إذا نظرت للخيارات المطروحة أمامك في أي موقف فستكون النتيجة حدوث أمرين أن تبدأ في التخلص من العادات السيئة كما أن تتحكم بشكل كبير وبإسلوب تلقائي في مصير حياتك.

ابدأ في الاختيار

الاختيار هو عدو العادة

تقول زينا يارنيت المدرسة في سجن بشمال توكسون جو العمل مشحون بالتوتر. فليس بمقدورك أن تبدو للآخرين على نفس النمط. ولذلك عليك أن تظل دائما متجددا، دعنا نقول مثلا إن أحد المساجين قد أجابني بشكل وقح ودون أي مبرر منا سأحاول أن أجد ثلاث طرق سريعة ومختلفة للرد على هذا فيمكن أن أقول إنني مستاءة من هذا السلوك المشوب بعدم الاحترام وهذا واقع. أو قد أقول إنني كنت أتسال ما الذي فعلته لأنال هذا؟ أو قد أقول ربما أنني لم أتوقع انضباطا تاما، ولكن ماذا لو تعاملنا بقدر لا بأس به من الكياسة، والتقطة الأساسية هنا أنني لا ينبغي أن أجيب بنفس الطريقة في كل مرة أواجه فيها هذه المشكلة التي تظهر مرارا وتكرارا في السجن. أما إذا تصرفت على نمط واحد وبطريقة محفوظة، فسوف يتصرف المساجين نفس التصرف مرارا وتكرارا حتى لا يصبح بمقدوري أن أفعل هذا مرة أخرى.
ولذلك ففي كل موقف أحاول أن أختار أسلوبا معينا يدع الفرصة للشخص أن يفرغ شيئا من غضبه دون أن يمس كرامة أحد.
وفي السجن أو في قصر أو في أي مقابلة تتضمن بشرا هناك دائما أكثر من طريقة للتفكير والتكلم والتصرف. وليس هناك واحدة من هذه الطرق ليس فيها عيب. وبعبارة أخرى فلن يكون بمقدور واحدة منها أن تعطيك كل ما تريد. إلا أن هناك طريقة دون الأخرى ستعطيك المزيد مما تريد.. ودورك هنا بالطبع هو أن تجد وتختار الطريقة التي تتفق مع اهتماماتك.

قم بإجراء اختيارات دائمة من خلال طرح سؤال وماذا أيضا؟

إذا كنت تواجه صعوبة في الاختيار من البدائل المتاحة أمامك في أي موقف في المنزل أو العمل أو مع المجتمع – فإليك طريقة بسيطة وفعالة لمعالجة هذه المشكلة:-
قبل أن تعمل انطلاقا من العادة التي ألقتها اسأل نفسك وماذا يمكنني أن أفعله أو أقوله أو أفكر فيه غير ذلك بحيث يمنحني المزيد مما أريده من هذا الموقف.
يقول کیندرا جينسين مدير السجلات الطبية بأحد مراكز علاج السرطان بهوستون أتتني إحدى الموظفات لتشكو من سوء المعاملة التي تلقاها في العمل. وقالت لي إن رئيسها كان له علاقة عاطفية مع موظفة أخرى ومع هذه الإساءة الواضحة لاستخدام السلطة انتابتني للوهلة الأولى رغبة بنقل هذا المدير أو فصله في الحال – ولم يكن لدي مبررات لأي من القرارين. ولكن هذه الخطوات كانت بالتأكيد ستضر سمعة المؤسسة وتكون وصمة في تاريخ الشركة في التعامل مع المشاكل.
ولذلك سألت نفسي وماذا يمكنني فعله غير ذلك لكي تسير الأمور على ما برام واخترت ألا أفعل أي شيء من هذا ولكني اخترت أن أتحدث مع هذا المدير الأعرف الحقيقة ولأعلمه بأنني اعتبرت الأمر خطيرا وفكرت في إحالته إلى الإدارة العليا أو لشؤون الأفراد أو أخذ قرار فوري.
وبالفعل قررت أن أتحدث معه ووجدت أنه كان بالفعل له علاقة مع واحدة ولكنها كانت من خارج المركز الطبي، وبهذا لمن يكن الشكوى أي داع وفي المرة القادمة عندما تجد أنه من الصعب أن تقاوم رغبتك الملحة في التصرف بناء على ما اعتدت فاسأل نفسك سؤالا واحدا سيضمن لك قوه تمكنك من كسر عادة العجز وعدم الحيلة «هذا السؤال هو ما الذي يمكنني فعله أو قوله أو التفكير . فيه غير ذلك؟ وبمجرد أن تصل إلى بعض الاختبارات فكل ما عليك هو أن تحدد أي هذه الاختيارات سيقربك أكثر من غيره إلى ما تريد.

