إن كنت تريد أن تعيش حياة صحية، فأعرني انتباهك وتركيزك. نعيش هذه الأيام حياةً سريعةً وصاخبةً، تشغلنا عن احتياجاتنا الأساسية، والتي منها أن نحافظ على صحتنا عن طريق تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة، وخلق توازن بين العمل والحياة الشخصية.
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الصحةَ بأنها: “حالة من اكتمال السلامة بدنيًّا وعقليًّا واجتماعيًّا، لا مجرَّد انعدام المرض أو العجز”. ويمكن المحافظة على تلك الحالة باتباع أسلوب حياة صحي، والاعتناء بمَواطن الخلل بأجسادنا بأقصى قدر من العناية والاهتمام. لذا، تناول الأدوية اللازمة، وغيِّر أسلوب حياتك إذا شعرت بتوتر أو حزن أو كسل، أو غير ذلك من المتاعب الجسدية؛ فلا تكتفي فقط بمعالجة الأعراض المَرَضِيّة.
ولاتِّباع نمط حياة صحي، سأقدم لك فيما يلي بعض العادات الصحية، التي تساعدك على ذلك:
تنفس بعمق
التنفس الواعي أو التنفس العميق هو تمرين أساسي في رياضة اليوجا، وله فوائد لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ فهو يساعد على تصفية الذهن، والتمتع بنوم أفضل. وإذا مارسته بانتظام، فستكون صحتك الذهنية أفضل عن طريق موازنة الانفعالات بصورة فعالة.
هل ستتحمّس لممارسة اليوجا إن أخبرتك أن ممارستها تساعد في دَرْء الشيخوخة؟ حسنًا، هذا ما تفعله، وعليك أن تبدأ ممارستها اليوم. فالمواظبة على ممارسة التنفس العميق تعزز من قدرة جهاز المناعة في الجسم، وتحافظ على طاقتك، كما أن هذا التمرين يُنظِّف جسدك من السموم.
إن اليوجا فعّالة للغاية في التغلب على الإحباط بطريقة طبيعية، ودون أي آثار جانبية. واظب عليها 3 إلى 4 أسابيع، وستشعر بالفارق الذي تصنعه في حياتك.
توقف للحظة، وتأمل
سُئِل رجلٌ حكيم ذات يوم: “ما الذي جنيتَه من التأمل؟” فأجاب: “لم أجنِ شيئًا، لكني خسرت الغضب والقلق والحزن، ولم أعد أخاف من الموت”.
إن التأمل طريقة مثالية للتخلص من الانفعالات السلبية، وإشباع الحاجة للشعور بالراحة والسعادة. والمواظبة على التأمل تقلل التوتر، والتقلبات المزاجية، والانفعالات المفرطة.
يمنحنا التأمل ميزتين أساسيتين: الأولى هي “الطمأنينة” التي تحافظ على توازننا وتُريحنا وتُركِّز انتباهنا، والثانية هي “البصيرة” التي تُمكِّننا من امتلاك أفق واسع للنظر فيما وراء الأشياء. ومن خلال التأمل، يمكن أن نزيد قدرتنا على الصبر، ورحابة صدورنا، وأيضًا زيادة التحكم في الأفكار المُشتِّتة للذهن.
مقال يهمك : كيف تقتنص وقتا لممارسة التأمل كل يوم
تمرَّن بانتظام
تستطيع أن تمشي، أو تجري، أو تركب درّاجة، أو تمارس أي نوع من الرياضة؛ فالمهم أن تعرف فوائدها، وتتقن أساليبها، وتواظب عليها يوميًّا. سيجعلك هذا أكثر حيوية ونشاطًا، وسيمنحك المرونة والتركيز اللازمين لإمداد جسدك بالطاقة، ممّا سيساعدك في الحفاظ على جسدك سالمًا من الأمراض، وموازنة الغذاء المهضوم وحرق السعرات الحرارية الفائضة؛ وهو ما يعني أن تتجنَّب السِّمْنة والكوليسترول. واظب على ممارسة الرياضة في وقت معيَّن يوميًّا، وحافظ على نمط حياة صحي بين التمارين والوجبات التي تتناولها.
