هل تبحث عن السعادة، ولا تجدها؟ هل تحاول أن تكون سعيدًا، ولكنك تفشل؟ هل تظن السعادة أمرًا صعب المنال؟ لا تكن محبطًا؛ فأنت شخص عاقل، ولست ساذجًا. ربما حان الوقت لتعترف بأنك كنت على خطأ، لكن الخطأ ليس بسببك؛ بل بسبب الأفكار الخاطئة الشائعة حول السعادة.
النجاح يأتي بالسعادة
سأكون صريحًا معك. النجاح لا يأتي بالسعادة، بل السعادة هي التي تأتي بالنجاح. نحن نرى النجاح في صورة المال والعلاقات والزواج والوظيفة الجيدة، ولكن حين تنال كل ذلك، لن تشعر بفارق في حياتك؛ فالسعادة هي التي تأتي بالنجاح. كلما كنت سعيدًا، كلما جذبت إلى نفسك أفضل ما في الحياة.
المال لا يشتري السعادة / المال يشتري السعادة
هنا ستجد مفارقة صغيرة. الكثيرون يؤمنون بأن المال لا يشتري السعادة، ولكن هل هذا صواب؟ المال سيجعل حياتك أفضل كثيرًا، ويحلُّ الكثير من مشاكلك، ومن المُؤكَّد أن المرء يكون سعيدًا دون قلق أو ضغط عصبي أو معاناة؛ لذا ندّخر ونعمل بجدٍّ لنحصل على ذلك المال.
ولكن تذكر دائمًا أن المال شيء مادي لن يحل مشاكلك النفسية والروحية، فكل ما يفعله فقط هو أنه يسهل حياتك. آتتعجب من كلامي؟! لماذا في رأيك يكتئب أولئك المشاهير الأغنياء؟ تذكَّر دائمًا أن تنظر إلى الحياة من منظور أوسع من منظور المادة.
سيحل برنامج التنمية الذاتية كل مشاكلي
لن يستطيع كتابٌ أو محاضرة أو فيديو تحفيزي على اليوتيوب أو استشاري نفسي أن يحل جميع مشاكلك. أقصى ما في استطاعة كل هذه الأدوات أن تلهمك وتمنحك شعورًا مؤقتًا بالسعادة؛ لكنه في النهاية مؤقت. سعادتك الحقيقية تكمن داخلك أنت وحدك، فاقرأ وشاهد ما تريد، لكن طبقه بطريقتك الخاصة.
السعادة لحظية ولن تتطلب منك بذل أي جهد
هل شاهدتَ في فيلم من قبلُ كيف أن البطل يزور طبيبًا نفسانيًّا ويسترجع ذكرياته، ثم يمر بلحظة صفاء نفسي تتغير فيها حياته تمامًا؟
حسنًا، هذا لا يحدث إلا في الأفلام؛ فالسعادة ليست لحظية، ولا أبدية. إن أردت أن تتخلص من مشاكلك، فستحتاج إلى بعض الوقت. لا تعجَّب من كلامي؛ فقد مررت بتجربة العلاج النفسي تلك. عليك أن تبذل جهدًا، وتمنح نفسك الوقت اللازم لذلك؛ وهكذا تتحسن فعليًّا.
ستجد السعادة الأبدية بمجرد ارتباطك بمن تحب
قد تفكر بهذه الطريقة إن كنت وحيدًا، ولكن الواقع خلاف ذلك؛ إذ الوصول إلى أي شيء يحتاج إلى الوقت والجهد. ولن تنجح علاقة عاطفية إلا إذا اجتهد الطرفان في الوصول لذلك؛ بل إن ذلك لا يكفي أحيانًا؛ فقد تضطر إلى إنهاء علاقة بائسة، ولن تكون سعيدًا إذا لم تمتلك الشجاعة الكافية للخروج من تلك العلاقة البائسة.
سعادتك الحقيقية تكمن داخلك أنت وحدك.
الشغف يجلب السعادة
الحديث هذه الأيام عن الشغف أصبح مبالغًا فيه، ويثرثر الناجحون عنه كأنه سحرًا؛ لكنه ليس كذلك. لن يحلَّ الشغف جميع مشاكلك ويجعلك سعيدًا؛ بل عليك أن تبذل الجهد. ومن غير الممكن أن يكون المرء شغوفًا طوال الوقت. استرِح، واشعر أنك إنسان عادي من حين لآخر.
تعتمد سعادتك على كل من على الأرض إلا أنت
إن كنت لم تدرك فكرة المقال حتى الآن، فسأخبرك بها. السعادة اختيار، والأمر متروك لك لتختار؛ فإن رفضت أن تختار، فلن تكون سعيدًا!