توقف لبرهة واقرأ العنوان ( السؤال ) مجددا ؟
هل استطعت أن تجاوب على السؤال ؟
في الحقيقة لا يهمني جوابك ولكنني أعرف أن هناك جواب وصحيح والآخر خاطئ ؟ يا ترى أيهما هو الجواب الصحيح؟
حسنا .. لنأخذ كل جواب على حدة ونحلله ونفصل فيه قليلا :

أن أبدو غنيا

في هذه الحالة ما يهمك هو ما سيقول عنك الناس , فأنت لا تستطيع أن تركب سيارة موديل السنة الماضية , فهذا عيب عندك , وتتركز اهتماماتك في لبس أحسن الملابس والأكل في أفضل المطاعم وشراء أحدث السيارات وأغلاها ثمنا , أنت مستعد لأن تضحي بجزء من راتبك شهريا للحصول على أي شيء تريد، والأهم أن يكون حصولك على هذا الشيء فوري، وتجمع كل شيء وتحتفظ به وتنسى انك أصلا لا تملك أي شيء من كل ما تستخدمه !

لأنك تستدين لشراء كل هذا سواء عن طريق بطاقة الائتمان أو القروض الشخصية، المهم أن يقول الناس عنك إنك فلان بن علان الغني الذي يمتلك كل شيء ولم يبقى له إلا أن يبني ديزني لاند في منزله , ولكن الأدهى والأمر أن تجد راتبه من أقل الرواتب الموجودة في سوق العمل لأنه ببساطة لم يكمل المرحلة الثانوية وإن أكملها فمعدل منخفض لا يؤهله لدخول الجامعة، وإذا دخل الجامعة فقد خرج منبها بدبلوم لأنه تعب من الدراسة لمدة 12 سنة وغير السنتين التي قضاها في الجامعة الكئيبة , إذا كان هذا جوابك فأقول بأن لا حياة لك.

أن أكون غنيا

هنا لا يهمك ما سيقول عنك الناس، الأهم أن تعيش بكرامتك والذي هو الكنز الذي لا تريد أن يذهب عنك , لا تمانع أن تركب سيارة مستخدمة , وتشتري ما تريد بعد أن تدخر له، أو إذا كان الراتب مرتفعا بحيث يغطي كافة احتياجاتك الأساسية والثانوية، لاتهتم بالمظاهر ويهمك الجوهر، فمن يملك المال ليس كمن لا يملكه، أن تعيي هذه الحقيقة جيدا وتسعى دائما لكي تدخر جزءا من راتبك، وتحاول جاهداً أن تحصل على الترقيات في عملك من خلال جهدك المتواصل والدؤوب، وتعرف بأن مستقبلك في التعليم وليس في سوق العمل فحسب، وإذا احتجت لبعض المال فأنت تحاول جاهدا ألا تقترض من أحد وانما تدبره من نفسك، وإذا اقترضت أي مبلغ فتحاول أن تعيده في الوقت المتفق عليه كاملا، تعرف بأن لك هدفا في الحياة وأن المال وسيلة وليس غاية، إذا كان هذا جوابك فأقول هنيئا لك.
لا أقصد أن أهين أحدا في هذا الموضوع , لكن لو علمت بأن معظم الناس سيختارون الجواب الأول دون أن يعلموا فهنا هي المصيبة، ولهذا عندما ترى أحدا يركب سيارة آخر موديل، تأكد بأن تسأله من أي بنك أقترض المبلغ ( أو ربما يوفر الوكيل أقساط ).
خلاصة القول، إذا كنت تريد أن تعيش في هذه الحياة فعش فيها في رفعة لا في ذلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *