أما وقد انتهيت من هذا الاختبار الشخصي فما عليك إلا أن تضع يدك على تلك العادات التي تضرك أكثر مما تنفعك. وفي الغالب ستكون أكبر مشاكلك في النواحي التي تختلف معي فيها كثيرا في الرأي وإذا وضعت هذا في ذهنك وأنت تقرأ. فسوف تصل إلى طرق عملية ودقيقة وملموسة لتدعم ما لديك من عادات حسنة والتغلب على العادات السيئة.
أسرع وأفضل طريقة للتغلب على مقاومتك للتغير
يقول احد خبراء التدريب انطلاقا من خبرة استمرت 25 عاما من التعامل اليومي مع المدراء الناجحين في بعض الشركات الأمريكية الكبرى أود أن أبدي ملاحظتين قد تفيد انك كما أفادتا غيرك.
الملاحظة الأولى أنه أيا كانت عادتك السيئة فإن أسرع وأفضل طريقة للتخلص منها هو إحلال عادة جيدة مكانها.
أما الملاحظة الثانية أنه ينتابني احترام متزايد وكبير للمقاومة التي يبديها كل منا تجاه أي تغيير، فعندما يكون التغيير أمرا أساسيا مثله مثل الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين فلا غرو أن يكون الأمر صعبا، ومع ذلك فأنا أرى أنه إذا كان من الممكن تغيير عادات مثل إدمان المخدرات والسجائر والخمر إلى عادات أفضل، فبالمثل بل من الأسهل لنا تغيير العادات التي تعوقنا عن الحصول على المزيد مما نريد من الحياة.
يقول جونیت رودمان أحد العاملين لشركة بوينج “لقد كنت دائما أتهرب من فكرة ترك عادات معينة واستبدالها بأخرى حتى أنني لم أكن أحب الاستماع لهذا وكنت أرى أنه ليس هناك ما يضمن لي أن يكون الوضع الذي سأتغير إليه هو الأفضل، وقد قلت لنفسي حسنا إن ما أنا عليه الآن قد لا يكون جنة ولكن إذا استمر الوضع على هذا فقد يزداد الأمر سوءا .
وبالنظر إلى الماضي أستطيع القول إن تجنب الحاجة للتغيير انطلاقا من خوفي من مواجهة الحقيقة مثله مثل تجنب الحاجة لمظلة في يوم حالته الجوية غير مستقرة انطلاقا من رغبتك في أن يكون الجو مشمسا.
وليس المقصود من عرض تجربة جانيت أن أقنعك بأن التغبير أمر سهل؛ فهو ليس كذلك. وكل ما أردت أن أقوله أن التغيير يبدأ بالرضا الصادق عن الذات. وأنا عندما أكتب هذه الكلمات لأرجو أن تكون مثل جونيت تمر عليك السنون ثم تنظر إلى الماضي لتبتسم وتتساءل لما كان كل هذا التردد والتخوف من التغيير؟