إذا أردت أن تغير النتيجة فعليك أن تغير السبب

العادات تعكس الحالات العقلية

يقول أحد الأساتذة الجامعيين المتفرغين والذي يدعى دونكد إم فريتاج والذي يعيش بالقرب من ماديسون ويسكونسون إن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الكثير منا يشعر بالخجل أو الجبن أو الضعف هو أن هذه التصرفات غالبا ما تكون عادات ذهنية. فغالبا ما تجد لدى شخص صورة خاطئة عن قدراته كما لا يمكنه أن يحقق ما يتوقعه من نفسه وهذا يجعلهم يشعرون بالفشل وعدم الحيلة. إلا أن هذا لا يقلل من عزيمتهم على معرفة ما يعتقدون أنهم يفتقدونه. وفي الحقيقة فكلما افتقدوا شيئا ما جدوا في البحث عنه وهكذا يستمرون في البحث عن شيء ما كان ولن يكون. وهذا الأسلوب من البحث والفشل ثم البحث والفشل هو في حد ذاته عادة وهي عادة العجز أو عدم الحيلة.
لماذا يكرر أي شخص بشكل دائم عاده الفشل والعجز
يقول أحد خبراء السلوك النمطي المعروفين ويدعى جولزيارين ليس هناك من يفعل هذا عن قصد فيمكن مثلا أن تجد زوجة تمكث مع زوجها الذي يسيء إليها نفسيا. إذن لماذا لا تتركه؟ الإجابة هي أنها تأمل أن يأتي وقت يفهم فيه الطرف الآخر أنها لا تستحق أن تعامل مثل هذه المعاملة المهينة. وبالطبع فإن هذا لا يحدث أبدا لأنها دون أن تشعر تكرر نفس النمط الذي يشجع على معاملتها هذه المعاملة السيئة، وهكذا فإن الأمر لا يزيد إلا سوا فملخص هذا الموقف هو أن المدخلات تساوي المخرجات. فإذا استمررت في فعل نفس الشيء وبنفس الطريقة فلا تتوقع إلا نفس النتائج، والطريق الوحيد لتغيير المخرجات هو تغيير المدخلات. فإذا لم تعتد الصراخ فاصرخ الآن والعكس بالعكس. وإذا كانت عادتك هي التعود على روح الجماعة مع الآخرين فابعد قدرا بسيطا عنهم.
وإذا كنت تتعرض لإساءة في المطبخ عند غسل الأطباق بعد العشاء فاترك الأطباق حتى قبل النوم مباشرة، والخلاصة أن تفعل شيئا مختلفا لتكبر هذه الدوائر المغلقة من السبب والنتيجة.
تغييرات بسيطة تأتي بنتائج عظيمة
لا شك أن ما يطرحه بارون أمر عظيم الأهمية وجدير بالعناية فهو يرى أن تغيير السلوك النمطي يتطلب منا أن نعرف أن النتائج لن تتغير حتى تتغير المدخلات.
يقول سام دو موظف بإحدى الشركات العامة في حقل إنتاج الأسماك بمدينة بوليتمور كان قطار 19 و 7 دائما ما يفوتني وكنت ألحق بقطار 37:3 على آخر لحظة مما يؤدي إلى تأخري عن العمل لعدة دقائق. وكان التأخير يبدأ من لحظة انطلاق صوت المنبه في الساعة 6:20 صباحا.
حيث كنت أجد الأطفال وقد استولوا على دورة المياه، وزوجتي مشغولة بإعطاء الرضيع إفطاره، أما الباقون فكل منهم يفعل ما يحلو له، وكان هناك دائما طابور امام محمصة الخبز، وذات صباح استدعاني المدير إلى مكتبه وقال لي إن التأخير البسيط قد يتحول لديك إلى عادة سيئة. ثم أعطاني المدير منبها و اقترح على أن أستيقظ عشر دقائق مبكرا عن الموعد المعتاد ولا شيء غير هذا، وبالفعل أفلحت هذه الطريقة. واستطعت أن أدخل الحمام قبل الأطفال ووجدت وقتا كافيا لتناول فنجان من القهوة على مهل. ولم أشعر بالرغبة في النوم كما أصبح بمقدوري أن ألحق بقطار الساعة 7:19
وأعتقد أنك الآن فهمت أن تغيير أي عادة سيئة يتطلب منك إحلال عادة جيدة مكانها وإليك أمثلة بهذا :

