دعوني أَقُلْ في بداية مقالي إن العصبية قد تكون أمرًا جيدًا؛ لأنها تعني أنك قد تكون خارج نطاق مساحة الأمان والراحة الخاصة بك، وهذا شيء يجب أن نفعله جميعًا.
ولكن في بعض الأحيان يمنعنا التأثير السلبي للحالة العصبية من أن نرتقي إلى مستويات جديدة. وثمَّة حَلٌّ واحد لذلك، هو أن تُقلِّل شدة انفعالك العصبي؛ كي لا يحُول ذلك بينك وبين تحقيق إمكانياتك.
طوالَ العام المنصرم أَجريتُ عِدةَ أبحاث عن كيفية التحكم في الانفعال، أثناءَ تأليفي لكتاب نُشِر مؤخرًا. ويدور موضوع الكتاب حول التعرف على أشخاص جُدُد تحت عنوان “Get Noticed”. وفي مقابلة بيني وبين مُدرِّب خطابة، علَّمني أمرين في غاية الأهمية:
الأمر الأول: من أجل السيطرة على انفعالك العصبي، عليك أن تفصل ما جعلك مُنفعِلًا عن الموقف الذي أنت فيه. ربما تكون الأشياء التي جعلتك مُنفعِلًا أمورًا ماديةً أو وجدانيةً؛ كمشاعر الشَّكِّ مثلًا. وبغَضِّ النظر عنها، عليك أن تجد طريقًا للحَدِّ من التركيز على هذه الأشياء؛ وركِّز فقط على نقاط قوتك.
الأمر الثاني: عليك أن تكون مُستعِدًّا وواثقًا ممَّا تفعله.
وإليك ستَ نصائح تساعدك على التَّخلُّص من عصبيتك:
ركز على الغاية من الموقف
في أغلب الأحيان، ننفعل بسبب أمور تافهة؛ كأن نُفكِّر في رأي الآخرين في مظهرنا. والحل الناجع لتمنع نفسك من التفكير على هذا النحو أن تُفكِّر في الغاية من الموقف الذي أنت فيه، بدلًا من أن تُفكِّر فيما يشعر به الطرف الآخر في هذا الموقف. فإذا كنت ستُجْرِي مقابلة عمل -على سبيل المثال- ففكِّر فيما يريدونه لهذه الوظيفة، وكيف يُمكِنك أن تُحقِّق ذلك باختيارك لكل ما في عقولهم.
استعن بصديق
إحدى الطرق الجيدة لتفصل نفسك عن الموقف أن يكون لك صديق أو شخص ما يُمكِنك أن تطلب منه مُساعدتك في التركيز على غايتك. فإن كنت قلقًا من مقابلة شخص ما، فتحدَّث إلى صديقك قبل الموعد المُحدد، ثم حلِّل معه كيف سارت الأمور بعد ذلك. سيُساعِدك ذلك في التركيز على نتائج هذا الموقف من منظور خارجي وعقلاني.
اشغل نفسك
من الأشياء الرئيسية التي تجعلنا في حالة عصبية أننا نملك الوقت لذلك. ولذلك، فإن الإلهاء -والانشغال عن الأحداث التي لا مفرَّ من خوضها والتي تجعلك عصبيًا لا محالة- أفضل أسلوب للحد من انفعالك، وإذا أبقيت عقلك مشغولًا بأمور لا تثير عصبيتك، فإن ذلك سيوقف حدَّة انفعالك حينما يقترب الحدث المُرتقب. فكُن مُستعدًّا وواثقًا.
أعد ما ستقوله
سَلْ أيَّ خطيب: ما أهمُّ نصيحة لتقديم عرض رائع؟ فسيقول: “كُن مُستعِدًّا!”
فمعرفتك بما ستقول وكيف تقوله تمنع القلق حيال القادم. فإذا كان لديك مقابلة عمل، فأَعِدَّ نفسك بالإجابات اللازمة للأسئلة التي يُحتمَل أن تُوَجَّه إليك.
كن إيجابيا وتوقع الأفضل
عندما نفكر في شيء ما، فإننا نميل إلى إخراج هذه الفكرة لتصبح واقعًا. فكل شيء فعلتَه قبل ذلك وصار واقعا، كان مجرد فكرة في بدايته.
لذا، فكِّر بشكل إيجابي وبأمل وثقة فيما يُثِير انفعالك، وستلاحظ أنك قد صِرْت أقلَّ انفعالًا، وأقرب إلى تحقيق هدفك.
ارتد الملابس التي تشعرك بالثقة
عندما يبدو مظهرك جيدًا، ستشعر أنك في أفضل أحوالك. إن اهتمامك بما تلبس يُظهِر للآخرين وللمحيطين بك احترامك لنفسك. لذا، فإن ارتداء الثياب الأنيقة التي تُبرِز ذوقك وأسلوبك تُساعِدك على الشعور بالثقة، وتَحُدُّ من عصبيتك.
سأكون سعيدًا حين أقرأ نصائحكم عن كيفية تخطِّي المواقف المثيرة للقلق، وما إذا كان أحد هذه الأساليب قد نجح معكم.