إن المغرورين من الرجال والنساء موجودون في كل الأحجام والأشكال والألوان. وهم يعيشون في كل مدينة وضاحية، ويتقلدون كل وظيفة يمكن أن تتخيلها، ومن وجهة نظرهم، فهم يرين أنهم أذكى الأفراد وأنهم يعرفون كل شيء ويرون أنهم وحدهم القادرون على تنفيذ الأشياء بالطريقة الصحيحة، كما أنهم لا يستمعون إلى أي فكرة مختلفة عن أفكارهم. وهم كذلك لم يتعلموا كيف يحسنوا ويعدلوا من أفكارهم حسب المواقف المستجدة التي تطرح نفسها في حياتهم، كما أنهم ليس لديهم القدرة على أن يتركوا الأمور تسير بطبيعتها.

ومع كل ذلك، فلست أعني بكلماتي السابقة أن الحياة لا يوجد فيها مكان النجوم الكبيرة، أو الأداء الرفيع من الأفراد أو إيمان الفرد الشديد بأفكاره الخاصة ووجهة نظره في بعض الأمور. ولست أعني بكلامي كذلك الفكرة المجردة «ساير أمورك كي تعيش». فليس معنى هذا أن تكون إنسانا متملقا. بل إنني أرى أن عکس ذلك هو الصحيح. فالنجوم الكبار والأفراد ذوو الأداء الرفيع يضيفون معنى خاصا للحياة. إلا أنني أعتقد كذلك ضرورة أن يوفقوا أدوارهم لتتناسب مع الأهداف الأكبر والأشمل للحياة. ولهذا السبب نجد ضرورة أن ينسجموا ويتألفوا فيما بينهم، وهو ما يقومون به بالفعل.
ويقول سام نانس، أحد المسئولين التنفيذيين بجريدة دينهار «لا يكفي أن تجنب التكبر بل عليك أن تتعلم كيف تعمل مع الآخرين».

وهناك دراسة شيقة تشرح وجهة نظر سام هذه، فقد جمعت جامعة واشنطن مجموعتين من الأفراد وأخبرتهم بأن مجموعة راكبين قد نجوا من تحطم طائرة في الصحراء، وعلى كلتا المجموعتين أن تجد طريقة ما ليرد هؤلاء الركاب إلى الأمان مرة أخرى. وزودت الجامعة إحدى المجموعتين بإرشادات عامة عن أمور الإنقاذ في الصحراء ولم تزود المجموعة الأخرى وبالرغم من ذلك، فقد توصلت المجموعة غير المدربة إلى نفس نتائج المجموعة المتدربة، والسبب في ذلك أن هذه المجموعة التي لم تتلق أي تدريب خارجي عمل أفرادها مع بعضهم كفريق.

كيف تسخر قوة فريق العمل

في حياتك العملية والعائلية والاجتماعية، قد تصادف بعض النجوم وهم الأشخاص الذين تظهر صورهم وأسماؤهم في مناطق شتی.
ويتسم هؤلاء الأفراد بأنهم هم الذين يقولون الآخرين وليسوا هم المنقادون، وبالتالي تجدهم بارزين في الأماكن التي يوجدون بها. وهؤلاء النجوم يعرفون كيف يعملون مع الآخرين ومن خلالهم.
والفائزون في أي جماعة من الأفراد مثل فكي المقص. فهما متصلان ببعضهما لا ينفصلان، ودائما ما يسيران في اتجاه معاكس، وبعدها ينضمان سويا . ولحظة انضمامهما فإنهما يصبحان أقوى من انفصالهما إذ إنهما يقطعان أي شيء يقع بينهما لحظة انضمامهما.

وأيا كان الشيء الذي تبغيه سواء من مناقشة أسرية أو نصيب في الشركة أو تولي صندوق اجتماعي، فإنك لن تحقق شيئا من ذلك إلا بالعمل الجماعي. أو بمعنى أخر، إن لم تستطع بناء فريق عمل، فلن تكون لديك القوة على أن تحقق كل ما تبغيه وتأمله من حياتك.
وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة كيف توفق بين رغبتك الشديدة بل والمناسبة في كثير من الأحيان بالتمسك بموقف أو فكرة معينة وبين رغبات الآخرين ومراعاة وجودهم لتنال احترامهم ومؤازرتهم لك.

لا شك أنها شعرة دقيقة يجب الحفاظ عليها وعدم تخطيها، ولكن ليس هناك مفتاح رئيسي، أو طريق آمن لتجنب التكبر على جانب، والخضوع للآخرين على الجانب الآخر. وعلى أي حال، فها هي بعض الوصفات العملية التي من المؤكد ستهديك إلى الطريقة الصحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *