يعد اختيار شريك الحياة من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، فبموجبه يتحدد ما إذا ستمضي بقية حياتك سعيدا أو ينتهي بك المطاف إلى الطلاق أو عيش حياة تعيسة أنت تستحق أفضل منها. هناك بعض الأمور المعروفة للجميع تحدد شروط شريك الحياة كالأخلاق والظروف المادية الملائمة والثقافة المشتركة …الخ ولكن هناك أسرار أخرى لا يعلمها الكثير تساعدك على اتخاذ قرار اختيار الشريك المناسب والتي سنتطرق إليها في هذا المقال. النصائح التي سترد في هذا المقال تنطبق على الرجال والنساء سواء.
عند بداية رحلتك في البحث عن شريك حياتك قد تصادف أشخاصا تظن أنهم المناسبون لك، وقد تنجذب إلى شخص ما وتحس أنه الشخص الذي تريد أن تقضي بقية حياتك معه، ولكن هل هذا الاحساس حقيقي أم مزيف؟ لكي تعرف الجواب عليك التأكد من هذه الأشياء أولا:
هل تستمتع بحياتك
إن كانت حياتك مملة وروتينية ولا يوجد فيها الكثير من المرح والاستمتاع فهذا يجعلك تنجذب لأي شيء جديد ومثير، و إقامة علاقة من أجل الزواج غالبا ما تبدأ مثيرة وممتعة، فهي بذلك تضيف المرح الذي كنت تبحث عنه وهذا ما يجعلك تظن أنه الشخص المناسب، ولكن ماذا لو سئمت من هذه العلاقة في المستقبل؟ الخطوة الأولى في رحلتك للبحث عن شريك حياتك يجب أن تبدأ بحياتك أولا، تعلم كيف تستمتع بوقتك وتطرد الملل والروتين منها، وبهذا لن تنجذب إلى ما هو مسل وحسب، وهذا يزيد من نسبة نجاح علاقتك، فعلى الأقل أنت لا تختار لتطرد الملل من حياتك.
هل حقا أنت من اخترت هذا الشخص
أحيانا يختار الآخرون لك شريك حياتك، كما هي العادات والتقاليد في بعض البلدان، ليس هناك مانع أن يشير عليك الآخرون بشخص ما، فقط إذا كنت أنت مقتنع به، لأنه أنت من سترتبط به، إن لم يعجبك الشخص أو لم تعتقد أنه الكفؤ فلابد من الرفض، ولا يجب في أي حال من الأحوال القبول من أجل إرضاء الوالدين أو الأقارب، أو مخافت خسارة أشخاص، فمهما كانت الخسارة فلن تكون كخسارة سعادتك.
الحالة الثانية التي يختار لك الآخرون شريك حياتك من دون أن تعلم هي أن تختار شخصا يحبه الآخرون، أو معروف أو ذو منصب وجاه، فأنت تختاره وفق لتلك الاعتبارات، وفي الحقيقة أنت لم تختره ولكن الناس هم من اختاروه لك. عليك أن تكون واثقا بنفسك وبقراراتك وأن تختار الشخص الذي تعتقد أنت أنه مناسب، لا ما يعتقد الآخرون أنه مناسب لك.
مقال ذات صلة: أسرار الزواج السعيد
هل أنت متحيز في قراراتك
أحيانا يختار الناس شخص لأنه من عرق أو عائلة يميلون إليهم، دون الأخذ بعين الاعتبار الأشياء الأخرى، فيكونون متحيزين في قراراتهم، وبالمقابل رفض شخص لمجرد أنه من عرق أو عائلة لا يميلون إليها، ففي الحالة الأولى هم يجازفون وفي الثانية هم يضيعون فرصة لقاء شخص جيد ومناسب. عليك أن تتعلم كيف تحكم على الأشخاص كل على حدى، دون تحيز لعرق أو عائلة معينة ، وبهذا أنت تزيد من فرص لقائك بالشخص المناسب.
هل تسعى لمجرد الجنس
الجنس في العلاقة الزوجية مهم ولكنه ليس كل شيء، هناك أشياء كثيرة في الزواج ينبغي أن تكون مشتركة بين الشريكين، تأكد أنك لا تنجذب لمجرد الجنس وأن هناك أشياء أخرى تجذبك إلى هذا الشخص، لأن الانجذاب لشخص جنسيا يعني أن جسمه قد أعجبك، وتذكر أن الجسم لا يبقى على حاله بعد الزواج، فإن كان اختيارك فقط لإشباع الرغبة الجنسية فتلك كارثة ستقع عليك، وتذكر أنت لست حيوان أنت إنسان كرمه الله.
عليك أن تنتظر ما تستحق حقا
هناك الكثير من الناس يرتبطون بشخص غير مناسب مخافت ألا يعثروا على آخر، أو لإرضاء الآخرين أو لأي سبب آخر، عليك أن ترضى بما تستحق حقا، حتى لو تطلب الأمر الانتظار الطويل، لأنه قد تتورط وترتبط بشخص أنت غير مقتنع به وتمر الأيام وتصادف الشخص المناسب وتكون حسرة عليك.
هناك حالة أخرى تؤدي إلى أن يرتبط الناس بأشخاص غير أكفاء وهي مشكلة الثقة بالنفس، فالأشخاص الذين لا يثقون بأنفسهم لا يسعون إلى ما يستحقون حقا وإنما إلى أشياء أقل منهم ومما يستحقون، وهذا راجع إلى أن الصورة الذهنية التي يرسمونها لأنفسهم سيئة جدا وهو ما يجعلهم يخافون من التقرب من شخص مناسب وينجذبون حقا إليه، مخافة الرفض لأنهم يرون أنفسهم أقل منه، والواقع غير ذلك. عليك تنمية ثقتك بنفسك حتى لا تضيع فرصا ثمينة بسبب الخوف، ولا تتورط بعلاقات دون مستواك.
باتباعك لهذه النصائح سوف تكون متأكدا أن الإحساس بالانجذاب إلى شخص ما هو إحساس حقيقي، ولم يبقى لك سوى أخذ بعين الاعتبار الشروط الأخرى المعروفة، ولا تنسى صلاة الاستخارة والله المعين.