يقاس النجاح في القطاع الخاص بالدخل المرتفع أو بالأرباح او بارتفاع قيمة الأسهم أو كل ما سبق. فكيف يبدو النجاح في القطاع الحكومي؟ ها هو نموذج تقدير القيمة في القطاع الحكومي وقد أسس هذا النموذج اعتمادا على نموذج تقليدي لمعطيات ومخرجات ودخل وإنتاجية القطاع الحكومي ويتكون من الأنماط الأربعة الآتية:
- الإنتاجية: أي القدرة على تأسيس علاقة أفضل بين مدخلات ومخرجات إنتاجية القطاع الحكومي.
- تجارب المستفيدين من خدمات القطاع الحكومي: يمكن قياسها من خلال معرفة معدل تقييم المواطنين والمشروعات التجارية الإيجابية لتجربتهم مع تلك الخدمات.
- النتائج: تعبر عن قدرة مخرجات جهود القطاع الحكومي على تحقيق النتائج المرجوة.
- المساواة: تعبر عن أنماط القيمة التي تنشئها الابتكارات فتؤدي إلى تحسين معدلات مشاركة المواطنين والتمكين والشفافية والمسؤولية المجتمعية والمساواة.
إن خلق قيمة على مستوى واحدة أو اثنتين فحسب من تلك النتائج النهائية لا يمثل صعوبة بالنسبة للمؤسسات الحكومية. إلا أن التحدي الذي يواجه المؤسسات الحكومية هو خلق قيمة إيجابية على مستوى كل النتائج النهائية في نفس الوقت.
القدرات الإستراتيجية هي الأداة التي تحدد المؤسسة من خلال أهدافها والوسائل التي تمكنها من تحقيقها والتي يسترشد بها المديرون والموظفون في عملهم.
إستراتيجية الابتكار
تحدد إستراتيجية الابتكار الكيفية التي ترغب بها المؤسسة وقد تكون إستراتيجية مستقلة بذاتها وقد تحتوي على إجابات لأسئلة مثل:
- كيف نتعامل مع بيئتنا الخارجية ونتعاون مع المكونات غير الحكومية الفاعلة في الابتكار وتقديم الخدمات؟
- ما المؤسسات التي ستساعدنا في الوصول إلى أفكار أكثر وأفضل؟
- كيف تساعدنا عمليات توظيف وتطوير وتقييم موظفينا على دعم الابتكار؟
- ما المواهب والقيادات التي تحتاج إليها؟
يجمع النموذج التالي بين مصادر الابتكار ويكشف الكيفية التي تستطيع من خلالها المؤسسة الحكومية الاستفادة منها. وهو يفرق بين مصادر الابتكار الخارجية ومصادر الابتكار الداخلية لكنه يتعامل مع الفاعلية أو “القدرة على الابتكار” بشكل منفصل ويبدو هذان البعدان الابتكاريان كالتالي:
- مصادر الابتكار الخارجية (البحث والتطوير، والتكنولوجيا، ضغوط الكفاءة، والمواطنون وغيرهم من أصحاب المصالح) في مقابل مصادر الابتكار الداخلية (مديرو المؤسسة وموظفوها).
- الابتكار على مستوى الأفراد والمؤسسات الفردية في مقابل القدرة على ابتكار المؤسسات الجماعية.
ينتج عن بعدي الابتكار السابقين أربع منهجيات أو إجراءات مختلفة تتعلق بالكيفية التي يمكن للمؤسسة الحكومية التعامل بها مع الابتكار. مراحل الابتكار في الامارات
- المنهجية الإستراتيجية للابتكار في القطاع الحكومي
- القدرة على الابتكار مصادر الابتكار
- داخلية (الإدارة والعمالة) خارجية (الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا والمؤسسات المساندة والمواطنون. إلخ)
- جماعية الابتكار المؤسسي الابتكار الاستراتيجي التعاوني مع المؤسسات الأخرى
- فردية الابتكار التنظيمي للمشروعات الابتكار المفتوح
ولا ينبغي النظر إلى هذه المنهجيات الأربع كأدوار ثابتة بل كأدوات للتعبير عن المحفزات الاستراتيجية التي تستطيع المؤسسة أن تختارها بمرونة:
- الابتكار التنظيمي للمشروعات الذي يركز على الفرد الديناميكي أو المؤسسة الديناميكية اللذين يسعيان إلى ابتكار شيء جديد تماما أو تحديد المشكلات التي يمكن حلها.
- الابتكار المؤسسي ويتعلق بالمؤسسات التي تروم الابتكار اعتمادا على مصادرها الداخلية ففي الغالب تميل المؤسسات الحكومية إلى الاستفادة من جهودها الابتكارية داخليا من خلال خبرات موظفيها والإجراءات المطبقة لديها وقد تنتج عن ذلك تحسينات تراكمية فحسب إلا أنها تعتبر رغم ذلك ابتكارا.
- الابتكار المفتوح تضطر المؤسسات الحكومية الحديثة إلى الانخراط أكثر والتواصل مع عناصر متغيرة وأصحاب مصالح كثيرين فقد باتت المصادر الابتكارية في مجتمع المعرفة أكثر تنوعا وتوزيعا ومن ضمنها ما يستخدمه الأكاديميون والمواطنون والمشروعات الخاصة والمؤسسات الاستشارية والمراكز البحثية والمؤسسات غير الربحية. ومن الممكن اعتبار الابتكار المفتوح منهجية يعمل بها تلقائيا داخل المؤسسات ذات القيادات السياسية في المجتمعات المتجددة.
- الابتكار الاستراتيجي التعاوني هو ابتكار جماعي مفتوح يجمع بين منهجية نظامية للتعامل مع البيئة الخارجية وإدراك أكثر يعكس واقع مؤسساتنا ونقطة الانطلاق في هذا النموذج هي الاستعانة بالعلاقات الخارجية ومصادر التغيير مع وجود منهجية جمعية ابتكارية – نظامية – هيكلية.
مقال ذات صلة: ابتكار مؤسسات جديدة يحدوها الوعي المستقبلي