لماذا الصمت حكمة؟ كلما تحاول لفت إعجاب الناس بالكلمات فإنك تقول أكثر وتنكشف أكثر لتفقد السّيطرة أكثر، حتى وإن كنت تقول شيئا تافها سيبدو الأمر متأصلا فيك. الأشخاص الأقوياء يلقتون الإنتباه ويصنعو الربهة من خلال التكلم أقل.

كلما تكلمت أكثر كلما تفوهت بتفاهات أكبر، سؤال موضوع اليوم، لماذا الصمت حكمة وقوة ؟

مميزات الصمت وأسبابه

1- إذا خرجت الكلمات من فمك، لن تستطيع إعادتها:

كن منتبها لمزاجك وجدتك أمام الناس الأكثر سلطة منهـ فالراحة الناجمة عن إخراجك للكلمات السريعة سوف تنعكس عليك وتدفع ثمنا في المستقبل، بدلا من ذلك، إبتلع فمك، وابقى صامتا، عندما تود الرّد بعدوانية، إسأل نفسك: هل لدي أي استراتيجية لإجابتي أم أنها مجرد عاطفة أود أن أخرجها وأرتاح.

لسان الإنسان متمرد وقليل من يمكنه أن يبرع فيه، فهو دائما ما يبحث عن التواءة للخروج من قفصه، إذا لم تلجمه سينطلق خارجا ويتسبب لك في المرارة.

إذا حاول أحدهم إستفزازك إسأل نفسك، لماذا يخاجمني ؟ هل هو غيور ؟ هل فعلت شيئا جعله مرتابا أو مهانا أو جعله يبدوا سيئا ؟ إذا لم تتمكن من الوصول إلى سبب ما وقد أرادوا فقط استفزازك استخدم استراتيجية الردع.

إذا هاجمك أو هددك شخص أكثر سلطة منك، كن على يقين أنه سوف يعاني في المقابل، ربما هو أو هي قوية وذات سلطة، ربما يستطيع الفوز في المعارك، لكن، سوف تجعله يدفع ثمن كل انتصار، بدلا من أخذه مباشرة، ركز على شيء ذو قيمة لديه، شيء قريب لحياته، إجعله يفهم أنه في أي وقت يفكر في إزعاجك، فسيتوقع الخسارة، حتى في الأمور البسيطة، الحل الوحيد لجعلك تتوقف عن مهاجمته هو أن يتوقف هو أولا، أنت كوخز النحل في جلده، إذا صعد خصمك في اللهدة أكثر فصعد أكثر منه، لا تنسى أن تكون حذرا في تنفيذ الاستراتيجية.

2- إجعل أعدائك جائعين من المعلومات:

كلما تكلمت أكثر كلما زاد احتمال استخدام تلك الكلمات والمعلومات ضدك في المستقبل. التكلم أقل يجعل الناس يكشفون أكثر عن أنفسهم، عندما تتكلم لا تتعلم شيئا، عندما تستمع تستطيع الاستفادة من تلك المعلومات في المستقبل، طرح أسئلة أكثر في أفضل استراتيجية لإخراج ما في جعبة الآخرين.

3- ستمتلك الرهبة والغموض:

لويس الرابع عشر كان رجل الكلمات المحدودة، عبارة “سوف أرى” كانت أحد العبارات القصيرة التي استخدمها لكل أنواع الطلبات التي تلقاها، لم يعلم أحد بالضبط مع من كان يقف أو استطاع التنبؤ بردات فعله، لما تكلم وتكلم المحيطون بلويس الرابع عشر الصامت، كشفوا أكثر فأكثر عن أنفسهم فأخروا معلومات استخدمها ضدهم لاحقا، في النهاية صمت لويس أبقى منحوله مرهوبين، لقد كان الصمت أحد دعائم قوته، كتب عنه سانت سيمون قائلا: لم يعرف أكثر منه كيف يبيع كلماته إبتسامته وحتى نضراته، كل شيء في كان ذو قيمة، وهو من جعل هذا الاختلاف وتلك القيمة.

قول ما هو أقل من اللامز ليس محصورا على الملوك والرؤساء فقط، كلما أقللت من الكلام كلما ظهرت أكث عمقا وغموضا، من خلال قول أقل من الضروري فإنك تصنع مظهر المعنى والقوة.

4- الكلام القليل سيجعلك تتجنب قول الكلام التافه أو الخطير

في 1825 ميلادي كان هنالك انتفاضة في روسيا، كان أحد القادة يدعى كونتاري رولاي، يسعدك في ذلك اليوم، وقف رولايف على الطاولة وحبل المشنقة يلف رقبته، سحبت الطاولة، لكن الحبل أيضا انقطع، ليسقط في الأرض وينجو من الإعدام.

عندما وقف على رجليه نادى في الحشود قائلا: أرأيتم في روسيا لا يعرفون القيام بأي شيء بطريقة صحيحة، حتى كيف يربطون حبلا للمشنقة ههه، في ذلك الوقت واقعة كهذه تعتبر إشارة من السماء، والرجل الذي ينجو من الإعدام بتلك الطريقة في العادة يعفى عنه، ذهب رسول حالا إلى القصر، حاملا أخبار فشل الشنق، كان القيصر على مشارف إعلان العفو على رولايف، لكنه طرح سؤالا، هل قال رولايف أي شيء بعد هذه المعجزة، فرد الرسول قائلا: لقد قال أن في روسيا لا يعرفون حتى كيف يربطون حبلا… في هذه الحالة قال القيصر: دعونا نثبت العكس ولنلغي العفو، في اليوم الموالي كان رولايف يعدم مرة أخرى، في تلك المرة لم ينقطع الحبل، تعرفون البقية…

إن قول شيء تافه لا يعني دائما أن يكلفك القتل طبعا، هذا يعتم على الوضع الذي أنت فيه، مع ذلك، فإن تداعياته يمكن أن تسبب لك مشاكل، الشخص الذي الذي لا يستطيع السيطة على لسانه وكلماته، لا يستطيع السيطرة على نفسه ولا يستحق الاحترام.

الصمت ليس حكمة دائما

في مقابل هذا القانون، هنالك أوقات يكون من غير الحكمة أن نصمت، الصمت قد يزيد من الارتياب وعدم ارتياح الناس لنا، التعليقات الغامضة و الملتبسة، يمكن فهمها عكس ما تعنيه منها، الصمت والكلام أقل من الضروري يجب أن يمارس بحذر وفي الوضعيات المناسبة.

من الحكمة أحيانا تقليد مهرج الملك، الذي يلعب دور الأحمق لكنه يعلم أنه أذكى من الملك، إنه يتكلم ويتكلم ويسلي، ولا أحد يشك بأنه من مجرد أحمق، كذلك يمكن للكلمات أحيا أن تستخدم كسحابة مظللة عن أمور تود أن تخفيها، في هذه الحياة كلما تكلمت أكثر كلما أنقصت من الارتياب حولك.
كن استراتيجيا في صمتك، لا تسكت دون غاية، لا تفعل أي شيء دون غاية، إعرف سبب تكلمك.

لمعرفة القوانين الـ48 يمكنك الاستماع لملخص كتاب قواعد السطوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *