في أغلب الأحيان، قد لا نستمع إلى الآخرين كي نفهم، بل لنرُدَّ على كلامهم. عندما يتحدث أحد إليك، فإنه يتيح لك فرصة رائعة للتواصل معه. لذا، تحتاج إلى نصائح ثمينة لكي تكون مستمعاً منها أنك يجب أن تُنصِت جيدًا لما يقول، وأن تُظهِر الاهتمام والانتباه، ولا تنشغل بأي شيء آخر مهما كان. ويجب كذلك ألا تُقاطِعه أو تحاول أن تُضفِي من حكمتك على ما يقول. ولا تُفكِّر أثناء حديثه فيما ستقوله أنت، ولا تحاول البحث عن تجارب مشابهة قد تكون مررت بها؛ لتحكيها له.
نصائح ثمينة لكي تكون مستمعاً إليك ثماني نصائح ثمينة لكي تكون مستمعاً جيدًا:
تحديد طريقة تصرفك
يجب أن يكون لديك فكرة واضحة عن نوع السلوك الذي سوف تنتهجه مع مَن يتحدث، وكيف تحب أن يكون تصرفك، كصديق أم كمستمع. ثم تصرف وفق ما اخترته ولو كان الأمر مُخالِفًا لشخصيتك. يمكنك أيضًا أن تتذكر صديقك الذي تعرف أنه مستمع جيد، وأن تحاول تقليد أسلوبه في الإنصات للحديث.
وفي كل مرة، اسأل نفسك السؤال الآتي: هل أنا مستمع جيد؟ فإذا كانت الإجابة “لا”، فحاول تغيير أسلوبك.
التواصل بالعين
دَعْ هاتفك جانبًا ولا تنشغل بأي شيء آخر، وانظر مباشرة إلى عَيْنَيْ مُحدِّثك. فعندما تتحدث إلى أحد وتجده ينظر في مكان آخر، فستتساءل عمَّا إذا كان يُنصِت إليك أو يهتمُّ بحديثك. وقد يؤدي هذا الأمر إلى فتور المتحدث، وعدم استمراره في الحديث.
إظهار الاهتمام بمتابعة الحديث
استخدم بعض الكلمات التي تدلُّ على الفهم والمتابعة، وابتسم من وقت لآخر، أو حرِّك رأسك في إشارة للمتابعة؛ ولكن لا تبالغ في هذا الأمر كي لا تبدو كأنك تنتظر فرصة لتتحدث أو ليتوقف مُحدِّثك عن الاسترسال في الكلام.
توقف قليلًا قبل أن تتكلَّم
عندما يتوقف مُحدِّثك عن الكلام، اترك فترة صمت قصيرة؛ كي يتمكن من الاسترسال إن لم يكُن قد انتهى من حديثه، وكي تُعطِي انطباعًا بأنك تفكر في كلامه.
اطرح سؤالًا
عندما تُوشِك أن تتحدَّث، اطرح سؤالًا على المستمع. سيكون هذا السؤال مثل دعوة للمشاركة في الحديث؛ ليكون أكثر إمتاعًا، بدلًا من أن يكون الحديث من طرف واحد. تضمن لك هذه الطريقة ترك انطباع جيد لدى الطرف الآخر.
إدراك الدوافع وراء التحدث
لدى كل مِنَّا الرغبة في التعبير عن نفسه بالطريقة التي تناسبه. والكثير مِنَّا يُعِد التحدث هو الوسيلة المناسبة؛ لأننا نستمتع حين نكون الطرف الذي يسيطر على الحوار. في كثير من الأحيان، يعتاد البعض أن يكون هو المتحدث الوحيد الذي لا يجيد الإنصات إلى الآخرين. وفي هذه الحالة، يتطلب الأمر إعادة النظر، واتِّباع أسلوب متوازن في الحوار؛ لكي نتيح للطرف الآخر فرصةً كافيةً للتعبير عما يريد. يجب أن تُدرِك دوافعك جيدًا، وتتحكم فيها؛ فالرغبة في التحدث لا تعني أن تتجاهل الطرف الذي يشاركك الحوار.
تقييم الرأي أو الفكرة التي ترغب في طرحها
قبل أن تتحدث، يجب عليك تقييم ما ترغب في طرحه، وهل يُضِيف شيئًا إيجابيًّا إلى الحوار أم لا.
قد يكون لديك شيء جديد يُثري الحوار، وفي أحيانٍ أخرى قد تروي بعض القصص القديمة؛ لمجرد أن تبقى مُتَّصِلًا بدائرة الحوار. إذا فعلت ذلك، فعليك إعادة تقييم ما ترغب في طرحه، ويجب أن تسأل نفسك: هل ما أرغب في قوله مفيد أو يضيف شيئًا إيجابيًّا إلى الحوار؟ فإذا كانت الإجابة “نعم”، فلا تتردَّد في طرح ما يدور في ذهنك. أما إذا كانت الإجابة “لا”، فربما يجب عليك طرح بعض الأسئلة؛ لتشجيع الحوار.
تعزيز مهارات الاستماع
إذا لم تكُن تملك القدرة على تدريب نفسك لتكون مستمعًا جيدًا، فتذكَّر لماذا يجب أن تكون مستمعًا جيدًا. فباتِّباعك لهذه الأساليب بانتظامٍ، سوف تتغلَّب على عاداتك القديمة، وتستبدلها بعادات أفضل. ويمكنك أيضًا استغلال الفرصة أثناء التحدث مع أحد، والاستفادة من المحادثة لتتدرَّب على تنمية مهارات استماعٍ جيدةٍ. قد يستغرق الأمر بعض الوقت؛ لأنك لن تكتسب تلك المهارات بسرعة، بل يجب أن تؤمن بأن العلاقات التي تُعزِّزها بعد إتقانك لهذه المهارة تَستحقُّ هذا العناء بكل تأكيد.
هذه نصائح ثمينة لكي تكون مستمعاً جيداً، نتمنى أن تجربها.