يمكنك أن تستشير أحد الخبراء ليصمم لك نظامًا رياضيًّا وغذائيًّا فعالًا يناسب احتياجاتك وذوقك الخاص. ولا تنسَ أن حفاظك على أسلوب حياة صحي سيؤثر في صورتك لدى أطفالك، وستصبح قدوة لهم.
تخلص من الطعام الضار
كثيرًا ما نسمع عن أهمية تناول طعام صحي، وضرورة الابتعاد عن استهلاك الأطعمة المُعلَّبة، والمشروبات التي بها مُكسِبات طعم صناعية، وتجنُّب الطعام المُحلَّى؛ لأن به سعرات حرارية هائلة تؤدي إلى السِّمْنة.
دَعْكَ من ذلك، وتناول 400 جرام من الفواكه والخضراوات، كما توصي منظمة الصحة العالمية. وأيضًا العدس والبقوليات. جرِّب أن تطهو الطعام بنفسك في المنزل، وتُسجِّل كل ما تتناوله. قد يكون الأمر صعبًا في البداية؛ لأننا معتادون على تناول أطعمة غير صحية. لذا تناول أطعمة قليلة السعرات، أو غيِّر بعض المُكوِّنات في أكلاتك المفضلة، أو غيِّر طريقة طهوها. على سبيل المثال، بدلاً من القلي، جرِّب التحميص أو الشواء.
ومن المهم أن تشرب الماء دائمًا لتحافظ على جسمك من الجفاف. يستهلك الرجال غالبًا ما متوسطه 3.7 لتر من الماء في اليوم، بينما تستهلك النساء ما متوسطه 2.7 لتر من الماء في اليوم.
أجرِ الفحوص الطبية
تساعد الفحوص الدورية في تشخيص الأمراض مبكرًا، إن وُجِدت، ممّا يمنحك فرصة أفضل للتخلص من المرض؛ لذا يجب أن تُجرِي الفحوص الطبية من وقت لآخر، مثل: قياس الوزن، وضغط الدم، والفحوص الحيوية الأخرى، التي يُوصِي بها الأطباء. اسأل طبيبك إن كان يجب عليك إجراء فحوص، أو تلقِّي لقاحات ضد الأمراض. وبالإضافة إلى طبيبك العام، يجب أن تزور طبيب الأسنان دوريًّا؛ لتحافظ على أسنانك بصحة جيدة.
وازن بين عملك وحياتك الشخصية
يبدو أن العمل طوال الوقت بلا أوقات للراحة يجعلنا أغبياء، أليس كذلك؟!
يجب أن تفصل بين وقت الجدِّ ووقت اللعب؛ فممارسة الهوايات، وقضاء الوقت مع الأصدقاء أو في القيام بالأنشطة التي تحبها يمنحك حياة صحية متوازنة بين العمل وحياتك الشخصية. فبغير هذا التوازن، يتملَّكنا الإرهاق، ويرتفع ضغط الدم، ممّا يؤثر سلبًا في علاقاتنا.
خذ إجازة من عملك من حين لآخر؛ لتتخلص من التوتر وضغط العمل. اهتم بإشباع حاجاتك العاطفية والاجتماعية، وخصِّص وقتًا لفعل الأشياء التي تُشبِع احتياجاتك النفسية والمادية، وابحث عن اهتمامات أخرى، وستجد أن فعاليتك في العمل تزداد دائمًا.
الخلاصة
إن اتباع العادات الصحية بانتظام يمنحك حياة مديدة خالية من التوتر بإذن الله. وتناوُل الطعام الصحي، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يُقلِّلان تكلفة زيارات الأطباء، وتعاطي الأدوية.
ناقش تلك العادات مع عائلتك وأصدقائك؛ لتتشاركوا الفائدة سويًّا من أجل حياة أفضل. ولا تتردد في زيارة الطبيب؛ لأن حياتك مهمة. ووازن بين حياتك وعملك؛ لتعيش حياتك كما ينبغي أن تعيشها.