كيف تفعل ما تقول أنّك فاعله!
أنا متأكد أننا بطريقة أو بأخرى قد أخبرنا أنفسنا، وعدنا أنفسنا بفعل شيء ما، ربما وعدنا أنفسنا بإنهاء تلك المقالة مع نهاية الأسبوع، ربما قررنا في نهاية الشهر البدأ في ممارسة كمال الأجسام أو إنهاء قراءة كتاب معين لكن، في أغلب الأحيان نجد أنفسنا لا نفعل ما نقوله ونخطط له، وهذا ليس بالأمر الجيد، ليس جيدا أن تقرر شيئا ولا تأديه هذا ينقص من تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك.

اليوم سنتحدّث بالضبط عن كيف تفعل حقيقة ما تقول بأنك ستقوم به، وكأفضل بداية أشير هنا إلى دراسة بريطانية نشرت بمجلة الصحة النفسية، هذه الدراسة عاينت 250 فردا قسموا إلى ثلاث مجموعات منفصلة.

المجموعة الأولى:
طلب منها ممارسة رياضة كمال الأجسام خلال الأسبوعين المواليين؛

المجموعة الثانية:
طلب منها نفس ما طلب من المجموعه الأولى، لكن إضافة إلى هذا عرض عليهم فيديوهات ومقاطع حول فوائد التمارين الرياضية، هذه المجموعه سميت بالمجموعه المحفزة والفيديوهات المعروضة قامت بتحفيزهم.

المجموعة الثالثة:
تم إخبارها كسابقيها، وعرض عليهم نفس الفيديوهات التحفيزية المعروضة على المجموعه الثانية، إضافة إلى كل ما سبق تم تزويدهم بالعبارة التالية:

“سوف أقوم ب 20 دقيقة من التمارين القوية المجهدة.. في المكان الفلاني.. على الساعة الفلانية”

هذا المصطلح أو الطريقة تدعى عقد نية التنفيذ

إذا.. دعونا نلقي نظرة على نتائج التجربة:

– في المجموعه الأولى: تمرن 38% منهم في مدة أسبوع في الأسبوعين المواليين،

– المجموعة الثانية التي عرض عليها الفيديوهات التحفيزية.. فقط 35% منهم تدرب لمدة أسبوع في الأسبوعين المواليين،

إذا يبدو أن المقاطع التحفيزية لا تقوم فعليا بالكثير.. وربما في الواقع تكون تلك المقاطع نتائجها عكسية، هذا الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة…

– وفي الأخير المجموعه الثانية: المجموعة التي استخدمت نية التنفيذ حققت 91% من التدريب في الأسبوع الأول من الأسبوعين المواليين.

هذا كبير جدا مقارنة بنسب المجموعات الأخرى، ما يأدي للتأكيد على فعالية عقد نية التنفيذ، هنالك مئات الدراسات التي تحدثت عن فعالية نية التنفيذ، دراسات حول الحمية الغذائية؛ دراسات لجعل المطالعة عادة يومية؛ دراسات حول العمل؛ كلهم أشاروا إلى حقيقة أن عقد نية التنفيذ هي الأكثر فعالية في إطار جعل النفس تأدي الأشياء التي قلت بأنك سوف تقوم بها.

لكن لماذا؟ لماذا فقط.. كتابة عبارة قصيرة تأخذ أقل من دقيقة، تفعل الكثير

حسنا، تسائل مهم! دعونا نفترض أنك شخص تود البدأ في عادة رياضية جديدة، ستجد نفسك تنتظر في اللحظة المناسبة للبدأ. إنّ أفضل فرصة عندما تكون محفزا وتذهب للقاعة الرياضية وفي الأغلب تلك اللحظة لن تأتي. أغلب الناس غير ممتلئين بالتحفيز في كل الأوقات بينما، عندما تكتب بالضبظ أين ومتى سوف تتمرّن سيتغير كل شيء، أنت بعد الآن لن تحتاج إلى المحفّزات لأنك ببساطة قد أخذت موعدا لهذا. أثبتت الدراسات أن في إطار الإرادة والقوة فإننا بحاجة إلى إرادة أكبر لاتخاذ قرار لفعل شيء ما منه إلى بذل الجهد أثناء فعله، كيف ذلك ؟ سوف أعطي مثالا: نحتاج إلى إرادة داخلية قوية لاتخاذ القرار بالبدأ في ممارسة تمارين رياضية، إرادة، تحتاج إلى جهد أكبر من الجهد الذي نبذله في الحركات الرياضية ومنه، فاتخاذ قرار البدأ سلفا سيوفر عليك تضييع تلك الإرادة أو الجهد المبذول في اليوم الذي قررت فيه البدأ، وهذا سيجعل عملية الذهاب إلى القاعة والتمرن أكثر سهولة خاصة، بعد يوم عمل شاق أين يكون مستوى الجهد منخفضا مسبقا.

إذا، لكل واحد منكم يود التعود على شيء إيجابي أو تحويل أقواله إلى أفعال، أقترح عليك أن تحضر ورقة وقلم أو أن تكتب في هاتفك الذكي أو في أي مكان، أن تكتب ما تود تنفيذه فعلا وليس قولا، باتباع طريقة عقد نية التنفيذ، دوّن الشيء الذي تريد إنجازه، أين ومتى ستقوم به.

ملاحظة مهمّة
على الأمر الذي ستدوّن عقد نية تنفيذه أن يكون معقولا وقابلا للتطبيق، ولا تنسى أن تكون محّددا ودقيقا، إذا كان لديك واجبا مدرسيا أو بحثا علميا تحتاج لتقوم به بدلا من أن تكت: سوف أكتب البحث العلمي …. غدا في المدرسة، الأجدر والأكثر فعالية أن تكتب: سأكتب صفحتين من البحث العلمي الفلاني في المكتبة الفلانية غدا إبتداءا من الساعة الخامسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *