لا تكمن قيمة الفكرة في نفسها، بل في مردودها على صاحبها؛ فثمَّة طاقة كامنة وراء كل فكرة أو هدف أو أُمنية أو طموح، وقدرتُك على تحويل تلك الطاقة الكامنة إلى طاقة حركية وتنفيذية هي التي تحدد قيمة تلك الفكرة. تتلخَّص مهمتك في تحويل رغبتك في تحقيق هدف معين إلى طاقة دافعة تُحفِّزك على تحقيق هدفك الذي تسعى وراءه مهما كانت طبيعة هذا الهدف والذي قد يتمثل في بدء عمل جديد أو فقدان بعض الوزن الزائد أو تعلّم لغة جديدة أو جني المزيد من المال.
وهناك معادلة بسيطة لابد أن تضعها نصب عينيك؛ فسوف تفيدك كثيرًا في تحقيق أي شيء ترغب في تحقيقه، وهي:
فكِّر + ابدأ + حقق هدفك = إنجاز
فكر
التفكير هو المرحلة الأولى؛ فلابد أن تُفكر في أهدافك، وما ترغب في تحقيقه، والأشياء الرائعة التي تحلم بالوصول إليها؛ فجميع الإنجازات العظيمة بدأت بفكرة ثم تحولت بعد ذلك إلى أشياء ملموسة على أرض الواقع. وسواء كنت تُدرك تلك الحقيقة أم لا، فلدى كل واحدٍ أفكار وأهداف وأحلام كامنة تنتظر مَن يكتشفها ويُخرِجها إلى النور؛ ولكن كثيرًا ما ننشغل بأشياء أخرى قد تبدو تافهة إذا ما قُورِنت بالتفكير في أهدافنا ومستقبلنا.
في الواقع، لا نستطيع تحقيق شيء دُون أن تكون هناك فكرة نعتمد عليها، وتكون الشرارة الأولى للانطلاق نحو تحقيق الأهداف والأحلام والطموحات. فإن لم تكن لديك تلك الفكرة الأولية، ففكِّر بشكلٍ دائمٍ من أجل صياغة هدف أو حلم تسعى إلى تحقيقه. وفي هذه المرحلة، يجد الكثيرون متعةً كبيرةً؛ لأن الأمر لا يتطلَّب الكثيرَ من الجهد؛ لذا يقتصر تركيزهم على هذه المرحلة. ولكن لكي تحقق ما تصبو إليه، يجب أن تنتقل إلى المرحلة التالية.
ابدأ
تتَّسِم الأفكار والأهداف بالقوة؛ لأنها تتميَّز بنوعٍ من الطاقة الكامنة. ولكي تُحرِّر هذه الطاقة الكامنة وتُحوِّلها إلى طاقة حركية، يجب أن تبدأ في اتِّخاذ خطوات فعلية لتحقيق أهدافك.
لهذه الخطوة أهميةٌ كبيرةٌ؛ لأنها تتطلب أداء الفعل من أجل تحويل ما هو معنوي إلى واقع مادي ملموس. على سبيل المثال، إذا كنتَ تُريد أن تبدأ مشروعًا جديدًا، يجب أن تُطلق العِنان لفكرتك، وتعمل من أجل تحقيقها. تتَّسِم هذه المرحلة بالإثارة؛ لأنها تُطلق الطاقة الكامنة وتُحوِّلها إلى فعل، ولكن على الرغم من أهمية هذه المرحلة، فإنها غير كافية لتحقيق أهدافك؛ بل يجب عليك الانتقال إلى المرحلة التالية.
حقق أهدافك
هذه هي المرحلة الأكثر أهميةً، والأكثر قدرةً على تحقيق الرضا الداخلي، وتوليد الشعور بالإنجاز. عند هذه النقطة، تكون قد نجحتَ في تحويل الطاقة الكامنة داخلك إلى طاقةٍ حركية مُثمِرة. إن هذه المرحلة تُميِّز مَن يُحِبُّون الإنجاز ممَّن يكتفون بالرغبات والأحلام دون بذل أيِّ جُهد في سبيل تحقيقها.