل المثال، إذا قرر أن يعمل في مجال المحاماة، فسوف يتخذ الخطوات الآتية:

  • الالتحاق بكلية أو معهد لدراسة جانب متخصص من القانون
  • الحصول على درجة علمية في القانون
  • ممارسة المحاماة والحصول على شهادات خبرة
  • التقدم للعمل في وظيفة ذات راتب مرتفع
  • إنشاء مكتب خاص للمحاماة

وفي بعض الأحيان قد تكون بضعة أهداف صغيرة محددة أفضل من هدف كبير، ولكنه يتسم بالغموض. ومما لا شك فيه أن التركيز على طريق محدد يسير فيه الإنسان نحو هدفه سوف يمنحه فرصة رائعة لتحقيق ما يتمناه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نستطيع اختيار طريق نسير فيه ونحن لا نعرف على وجه التحديد ما الذي نريد تحقيقه. قد يستطيع الإنسان تحقيق النجاح إذا دفع نفسه للسير في طريق محدد وبذل كل جهده في سبيل تحقيق هذا النجاح، ولكنه قد لا يحقق السعادة. فالنجاح المقترن بالسعادة يتحقق فقط حينما يعرف الإنسان على وجه التحديد ما هو الشيء الذي يريد تحقيقه، ومن ثم يسعى في سبيل الوصول إليه من خلال خطوات محددة ومدروسة.

فلتبدأ الآن، لا داعي للتأخير؛ فكل لحظة تضيع تجعلك تتخلف عن تحقيق هدفك وتمنح منافسيك فرصة للتفوق عليك. اسأل نفسك كيف تعرف رغباتك الحقيقية في الحياة، وسارع إلى اتخاذ قرارك واختر الطريق الصحيح الذي يقودك نحو هدفك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *