هي مهارة اعتقدت أن المدرسة أو الجامعة ستعلّمك إياها، وتكسبك ميزة الإقناع والتّأثير. لكنّك اكتشفت أننا لم نتعلّم تقنيات قوية في هذا الشّأن.
قراءة الأخرين هو السلاح المفضّل للأقوياء والنّخبة، لن تستطيع الكذب أو التلاعب بالشّخص الذي يجيد هذا الفن. هم بسهولة يستطيعون فهم ما ينوي الآخرين فعله. قدرتك على قراءة الناس أمر ضروري إذا أردت التميز في أي مجال، فدونه ستقلل من قوّتك. على سبيل المثال سيأدي بك الأمر لعقد صفقات خاطئة في العمل.
فن قراءة أفكار الآخرين: 05 مهارات أساسية
قراءة شخص ما:
ليس بالسهولة المتمثّلة في قراءة العيون، أو إشارات الجسم، الأمر أعمقمن هذا. إذا أردت قراءة، إقناع أو حتى التّلاعب بالآخرين بفعالية ونجاح يتوجّبعليك استيعاب هذه المهارات الخمسة:
المهارات الخمسة
1.القدرة على الاتّصال المخفي:
استيعاب عقلك للأمور غير الظاهرة يجب أن يكون حادّا. يجب أن تفهم كلامات الآخرين، وأفعالهم في كل الوضعيات. التّواصل يتميّز بتعدّد الطّبقات، يجب عليك دوام الفهم لما تمّ قوله، ما المقصود به وما يُمكن أن يُلمح إليه.
لممارسة هذا: حاول تحليل الأشخاص المحيطين بك قد يكونون أصدقائك، أقاربك أو أيّ كان أنت فقط ستقوم بمراقبتهم. خذ ملاحظات عن كلماتهم ونظرة أقرب إلى أفعالهم؛ حاول معرفة ما هي قيمهم؛ وما يأثر عليهم وبعدها تنبّأ بتحرّكاتهم المستقبلية.
دوّن من تستهدفهم؛ وحدد ما يقدّرونه، على سبيل المثال: شخص ودود طيب القلب يمكن لقيمه أن تتمثّل في الصدق والنّزاهة واحتقار المتلاعبين، شخص منفتح يمكن لقيمه أن تكون في حب من يستمع إليه ونبُذ من لا يستمع إليه، عندما تفهم ما يجعل الناس يقررون يمكنك مناورتهم والتأثير فيهم، عندما تفهم ما يجعلك أنت تقرّر ستعرف كيف يتم مناورتك والتلاعب بك.
الشخص العادي غير مدرك إلى حد بعيد للدّيناميكيات الحاضرة في بيئته هذا ما يفسر ما تفعله الحكومات في شعوبها لأنها –هذه الأخيرة- لا تدرك ما يدور حولها.. لا علينا !
قد لا ترغب في تهديد مصالح شخص آخر، ولكن إذا كان الآخر على دراية بقدرتك القوية في المراقبة، فسيصعب عليهم الوثوق بك، هذا يطلقُ عليه العلم: البَرانويا Paranoia أو جنون الشّك، يصبح فيه الأشخاص مشككين كثيرا، خاصة في من لديه مهارة قراءة الناس، هذا أحد الأسباب الدالة على أن قدرة إظهار الغباء في بعض الحالات مفيد وضروري، إنها أكثر الطرق فعالية.
2.التفكير أكثر بالمنطق وليس بالعاطفة:
الأشخاص الذين يجيدون قراءة الآخرين يمتلكون درجة عالية من ضبط النّفس وليس بالسهولة أن يكونوا عاطفيين، تجدهم منفتحين على حقائق المنطق والاستدلال، لكنهم منغلقين على الآراء، لذا فليس من السهل التّلاعبُ بهم، تفكيرهمُ المنطقي يأتي من تحليل البيانات والحقائق.
لممارسة هذه المهارة: كلما شعرت بالغضب أو النرفزة من شخص ما، بدلا من الهجوم عليه قم بتهدئة نفسك، ولا تتصرّف باندفاعية هذا الأمر قد يبدو صعبا عليك تطبيقه في البداية، لكن مع الممارسة ستتمكّن من السيطرة على عواطفك.
التفكير العاطفي يقود إلى الاستنتاجات الخاطئة أحكام ضعيفة وفقد للسيطرة على النّفس.
3.يجب أن تحسّن من فِطنتك:
يختبر الناس بعضهم من خلال كمائن نفسيّة، مثلا يمكن لفتاة اختبار ثقتك بنفسك عن طريق اعطاء ملاحظة حول جسدك أو توجيه سؤال يضعك في موقف سيئ. يتمّ اختبار السياسيين والمشاهير في المقابلات بشكل مستمر لوضعهم في مواقف سيّئة.
إذا لم تطوّر من فطنتك فإن تلك الهجمات السّريعة يمكن أن تجعلك سيّئا وتضعف مقامك الاجتماعي بينما، إذا كنت فطناً سريعا يمكن للهجومات السريعة أن تنحرف بعيدا عنك أو لما لا تُصبح هجوما مضادا لتعزيز قيمتك الاجتماعية.
لممارسة هذا حاول أن تكون بمزاج فطن مع أصدقائك أو القيام بمزيد من المناقشات مع الناس فمن يقرأ ليس كمن يجرّب.
4.الذّكاء العاطفي:
التّعاطف مُهم جدّا لتطوير ذكائك العاطفي، يجب أن تكون قادرا على وضع نفسك في حذاء الشخص الآخر؛ يجب أن تكون قادرا على الشّعور بما يشعرون؛ تفكّرُ بما يفكّرون؛ أن تصبح ذلك الشّخصْ بالكامل بسرعة فائقة؛ لتتقمص جميع وُجهات نظره.
الأشخاص الذين لا يتعاطفون لا يستطيعون فعل ذلك لأنهم لا يُجيدون التّفكير إلا بوجهة نظرهم الخاصّة عندما تستطيع فعل هذا فإنك تكتسب قوة هائلة تعرّفك بالضبط كيف يفكر الشخص الواقف أمامك.هنالك مقولة لـ أورصون سكون (orson scott) يقول فيها
“في اللّحظة التي فهمت فيها عدوّي بصدقِ… عندها،… في تلك اللّحظة…أحببته أيضا… إنه لمن الصعب فهم الأشخاص الآخرين… ماذا يريدون… فيما يعتقدون… وبعدها… في نفس تلك اللّحظة التي أحببته فيها… دمّرته فيها”
5.القراءة الباردة:
يجب أن تطور القدرة على القراءة الباردة، يمكن ممارسة هذه القدرة من خلال جمع معطيات عن شخص معيّن ثم تحديد حكم حولهم بحسب ما أمكنك استنباطه من تلك المعطيات، يمكنك أيضا معرفة من الشخص نفسه ما إذا كنت صحيحا أم لا في استنباطاتك، لا بأس بارتكاب الأخطاء نتعلم من أخطائنا.
أرجووكَ… أرجوك…من المهم جدّا تجميع معطيات كافية قبل إطلاق أي حكم لأنك لما تضع حكما دون معطيات كافية سيكون استنتاجك ضعيفا، إليك مثلا بسيطا وأسقط عليه ما شأت من الحالات عندما ترى شخصا يلبس قميصا لفريق برشلونة يمكن الاستنتاج بأن هذا الشخص يشجع برشلونة لكن ربما في الحقيقة هذا الشخص لا علاقة له لا ببرشلونة ولا بالرّياضة أصلا، ربما تحصل على القميص كهدية لِبْسه لذلك القميص هو إشارة فقط إشارة أو معطى واحد قبل الحكم عليه تأكد من أن تجمع إشارات أو معطيات كافية لإطلاق الحكم.
إمتلاك القدرة على إطلاق أحكام تعميمية صحيحة يمنحك ميزة كبيرة عن ألئك الغير مدرّبين في القراءة الباردة المتأنية للآخرين.
من فضلك، كل ما قلته لا يعني أن نستخدمه في ظلم الآخرين أو أخذ حقوقهم بل يجب أن نستخدمه في الأمور العادلة فقط.