  • إذا اعتدت عدم الثقة في الآخرين فحاول أن لا تقوم بعد النقود عندما تذهب للتسوق المرة القادمة.
  • إذا اعتدت عدم الثقة بالنفس من الآن وعلى مدى أسبوع قم يوميا باتخاذ قرار بسيط دون أن تطلب النصيحة من الآخرين.
  • إذا كان من عادتك الشعور بالملل عند أداء الأعمال فإن في معاملة أي مقابلة غدا كما لو أنها المقابلة الأول مع الشخص الذي ستقابله – سواء كان ذلك مع أفراد الأسرة أو مع أفراد تتعامل معهم يوميا أو مع غرباء
  • إذا اعتدت عدم ترتيب الأشياء على أساس أولوياتها فقم بكتابة قائمة بالنشاطات التي ستقوم بها غدا رتب هذه الأشياء على أساس أهميتها.
  • إذا كنت سريع الغضب فدرب نفسك على أخذ نفسين عميقين قبل أن ترد على أي استفزاز.
  • إذا اعتدت عدم النظام فعندما تكتب رسالة في المرة القادمة فابدأ بكتابة ملخص للعناصر الرئيسية لهذه الرسالة ثم اكتب الرسالة على أساس هذا الملخص.

لا تقلق أن يكون تغييرك نوعا من التصنع انطلاقا من اعتقاد بأن هذه التغييرات ليست جزءا من شخصيتك الحقيقية، وما عليك إلا أن تكرر هذه التغييرات كثيرا وسوف تصبح جزءا من شخصيتك الجديدة التي يستمتع بها الأخرون ويستمتعون بمصاحبتها.

