إذا سألت اصدقائك إلى أي حد أنت انفعالي، كيف قد يكون رده؟ هل أنت شخص يغضب أو يفرح أو يغار أو يستاء بسهولة؟ ما الذي قد يتسبب في أن يثير مشاعرك؟ أتستطيع أن تتذكر ما الذي جعلك تغضب أو تنزعج أو تغار في العمل؟ الكثير من الناس لا يدركون حتى كيف ومتى تتغير مشاعرهم، وقد يتفاجئون عندما يسألهم أحد سؤالا مثل “لماذا أصبحت تتصرف بانزعاج شديد فجأة؟”
المشاعر هي إشارات على كيفية تجاوبك مع الأشياء التي تحدث حولك ويمكن أن تنقسم إلى أربعة أنواع
- حزين
- سعيد
- قلق
- غاضب
يظهر الناس مشاعرهم بطرق مختلفة وعادة من السهل للغاية أن تعرف عندما يشعر شخص بمشاعر قوية – على سبيل المثال،
الشخص الغاضب يحمر وجهه ويعلو صوته على الرغم من أن بعض الأشخاص يجيدون إخفاء مشاعرهم.
الذكاء العاطفي الذي غالبا ما يشار إليه بالحرفين EQ هو مقياس لتفهم وسيطرة الشخص على مشاعره. الأشخاص الذين مستوى الذكاء العاطفي لديهم منخفض يميلون إلى إظهار مزيج من الإدراك المنخفض والسيطرة المنخفضة على مشاعرهم؛ إنهم يميلون إلى السماح لمشاعرهم بالسيطرة عليهم بدلا من أن يكونوا هم المتحكمين في مشاعرهم. للمزيد من المعلومات يمكنك قراءة مقال الذكاء العاطفي
غالبا ما تثار المشاعر السلبية عندما لا تكون نتيجة الأحداث مثلما كنا نأمل أو نخطط. قد نصبح غيورين لأن زميلا فاز بجائزة كنا نأمل في الفوز بها أو قد ننزعج ونغضب لأن رئيسنا لم يمنحنا زيادة في الراتب كنا نتوقعها.
كيف تتعرف على مشاعرك والتحكم فيها مهارات مهمة في العمل.
اخدع الآخرين ولكن لا تخدع نفسك أبدا
كن صادقًا دائما مع نفسك بخصوص ما تشعر به، بغض النظر عن نوع المشاعر التي قد تتراكم في داخلك. إذا كنت :
- تغار من نجاح زميل، اعترف بأنك تشعر بالغيرة.
- مجروحا لأن رئيسك قد وبخك، اعرف أنك مجروح.
- منتشيا لأن زميلا كریها قد أقيل من العمل، اعترف بأنك تشعر بالسعادة.
- حزينا لأنه لم يتم اختيارك لرئاسة فريق مشروع جديد، أظهر أنك منزعج.
التظاهر لأنفسنا بأننا لا نشعر بشيء ما لا يجعل تلك المشاعر تختفي، عوضا عن ذلك، فإنها تستمر في الاعتماد داخلنا، وفي مرحلة ما، ستصبح المشاعر المكبوتة ظاهرة أو ستؤثر عليك بشكل ما، ربما تجعلنا نمرض. اعترف لنفسك بما تشعر به ثم قرر كيف سيكون رد فعلك. والأهم، قرر كيف تود (وقد لا ترغب بتاتا) أن يعرف الآخرون بماذا تشعر.
هل أنت بحاجة لأن تعبر عن غضبك، أو انزعاجك، أو قلقك، أو غيرتك؟
تحكم في طريقة رد فعلك
يبدو أن بعض الأشخاص يعملون في وضع الطيار الآلي ويقومون برد فعل فوري عندما تثار مشاعرهم. ما الذي يدفعك لأن تقوم برد فعل بطريقة من المحتمل أن تكون سلبية في العمل؟
عادة ما يظهر الأشخاص الانفعاليون للغاية مشاعرهم بطرق يمكن أن تكون مزعجة جدا؛ حيث يصيحون في المكتب، ويتحدثون بوقاحة، ويتجولون ويلوحون بأيديهم في الهواء. لقد رأيت الكثير من الزملاء الغاضبين و المنزعجين يجعلون زملاءهم يرتجفون ويبكون.
كيف يمكن أن يأمل أي شخص في التفوق في عمله إذا سمح لنفسه بأن يكون له مثل هذا التأثير السلبي على زملائه. وإليك بعض الإرشادات حول كيفية ضمان ألا تبالغ في رد الفعل عندما تنفعل بخصوص شيء ما.
- حاول ألا تقول أي شيء واصمت. اجلس إذا كنت واقفا، وعوضا عن الحديث، ببساطة قم بالعد للرقم عشرة في رأسك وتنفس ببطء.
