“لا تفكر في الماضي”، كم مرة سمعنا هذه النصيحة، وخصوصا بعد وقوع أمر سيء لنا؟ أحيانا يكون من الحكمة اتباعها وتركيز انتباهنا وتركيزنا على الحاضر وأهداف المستقبل، هاجس التفكير والأسى في أخطاء الماضي هو شيء غير صحي قبل كل شيء وقد يعيق تقدمنا ويبقينا في مكاننا. ولكن كأي نصيحة مفيدة لا يجب أن تتبع حرفيا، لا ريب أنه علينا تجاوز الماضي ولكن في المقابل من الحكمة تخصيص وقت قصير في التفكير في أخطاء الماضي بطريقة إيجابية، لماذا؟ لأنها الطريقة الوحيدة للتعلم منها.
يجب علينا تفحص الفشل وعيننا مركزة على النجاح في المستقبل، إنه التفكير لغرض التطور. هذه الطريقة تمكنك من دراسة الأحداث التي تمر بها وتحسين نفسك بعدها. عندما تتمعن في التفكير في الأشياء التي نجحت فيها والأشياء التي لم تنجح فيها سوف تكون قادرا على استخلاص الدروس من النجاح والفشل في آن واحد، ثم تستعمل هذه المعلومات لتتقدم وتتطور في حياتك. وإليك الآن المراحل الخمسة التي عليك اتباعها:
راجع الماضي
تذكر الأحداث التي مرت عليك، يمكنك أن تفعل ذلك شهريا أو أسبوعيا أو إذا لزم الأمر يوميا، تمعن في نجاحاتك وفشلك، دون الأشياء التي أنجزتها وكيف قضيت وقتك والأخطاء التي ارتكبتها. لا يمكنك معرفة ما عليك فعله غدا إن لم تعرف ما أخطأت فيه اليوم. اسأل نفسك الأسئلة التالية: أين كنت في موقف ضعف؟ وأين كنت في موقف قوة؟ ضع قائمة بتلك المواقف، استمتع بنجاحاتك ودون فشلك.
إن لم تخطأ ربما أنت لا تحاول كما ينبغي
فكر مليا
لكي تحس بأهمية هذه المرحلة حبذا لو خصصت مكانا معينا لتفكر فيه، قد يكون غرفة أين تكون وحدك أو في حديقة هادئة أو على شاطئ البحر …الخ. في هذه المرحلة فكر بتمعن في كل نقطة من القائمة التي وضعتها في المرحلة السابقة لغرض استخلاص الدروس من كل تجربة. اسأل نفسك هذه الأسئلة: أي المخططات نجح؟ أي من القرارات التي اتخذتها كانت صائبة؟ أي من القرارات التي اتخذتها لم تكن صائبة؟ لو تمكنت من خوض نفس التجربة من جديد وأنا أعرف هذه المعلومات، ما هي الأشياء التي سوف أقوم بها بطريقة مختلفة؟ ولماذا؟ الأخطاء الكبيرة هي في العادة الأخطاء التي نتعلم منها أفضل الدروس، وعليه فكر جيدا حتى لا تقع في نفس الفخاخ التي وقعت فيها في الأمس.
تعافى من إحساس الماضي
عندما لا تسير الأمور كما خططت وتوقعت، فأنت تحتاج إلى وقت لتتعافى، ذلك الإحساس السيء قد يحمسك من اجل تصحيح ما يجب أن يصحح، وهذا يحررك لكي تتقدم إلى الأمام، تذكر كلما نظرت إلى الماضي ابق عينك دائما على المستقبل، هذا يساعدك على التعافي بشكل جيد دون أن تعلق في الأسف.
أعد الترتيب
التفكير في الماضي يساعد على تكوين فكرة أوضح عن الأولويات، التمعن في الأشياء التي لم تنجح قد يظهر لك أين غفلت عن الأشياء المهمة حقا، في كثير من الأحيان أولوياتك تتطلب إعادة الترتيب حتى تتماشى مع مهمتك، التفكير في الماضي يمكنك من التوقف والتأكد أنك في الطريق الصحيح، لا تواصل في طريق لا ينبغي عليك السير فيه.
أعد شحن قوتك
التفكير في الماضي وعينك على المستقبل يمكنك من العودة بقوة، قد تتذكر مواقف طريفة، اضحك فذلك يعيد شحن قوتك، كما أنه قد تتذكر مواقف مذلة أين انسحبت ولم تقم بما كان يتوجب عليك القيام به، بالتفكير يمكنك معرفة الخطوات التي ينبغي عليك فعلها لتجنب تكرار نفس الأخطاء، وهذا يعيد إليك نشاطك. التفكير في الماضي قد يكون أيضا فرصة للإبداع والإثارة، إنه يعطيك الفرصة في التفكير في فرص المستقبل والتفكير في طرق لتطبيق مخططاتك الجديدة.
التفكير في الماضي أمر ضروري من أجل التقدم والتطور، فهو يوسع نطاق تفكيرك ويلهمك لمواصلة تحسين نفسك، هو يجعلك تتقدم بانتظام كما يضمن أن مستقبلك سيكون أفضل من ماضيك.إذن فكر في ماضيك بالقدر الذي يمكنك من تشكيل مستقبلك بالطريقة الأفضل.