إن الزهايمر والخرف من أصعب الأمراض التي يخشاها الإنسان. فمن الصعب تخيل ألا يستطيع الإنسان أن يتذكر من يكون أو أين يعيش أو من هم الأشخاص المحيطين به؟ وللأسف تكتظ دور رعاية المسنين بمرضى لا يستطيعون التعرف على شخصية من يأتون لزيارتهم، على الرغم من كونهم أشخاصًا مقربين إليهم. ولكن هل هناك ما يمكن فعله الآن حتى نتجنب هذه الأمراض القاسية، أم هل نجلس وننتظر حتى يكتشف العلم علاجا سحريا لهذه الأمراض؟ بالتأكيد، يجب أن تعرف كيف تحافظ على صحة ذهنك ونشاطه لكي تتجنب الإصابة بالزهايمر والخرف.

حتى وقتنا هذا، لا يوجد علاج سحري للزهايمر والخرف، ولكن الأبحاث كشفت عن أن هناك بعض الأشياء التي يمكن فعلها لتجنب آثار هذه الأمراض الخطيرة. ولكن قبل الحديث عن الوصفة السحرية للوقاية من هذه الأمراض، لا بد من الحديث عن سمة رئيسية من سمات العقل ألا وهي “المرونة العصبية”. فالعقل البشري لديه القدرة على التغير والتعلم بصرف النظر عن عمر الإنسان. فالإنسان الذي يبلغ من العمر 70 عامًا يستطيع عقله أن يتغير ويحقق قدر من التعلم بنفس القدر الذي يحققه إنسان يبلغ من العمر 30 عامًا.

جميع التجارب التي مررت بها والأشياء التي تعلمتها موجودة في صورة رموز داخل ملايين الشبكات أو مسارات الخلايا العصبية المنتشرة في العقل. وهذه الشبكات العصبية هي التي تجعل الإنسان يتذكر وجوه الأشخاص والأسماء والأماكن والتجارب المختلفة. وثمة حقيقة قد يغفل عنها الكثيرون ألا وهي أن العقل البشري يعمل كالعضلات تمامًا. فإن أنت لم تستخدمه، فسوف يضمر ويتعرض للتلف. وعلى النقيض من ذلك، إذا حرصت على تدريب العقل، فسوف يظل في حالة جيدة.

يمكنك الحفاظ على العقل نشيطًا من خلال التعلم، ومن خلال ممارسة التدريبات العقلية المفيدة. وكلما حرصت على الاستمرار في التعلم، فسوف تظل الشبكات العصبية في عقلك قوية، وسوف تحافظ على نشاط عقلك وحيويته. ولكن عندما تتوقف عن التعلم، فسوف يبدأ الأداء العقلي في التدهور. ولطالما كان هناك اعتقاد خاطئ بأن العقل يستطيع التعلم بسرعة أكبر خلال مرحلة الطفولة والشباب ثم تبدأ هذه القدرة تنخفض تدريجيًّا مع تقدم العمر. وثمة اعتقاد خاطئ آخر بأن خلايا المخ التالفة لا يمكن استبدالها. ولكن الأبحاث الحديثة كشفت عن أن الخلايا تظل تتجدد تلقائيًّا في أماكن معينة من المخ وحتى نهاية العمر.

ومن ناحية أخرى، تؤثر أفكارنا على بنية المخ، فعلى سبيل المثال تلعب الأفكار السلبية والأفكار الإيجابية دورًا محوريًّا في التأثير على الإداء العقلي للإنسان. وكذلك عندما نتعلم شيئًا جديدًا، تبدأ الخلايا العصبية الموجودة في المخ في تكوين مسارات وشبكات جديدة من أجل الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، ومن ثم استعادتها عند الحاجة. وكلما كان هناك تكرار لنشاط معين أو ارتباط بينه وبين عاطفة معينة، كان من السهل تذكر كل ما يتعلق بهذا النشاط. وهكذا نرى أن الأداء العقلي المرتبط بمهمة معينة يتحسن كلما كان هناك تكرار لهذه المهمة، وكذلك من خلال المحافظة على ممارسة التدريب العقلي والتعلم باستمرار.

كيف تحافظ على صحة ذهنك ونشاطه؟ اليك 6 طرق لفعل ذلك

الحرص على التعلم مدى الحياة

التعلم المستمر هو الوسيلة المثالية للوقاية من مرض الزهايمر والخرف؛ لأن التعلم يؤدي إلى تقوية الشبكات العصبية داخل المخ وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيا على الأداء العقلي.

المحافظة على النشاط البدني

لكي تحافظ على نشاطك العقلي، فالأمر لا يقتصر فقط على ممارسة التدريبات والأنشطة العقلية، ولكنه يتطلب أيضًا ممارسة الأنشطة البدنية كالمشي والركض والسباحة وغيرها من الأنشطة البدنية المفيدة.

ممارسة ألعاب الفيديو

تتضمن ألعاب الفيديو محاولة حل بعض المشكلات المعقدة واستخدام الخيال والتصورات الذهنية من أجل الانتقال من مستوى إلى المستوى الذي يليه. وبالتالي، فألعاب الفيديو ليست ضارة كما قد يعتقد البعض.

ممارسة تمارين الذاكرة

التعليم يملأ العقل بمعلومات جديدة، لذا يجب أن نمارس تمارين تشحذ قدرتنا على استدعاء تلك المعلومات عندما نحتاج إليها.

التأمل

للتأمل فوائد جمة فيما يتعلق بتحسين الأداء العقلي. وربما يكون التأمل هو التمرين العقلي الأفضل على الإطلاق.

الأفكار الإيجابي

كما ذكرنا سابقًا، أفكارنا تؤثر على أدائنا العقلي. ونحن بحاجة لتنمية اتجاه إيجابي في التفكير.

بقراءة هذه النصائح، تعرف كيف تحافظ على صحة ذهنك ونشاطه ولكن الأهم أن تطبق هذه النصائح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *