كثيرا ما نطرح الأسئلة بشكل غير لائق رغم حسن نوايانا. وهناك الكثير من العوامل التي تتحكم في استيعاب المتلقي لأسئلتنا كالعقلية السائدة والمكان والزمان والسياق. وهي عوامل يجب أن نضعها في حسباننا ونحن نلقي بأسئلتنا.
1/ العقلية السائدة المنتقد في مواجهة المتعلم
تتحكم توجهاتنا الذهنية في تصرفاتنا وتفاعلنا مع الآخرين. ويمكننا في هذا السياق أن نفرق بين نوعين من التوجيهات العقلية السائدة وهما:
عقلية الناقد وعقلية المتعلم
يميل من يتمتعون بعقلية المتعلم إلى التفاؤل وفتح آفاق جديدة وتوفير موارد ملائمة. ولذا تحكم المرونة تصرفاتهم وينزعون إلى تكوين علاقات فوز كل الأطراف وتتسم الأسئلة التي يطرحها هؤلاء بالصدق والصراحة فهم يسألون ليعرفوا لا ليتصيدوا أو يختبروا أو يلوموا.وأمثلة لهذه الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المديرون المتعلمون:
- كيف يمكننا أن نستفيد من هذا الأمر؟
- ما الفرص الجديدة التي يتيحها لنا هذا؟
أما المديرون المنتقدون فيركزون على الماضي وما شابه من أخطاء. لا بهدف التعلم منها ، ولكن بهدف تأنيب مرؤوسيهم. فهم يبحثون عمن يحملونه مسؤولية إخفاقهم. الأسئلة التي يطرحونها تدعم العلاقات العدائية التي يكسب فيها طرف ويخسر فيها آخر. كما يميلون إلى بإجابات موظفيهم وكأنهم يعرفونها مسبقا وهذه أمثلة لأسئلة المنتقدين:
- من الذي ارتكب هذا الخطأ الفادح؟
- لماذا لا تفهم ما أقوله لك؟
كيف تتبنى عقلية المتعلم
من الصعب أن نتخلص تماما من عقلية المنتقد في ظل الضغوط التي نتعرض لها في بيئات العمل. فحين تخرج الأمور عن مساره على القائد أن يتحمل المسؤولية وأن يكتشف ما حدث ولماذا وكيف. ولكن يجب التمييز بين دور القائد في اكتشاف “الفعل” وبين البحث عن الفاعل فكيف تطرح أسئلتك الملهمة بعقلية المتعلم؟
- تفاعل مع الآخرين قبل أن تحكم على أفكارهم ومشاعرهم.
- تعامل مع المواقف بعقلية المبتدئ وكأنك تلهث وراء المعرفة مهما طالت سنوات خبرتك.
- لا تضع نفسك في بؤرة الاهتمام بل تبن دور المستكشف.
- ابحث عن حلول مقنعة للجميع وغير مربحة لطرف دون الآخر.
- تسامح مع نفسك ومع الآخرين.
- لا تخجل من تكرار طرح السؤال حتى تتأكد من فهمك للموقف.
- تقبل التغيير والتحسين المستمر وضعه على رأس أولوياتك؟
2/ السؤال المناسب في الوقت المناسب
نجد أن طرح السؤال فن لا يتقنه الجميع. فإذا تعجلت طرح الأسئلة أثناء العمل على مشروع ما فقد لا نتلقى ما تنشده من إجابات أو معلومات دقيقة. وإن تأخرت في طرحها فربما تفوتك فرص نادرة للتعلم فضلا عن معاناة فريقك أثناء غيابك وهم في أمس الحاجة لتوجيهك ونصحك.
3/ إذابة الجليد
استهل حديثك ببعض الأسئلة الودية البسيطة كي تذيب الجليد وتفتح قنوات التواصل مثل ” هل هذا وقت مناسب للحديث أم نتحدث لا حقا؟” وقد تساعدك بعض الأسئلة ذات النهايات المفتوحة مثل “كيف كان يومك؟” في أن تشجع الطرف الآخر على بدء الحوار وتتيح له المجال ليبوح بما يدور في خلده.
4/ التمهيد للسؤال وتهيئة السياق المناسب
هذه الخطوة تعتمد عليك لا على الطرف الآخر. ابدأ بكشف بعض المعلومات عنك بشكل عام بالتركيز على موضوع بعينه كأن تقول “كم أنا متحمس للمشروع الجديد” ويمكنك أن تمهد لأسئلتك بالإفصاح عن النتائج التي تتوقع الخروج بها من الحديث أو اللقاء مثل:
- “أتمني أن أفهم السبب الحقيقي الكامن وراء هذه المشكلة التي نتعرض لها الآن”.
- كم أود أن تكتمل رؤيتي حول ردود أفعال العملاء تجاه المنتج الجديد”.
وبمجرد أن يتضح هدف المحادثة اطرح سؤال مباشرا بكل ثقة ووضوح.
5/ إلقاء السؤال
حين تطرح السؤال ركز على المتلقي حتى لا تشتت تفكيرك بين الإنصات لإجابته والتفكير فيما تنوي طرحه من أسئلة لاحقة. كن على مسافة مناسبة من محدثك ولا تبالغ في الاقتراب أو الابتعاد. حافظ على تواصل بصري ثابت واجعله يشعر بفضولك وحماسك لمعرفة وسماع المزيد باستخدام عبارات مثل “حقا؟ لم يكن لدي علم بذلك” أو أخبرني بكل ما تعرف حول هذا الأمر ماذا حدث بعد ذلك؟”