كيف تتوقف عن المماطلة

  “المماطلة مثل بطاقة ائتمان تتمتع بها كثيرا إلى أن تأتيك الفاتورة” (كريستوفر باركر) المماطلة هي لص الوقت وأكبر عدو لتقدمنا في الحياة، كبشر نحن نحتاج أن نحس أننا نحرز تقدما كل يوم، ذلك يجعلنا نحس بالرضى عن أنفسنا، وما دمنا نحس بالرضى عن أنفسنا نحس بالسعادة، الأمر بسيط : التقدم = السعادة ! لماذا إذن نماطل في إنجاز المهام؟ لماذا نأجل الأشياء بدل إنجازها وحسب؟ هذا هو الأمر الأول الذي يجب علينا فهمه في التعامل مع مشكلة المماطلة.

اعرف لماذا تماطل

لماذا تماطل

  المماطلة هي تأجيل المهام التي ينبغي عليك التركيز عليها في الحين، ويحدث ذلك في أغلب الأحيان لأن المهام:  

  • غير ممتعة.
  • مضجرة.
  • صعبة.
  • محبطة.
  • تأخذ كل وقتك وتركيزك.

حاول أن تعرف سبب مماطلتك في إنجاز مهامك: إن كانت مضجرة كيف تجعلها مثيرة للاهتمام؟ إن كانت صعبة من يمكنه مساعدتك؟ مهما كان سبب المماطلة فهناك دائما حل. عادة تبدو المهام مضجرة وصعبة وغير ممتعة …الخ لأن الناس ينظرون إليها ككل بدل من تقسيمها إلى مهام أبسط.

قسم المهام إلي مهام أبسط وأسهل

قسم المهام إلى مهام أبسط

  عليك تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأبسط ثم تركز على إنجازها واحدة تلوى الأخرى. مثلا إن أردت ترتيب منزلك وركزت على المهمة ككل فمن المرجح أنك سوف تأجل ذلك، الطريقة الأفضل هي ترتيب غرفة واحدة أو جزء منها كل يوم. إن كنت دائم التركيز على المهام كوحدات لا تتجزأ فليس من المستغرب ألا تجد الطاقة حتى لتبدأ بها فما بالك بإنجازها.

ضع مخططا لإنجاز المهام

كل دقيقة تقضيها في التخطيط توفر عليك عشر دقائق عند التنفيذ وتحقيق الأهداف”

المماطلة تحدث أيضا عندما تكون المهام غير مرتبة، عندما لا يكون هناك تسلسل منطقي أو تكون الغاية من إنجاز المهام مبهمة، وكذلك عندما لا تحدد بوضوح نتيجة المهام. فمثلا لو أردت كتابة كتاب، ربما تكون لديك فكرة مبدئية عما تريد الكتابة عنه، ولكن إن لم تحدد الغاية والنتيجة من كتابته وبوضوح فسوف ينتهي بك الأمر إلى المماطلة. لهذا عليك ترتيب الأفكار وتقسيم الكتاب إلى أجزاء وترتيبها ووضع خطة العمل. عندما تضع مخطط سوف يكون من السهل التركيز على الخطوة الأولى وكتابة الصفحة الأولى لأنه يكون لديك فكرة عامة عن الكتاب وعن النتيجة من وراء كتابته. المهام الكبيرة تحتاج إلى تحضير طويل وتخطيط، وكتابة الأفكار على الورق أكثر فعالية من مجرد إبقائها تدور في ذهنك.

اعرف الثمن الذي ستكلفك إياه المماطلة

ثمن المماطلة

  شيء آخر يمكن أن يساعدك كثيرا في التعامل مع المماطلة وهو أن تسأل نفسك: ما الذي سيحدث إن لم أنجزر المهمة؟ ما هو الثمن الذي سوف أدفعه؟ ما هي نتائج التأخر في إنجاز المهمة؟ في العادة نحن نبرر لنفسنا المماطلة ولا نفكر في النتائج الحقيقية لعدم إنجاز أو التأخر في إنجاز ما يتوجب علينا فعله. إن كنت رب عمل فإن المماطلة في إنجاز المهام المهمة سيكلفك خسارة المال. إن كنت موظفا في شركة فإن المماطلة تفسد علاقاتك مع زملائك في العمل أو الزبائن. وفي حياتك اليومية فإن المماطلة تأثر على محيطك لأنك سوف تكون عصبيا ومتوترا لأنك لم تنجز مهامك في الوقت المحدد. والمماطلة تجعلنا نحس بالذنب والتوتر والإجهاد والإحباط والغضب وفقدان السيطرة على الأمور …الخ. ولهذا عليك أن تكون صريحا مع نفسك وتفكر في ما سوف تكلفك المماطلة.

حدد زمنا لإنجاز مهامك

حدد زمنا لإنجاز مهامك

 يوم ما ليس يوما من أيام الأسبوع عليك أن تكون واضحا ودقيقا عندما تريد إنجاز شيء ما وأن تضع زمنا محددا لإنجازه. إن كنت تماطل في فعل شيء حدد وقتا تعمل فيه على إنجازه كل يوم. أكتب قائمة للأعمال اليومية واختر وقتا تعمل فيه على مهامك، قد يكون أول شيء في الصباح أو أول شيء بعد الغداء أو الوقت الذي يناسبك والذي تكون فيه في قمة نشاطك، المهم أن تخصص وقتا للمهمة التي تماطل فيها، ومن المهم أيضا أن تحدد الزمن الذي سوف تستغرقه في إنجاز مهمتك، فمثلا نصف ساعة بعد الغداء أو من الساعة الخامسة إلى السادسة بعد الضهر، وبهذا سوف تكون مستعدا ذهنيا للعمل.

لا تحاول أن تكون مثاليا في عملك

لا تحاول أن تكون مثاليا في عملك

  إن قيدنا أنفسنا بمعايير عالية لإنجاز العمل فمن المرجح أننا سنماطل في إنجازه، المهم في الأمر هو إتمام العمل ويمكنك تحسينه لاحقا. في زمننا المعروف بتوفر المعلومات بكميات هائلة، تقريبا كل عمل يمكن أن ينجز بطريقة أفضل، ولكن لو حاولت أن تكون مثاليا في عملك فيمكن أن تقضي أسابيع أو حتى شهور وأنت تبحث من دون إنجاز أي شيء.

ركز على الخمس دقائق الأولى

أفضل طريقة لإنجاز عمل ما هو البدا فيه. يمكن أن تضيع الكثير من الوقت والطاقة في التفكير في كل ما ينبغي عليك إنجازه، عوض ذلك يمكنك التركيز على ما يبغي عليك فعله خلال الخمس دقائق التالية فقط وتجمع طاقتك للبدء، وبعد ان تبدا في العمل سوف يكون من السهل عليك المواصلة.

تعهد بإنجاز العمل

التفكير فيما ينبغي عليك إنجازه لا يعني أنك سوف تنجزه حقا، إن وضعت مخططا وحدث الآخرين عما تنوي فعله فمن المحتمل أنك سوف تكمل العمل، إن عاهدت نفسك أنك سوف تنجز العمل مهما تكن الظروف، فأنت تزيد من احتمالات نجاحك في إنجاز العمل.

المماطلة تكلفك الكثير : تضيع وقتك وتفسد علاقاتك مع الآخرين وتستنزف طاقتك وتزعزع ثقتك في نفسك، وعليه عليك البدا في إيجاد حل لها الآن وذلك باتباع النصائح الواردة في هذا المقال وأتمنى لك التوفيق والنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *