من أول الأشياء التي يعرفها الناس عنك
السمات الجسمانية
جنسك – جسمك – ملامحك – عرقك – أصلك وفصلك – عمرك. وبقدر ما تتكون هذه المعرفة المبدئية بطريقة سريعة وسطحية فإن هذه السمات توحي بالفعل بصورة ظليه أو شبحيه أو منعكسة لصورتك العامة المكونة من المقدرة والدفء.
جنسك وانتماؤك العرقي وملامحك هي البطاقات التي بحوزتك. وأيا كانت صفات ومسميات هذه البطاقات فبإمكانك أن تلعب بها جيدا بحيث يدرك الآخرين السمات العظيمة لشخصيتك ولكي تبدأ فسوف يساعدك كثيرا أن تفهم كيف تسير الأمور بينك وبين الناس.
لقد طورنا كبشر مجموعة من الدوائر العصبية الكثيرة لإصدار أحكام قيمية ولحظية قائمة على عوامل جسدية أساسية هذه الحسابات السريعة تحدث بصورة تلقائية فيما وراء العقل الواعي بقدر ضئيل للغاية من المجهود وليست الأولويات هنا هي تحري الموضوعية والدقة فالتقييمات الكافية السليمة قد تفي بالغرض وإن كانت سريعة. في كتابه (التفكير بسرعة والتفكير ببطء الصادر عام 2011) يطلق عالم النفس ” دانيال كانمان” الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد السلوكي علي هذه العمليات القائمة علي التفكير السريع “ألة القفز إلي الاستنتاجات” من شأن القفز إلي الاستنتاجات حول الآخرين أن يجعلنا نشعر بثقة أكبر وقدر أقل من الشك إزاء العالم من حولنا ولكن بمجرد أن نبدأ في التفكير بأننا نفهم شخصا ما فإننا نجري عملية ترشيح للمعلومات الآتية ونميل إلي استبعاد الأفكار التي لا تتواءم والصورة التي رسمناها في أذهاننا علي عجل بوصفها مجرد انحرافات تفتقر إلي المغزى. وبهذا يصبح المرء سجين تصوراته المسبقة وكذلك يكون الآخرين الذين يخضعون لأفكارنا النمطية المسبقة.
النوع الاجتماعي (الجنس)
من المسلمات أن الرجال أقوياء وأنهم غير ودودين إلي حد ما. بالمقابل نفترض أن النساء يتمتعن بدفء أكبر لكنهن أضعف وهناك سبب بيولوجي وراء ذلك فلدي الرجال بنسبة أكبر من هرمون “التيستوسترون” مقارنة بالنساء اللائي لديهن نسبة أكبر من هرمون “إستروجين” يرتبط هرمون التيستوستيرون بالقوة الجسمانية والتصميم لكنه يتعلق أيضا بالانفصال الاجتماعي والعاطفي وعلى النقيض يتصل هرمون إستروجين بالتناغم أكثر مع مشاعر الآخرين كما ينظر إلي الرجال على أنهم أقدر على الموازنة بين المقدرة والدفء بشكل عام في حين تعتبر النساء أضعف مع جرعات فائضة من الدفء العاطفي.
الانتماء العرقي
مثل الجنس والعمر يعد الانتماء العرقي أحد المحددات المرئية التي تقدم للرائي مفتاحا لفهم الخبرات الحياتية التي ربما يكون شخص ما قد مر بها ففي حين أن البشر يميلون إلي التواصل الاجتماعي مع أقرانهم من داخل جماعتهم هناك بالفعل درجة معقولة من الاتفاق عبر الثقافات بشأن أي الثقافات تتمتع بدفء أكبر بصورة عامة. فمثلا يعتقد البلجيكيون أن البرازيليين يتمتعون بدفء أكبر لكنهم أقل كفاءة لكنهم أي البلجيكيون يرون اليابانيين أكفأ وأقل تمتعا بالدفء العاطفي مقارنة بهم فالأشخاص الذين يعيشون في دول ذات دخل متوسط يعتبرون الآخرين في الدول ذات الدخل المادي الأعلى بصفة عامة أقوي لكنهم أقل دفئا مقارنة بأنفسهم.
العمر
هناك علاقة أساسية بين المقدرة والدفء والعمر في بعض الثقافات إذا ينظر إلي الأطفال وكبار السن باعتبارهم أقل كفاءة وقدرة لكنهم يتمتعون بدفء أكبر من البالغين وبالنسبة إلي الكفاءة يحتاج كل من صغار السن وكبار السن إلي مستويات متفاوتة من العون فيما يتعلق بالوظائف الأساسية في الحياة اليومية. أما بالنسبة إلي الدفء فهو أمر منطقي أيضا فبداخلنا تعاطف إنساني طبيعي تجاه الضعفاء يولد الصغار ولهم جاذبية كبيرة لأنهم يعتمدون علينا. وتتبع القوة منحني الجرس فتصل إلي القمة في وقت مبكر بالنسبة إلي للرياضيين ثم إلي المحترفين.
أما نمط كبار السن فهو مرن أو علي الأقل فيما يتعلق بغياب الكفاءة فلدى الغالبية العظمي منا والد أوجد أو عمة أو خال يجدون صعوبة تذكر الأسماء أو يقودون سياراتهم وهم في حالة شرود وفجأة يصبح هذا الشخص عاجزا تماما عن التعامل مع مواقف الحياة اليومية.
وغالبا ما نعتبر ذلك علامة على الضعف والهشاشة لا باعتبارها مسألة مستقلة بل باعتبارها بداية منزلق وهذا يعني أننا نميل إلي إغفال إشارات أخري بأن كبار السن مازالوا أقوياء وقادرين.
استثمار ما لديك
في حين أن أغلب السلوكيات تتم بطريقة غير واعية فإنه يمكن إخضاعها كلها تقريبا للاختيار الواعي بإمكانك أن نختار ليس فقط أن تتصرف بطريقة مغايرة بل وأن تتعلم كيف تتصرف بطريقة مغايرة يمكنك أن تتخذ خطوات تغير من الأسلوب الذي تستجيب به بطريقة غير شعورية في المستقبل وهناك طرق عديدة يمكنك أن تظهر من خلالها مقدرة أكبر ودقا أكر لتحقق التوازن بين الإشارات التي ترسلها وبعبارة أخرى يمكنك تغيير الواقع.