كيف ستشعر لو أنك حققت التوازن المثالي في حياتك؟ هل ستشعر بالأمان، السلام، الراحة والرضى عن النفس؟ لتحقيق التوازن في الحياة علينا أولا فهم ماهية التوازن وما يتوجب علينا فعله لتحقيقه، وما هي المجالات المهمة في حياتنا التي ينبغي أن نركز جهدنا عليها كي نحقق في الأخير الحياة المتوازنة التي نسعى كلنا إليها.
فهم الأشياء بطريقة أعمق
الحياة المتوازنة تعني انك لست مكوف اليدين و تعمل على تحسين الأشياء المهمة في حياتك. لنفصل أكثر: هل أحسست أحيانا أن شيء ما ليس على ما يرام ولكنك غير متأكد ما هو؟ هل تحس أحيانا أن الأشياء خارجة عن السيطرة وليست كما ينبغي ان تكون؟ هل تتذمر أحيانا بخصوص “وضعيتك”؟ “عقلية الضحية” هذه هي نتيجة عدم التفكير الواضح حول ماهية المشكل الذي تعيشه، نستمر في التذمر لأن ذلك يجعلنا نحسن بتحسن طفيف، ولكن في المدى الطويل طريقة التذمر هذه لا تحل المشكل. إن كنت تحس أن حياتك غير متوازنة فالشيء الأول الذي ينبغي أن تفهمه هو سبب عدم التوازن الذي تعيشه. عندما تحس أن حياتك غير متوازنة فذلك يعني أنك تواجه مشاكل في إحدى المجالات المهمة في حياتك وهي:
- صحتك.
- علاقاتك.
- وضيفتك أو عملك أو وضعيتك المالية.
إن واجهت مشاكل في كل هذه المجالات فربما ستحس ان كارثة حلت بك وأن حياتك أصبحت جحيم. نحس بعدم التوازن عندما نواجه تحديات في إحدى هذه المجالات الأكثر أهمية في حياتنا، يضن الكثير أن حياتهم متوازنة إن كان كل شيء على ما يرام في هذه المجلات، ولكن المشكل أن التحديات تحدث دائما وعليه فإن إحساس عدم التوازن سوف يلازمهم دائما. التحديات تحدث دائما ولجميع الناس ولكن البعض يحس أن حياته غير متوازنة بينما يحس البعض الآخر أن حياته متوازنة، لماذا؟ السر هو أن الأشخاص الذين يحسون بالتوازن في حياتهم رغم التحديات قد تعلموا أن يحددوا المشكل ويسعون لحله وهذا ما يمنحهم الإحساس بالتوازن. ما دمت تعمل على تحسن الأشياء المهمة في حياتك فإن حياتك “متوازنة”. عليك تغيير مفهوم “الحياة المتوازنة” بالنسبة لك، عليك تقبل الحقيقة (وهي أن التحديات تحدث دائما) وأن تختار أن تعتقد أن حياتك متوازنة ما دمت تعمل على تحسين المجالات المهمة فيها، وعليه لا ينبغي لحياتك ان تكون مثالية لتحقق التوازن المثالي فيها. مثلا قد تعاني بعض المشاكل في صحتك، ومن ليس له مشاكل في صحته؟
ولكن ما دمت تعمل على تحسينها بالغذاء المتوازن وممارسة الرياضة المنتظمة والنوم الجيد فحياتك متوازنة في هذا المجال. ما دمت تعامل شريك حياتك معاملة جيدة وتتواصل مع أصدقائك وأقاربك فأنت تعمل على مجال مهم في حياتك وبالتالي تحقق التوازن فيه، عادة عندما نبادر بمعاملة الآخرين معاملة جيدة فإن علاقاتك الاجتماعية ستتحسن بشكل ملحوظ، لأن في العادة سنعامل مثلما نعامل الآخرين. ما دمت تجتهد في وضيفتك أو مجال عملك، وتتعلم باستمرار مهارات وطرق جديدة فسوف تحسن بالأمان بخصوص مستقبلك المهني حتى ولو واجهت بعض المشاكل، وبالتالي حياتك ستكون متوازنة في مجال العمل ووضعيتك المالية. الخلاصة هي أن تعلم أنك الوحيد من يتحكم في حياتك، تتحكم في حياتك عندما تفعل ما يتوجب عليك فعله بدل الاعتقاد أن الأشياء قد وقعت لك وحسب وتتذمر منها.
حافظ على تقدمك في الحياة
الحياة المتوازنة هي التقدم المستمر في المجالات المهمة المذكورة سابقا، الوسيلة الوحيدة للتقدم المستمر هي أن تفعل دائما وباستمرار ما يجب عليك فعله. اسأل نفسك دوما :”ما ذا يجب علي فعله لاحقا؟” إن أردت أن تحافظ على صحتك وعلاقاتك ووضعية المالية كل يوم، عليك أن تعمل كل يوم على هذه المجالات، وحياتك سوف تبقى متوازنة.
الحياة تحدث الآن
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس هو تأجيل الإحساس بالسعادة إلى المستقبل: “عندما يكون لدي الكثير من المال سوف أكون سعيدا” “عندما أجد شريك حياتي سوف أكون سعيدا” “عندما تتحسن صحتي سوف أكون سعيدا” الحياة تحدث الآن، اليوم، والأشياء الوحيدة التي يمكنك فعلها هي الأشياء التي تفعلها الآن. مثلا إن كان لديك مشاكل في العمل أو في المنزل وتحسن أن حياتك ليست متوازنة، فكر فيما يتوجب عليك فعله الآن واليوم لتحسين الأوضاع. عندما تتحمل المسؤولية وتفعل شيء ما لتحسين الأوضاع فهذا يمنحك الإحساس بالسيطرة على الوضع حتى ولو لم تحل المشكلة بعد. التقدم المستمر في الحياة يجعلك تحس بالرضى عن النفس، مثلا إن كان لديك مشروع مهم تعمل عليه فحتى لو لم تكن قريبا من إنهائه، فما دمت تعمل عليه فليس عليك أن تقلق بشأنه. إن وجدت الوقت لتقلق بخصوص شيء ما، فهذه في العادة علامة تدل أنك لا تفعل ما يتوجب عليك فعله
لا يمكنك القلق بشأن شيء وأنت تحقق تقدما فيه في نفس الوقت”.
لدينا جميعا صورة في أذهاننا عن الحياة المثالية التي نريد عيشها في المستقبل، فإن كانت حياتك الحالية مختلفة عن تلك الصورة فأمامك خيارين: إما أن تحس بالإحباط لأنك لا تعيش حياتك المثالية، أو أن تشعر بالسعادة لأن كل يوم يقربك خطوة من تلك الحياة. لديك القدرة على بناء المستقبل الذي تحلم به، ولكن ليس عليك أن تحس بالإحباط لأنك لم تبلغه بعد، ابحث عن السعادة في كل يوم، هذا هو سر الحياة المتوازنة.