- إذا توقع الناس حولك أن تقول شيئا، حاول أن تقول كلمات قليلة مثل: “فقط أعطني لحظة لأستجمع أفكاري”.
- كن حذرا كيلا يتسبب التعب والتوتر والإجهاد في العمل في جعلك تقوم برد فعل.
أكثر قوة من العادي عندما يثير شيء ما مشاعرك. إذا لم تحصل على قدر جيد من النوم ليلا، فلتدرك أن هذا قد يجعلك أكثر حساسية بشكل انفعالي عن المعتاد وأكثر عرضة لأن تقوم برد فعل عندما يحدث شيء ما. تعرف أيضا على طريقة تفاعلك عندما يكون زملاؤك منفعلين، وحاول ألا تسمح لمشاعرهم بالتأثير على شعورك وتصرفك. إذا كان أحد الزملاء غاضبا أو منزعجا للغاية، فحاول أن تترك لهذا الشخص مساحة وابتعد عنهم.
كيف تساعد الآخرين على التعرف على مشاعرهم
ماذا تقول وكيف تتفاعل عندما يصبح رئيسك، أو موظفوك، أو زملاؤك انفعاليين في المكتب ربما لديك زملاء يغضبون بسهولة ثم يتعاملون بطريقة مهينة في المكتب أو هل لديك زميل حساس للغاية ويصبح غيورا ومنزعجا بشكل منتظم؟
عادة، يكون مثل هؤلاء الناس بحاجة لزميل مستعد للمساعدة في تهدئتهم وتنبيههم إلى الطريقة التي يبدون فيها للآخرين.
الصعوبة هي أنه عندما يكون شخص ما منفعلا، فإنه غالبا غير راغب في الاستماع لأي شخص آخر، وإذا حاولت مساعدتهم بتقديم النصيحة والدعم، قد تجد ذلك الشخص يدفعك جانبا وينظر إليك على أنك الزميل “المتعالي” أو الفضولي.
استخدم مهارات التمييز والقدرة على إصدار الأحكام كي تقرر متى تتحدث ومتى تصمت. وكقاعدة عامة:
ضع نفسك مكان زميلك واسأل نفسك إذا كنت تحب أن يقدم لك أحدهم، بعد فوات الأوان، بعض التعليقات المفيدة والنصيحة في ذلك الوقت. إذا كانت الإجابة بنعم، فتحدث.
تذكر أنك مسئول عن مشاعرك وأنك أنت الذي :
- تختار أن تكون منزعجا عندما تنسى زميلتك أن تشكرك خلال العرض التقديمي الذي قامت به.
- تقرر أن تشعر بالغيرة لأن زملاءك حصلوا على سيارات جديدة من الشركة.
- تؤثر أن تكون حزينا ومكتئبا لأن دورك الوظيفي قد تم تقليصه.
الهدف الرئيسي من هذا المقال هو تشجيعك على التحكم في ردود أفعالك العاطفية. فالكثير من الأشخاص يخسرون وظائفهم بسبب طريقة تعاملهم مع الآخرين، لا يتمكنون غالبا من رؤية أنهم ربما يتصرفون بشكل انفعالي مبالغ فيه. فقط بعدما قال لهم عن أخطائهم يسألون
لم أعرف أبدا أن رد فعلي كان بهذه الطريقة عندما كنت منزعجا أو غاضبا؛ لماذا لم يخبرني أي أحد بهذا سابقا؟
غالبا يكون قد فات الوقت بعدما أصبحت غاضبا للغاية في المكتب أو أظهرت غيرة شديدة تجاه زملائك؛ فقد تكون خسرت أصدقاء، أو قللت فرصك في الترقي، أو حتى الأسوأ خسرت وظيفتك.
انتبه لمشاعرك واختر متى ولمن تظهرها، قد تكون هناك أوقات عندما يكون من المناسب أن تخبر أو تظهر لأحد ما أنك لست سعيدا بخصوص شيء ما. بينما في أوقات أخرى قد لا يساعدك أن تجاهر بالأمر على الإطلاق.
أخيرا، كن منفتحا لمساعدة الآخرين في السيطرة على ردود أفعالهم العاطفية. فقد تنقذ المستقبل الوظيفي لزميل بالتدخل قبل أن يقوم برد فعل مبالغ فيه.
حكم وامثال عن التحكم في المشاعر
ليس ما يحدث لك، لكن كيف يكون رد فعلك تجاهه هو ما يهم”. أبكتيتوس
امنحني السكينة لتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما”. رينولد نيبور
تحدث عندما تكون غاضبا وسثلقي أفضل حدیث تندم عليه أبدا”. أمبروس بیرس
Anger (الغضب) هي كلمة تقل بحرف واحد عن كلمة danger (الخطر)”. مجهول
الحياة هي 10 في المائة ما يحدث لك و10 في المائة كيف يكون رد فعلك تجاهه”. تشارلز آر. سویندول