ابحث عن النمط الحقيقي وراء العادة

عندما يتعلق الأمر بالعادات ينبغي ألا نأخذ الأمور على علاتها فالنفسيون مثلا يخبروننا أنه عندما يكون لدى موظفيك عادة التأخير فقد لا يكون هذا التأخير مقصودا لذاته وإنما يكون بمثابة قناع يخفي استياء متعلقا بالضغط الذي يقع عليهم في العمل، وهكذا يكون التأخير شكلا بسيطا من أشكال الثورة التي تشتت الانتباه عن السبب الحقيقي وراء تزمر الموظفين.
ومع الوضع في الاعتبار أن الناس غالبا ما تضع قناعا من العادات على المشاعر يصبح من الجلي أن المنطق في هذه الحالة لا يكون ذا فائدة، وذلك لأن المنطق لا يصل أبدا إلى المشاعر الحقيقية الخافية التي قد تكون السبب الأساسي للعادة.
يقول ويلهيلم سمتبث أحد المقلعين عن التدخين والذي يعمل بمجلس المشروعات الصغيرة في فيرمونت «يعمل والدي مشرفا بإحدى مكتبات المراجع؛ ولذلك فهو يقبل على المعرفة إقبالا كبيرا مما أدى إلى اتساع معارفه ولكنه مثله مثل معظم سكان فيرمونت يتعامل مع العواطف بطريقة غير عاطفية. وأنا لا أشك في حب أبي لي ولكن حينما كنت أحاول الإقلاع عن التدخين» كان أبي يمثل عبئا علي. فعندما كان تناتبني رغبة شديدة في التدخين أجده يمطرني بعشرة أسباب لظهور هذه الرغبة، والمنطق وراء التخلص من عادة الإدمان.. وتحديد نقاط الضعف … وأرشدني إلى مقال بإحدى الصحف يتناول هذا الموضوع … وأنا لم أكن أريد من هذا الموقف أن يخبرني كيف أعيش وإنما أريد من يخبرني أنني كنت سأعيش.
مسكين هو سميتت، فعلى الرغم من أن والده لم يكن يريد له إلا الخير إلا أنه لم يدرك أن المنطق في هذه الحالة لن يزيد معاناة ابنه إلا سوءا، حيث إن المنطق سيزيد من وعيه ويجعله أكبر حساسية للآلام، وقد يكون شيئا بسيطا مثل التربيت على الكتف أكثر فائدة من التعامل مع هذا بقواعد المنطق والعقل.
وعندما تقرر في أي وقت أن تخبر نفسك أو غيرك بأن العادة أمر لا معنى له وأنه لا يمثل أي قيد، قاوم هذا بكل ما أوتيت وذلك ليس فقط لأن المنطق لن يكون مقنعا ولكن هذا أيضا سيؤدي إلى خفض معدل راحتك سريعا وبشكل كبير بما يضطرك للبحث عما يريحك.

 إن مجرد إحساسك بشعور قديم لا يعني أن عليك أن تتصرف على أساسه

العادات وإن ذبلت إلا أنها لا تموت أبدا

يقول لوس انجلينو رفيل أحد المتخرجين في معهد بيتي فورد في معهد بيتي فورد فإن أول ما ينبغي أن تعرفه هو أنه ليس بمقدورك أن تجعل العادات القديمة تختفي، والفكرة هنا أن تكون على وعي بهذه العادات حتى يكون بمقدورك التحكم فيها قبل أن تتحكم فيك مجرد رغبتك في شيء مضر لك لا يعني بالضرورة أن تقبل عليه. والشعور لا يتلاشى منك بالكلية، فأجلا أو عاجلا ستجد نفسك تعايش هذا الشعور مرة أخرى وتصبح أمام عادتك القديمة وجها الوجه هنا يكون الاختيار لك، فإذا مشيت وراء رغبتك في تكرار أخطاء الماضي فستصير أسوأ من ذي قبل، وإذا عارضت هذه الرغبة فأنت بهذا تعطي لنفسك فرصة ودفعة نحو حياة جديدة، فالأمر كله يتوقف على اختيارك للشخص الذي تريده لنفسك.
ولم يكن رؤول هو أول من أدرك أن المشي وراء جميع الرغبات هو عادة لا بد من التخلص منها فهذا البير كاميو الحائز على جائزة نوبل في الآداب يشار رؤول نفس الرأي. ولكنه يضع الفكر في صياغة مختلفة حيث يقول «إن أصعب شيء على بعض الناس هو عدم فعل ما لا يريدون فعله».
كيف تقرر ما إذا كان عليك أن تتصرف بناء على مشاعرك أو تتجاهلها
إليك هذا الاختيار الذي يمكن أن تطبقه على أي موقف لتقرر «أي المشاعر يمكن أن تتصرف بناء عليها وأيضا تتجاهلها، وكل ما عليك هو أن تسأل نفسا دوما الذي يمكن أن يحدث إذا تصرفت بناء على هذا الشعور؟ ».

  • إذا كان ما سيحدث سيؤثر عليك سلبا فاعترف بوجود هذا الشعور ولكن لا تتصرف على أساسه.
  • أما إذا كان ما سيحدث لن يؤثر عليك سلبا أو إيجابا فمن الأفضل أن تعترف بالشعور ولكن لا تتصرف على أساسه وهذا أمر يعود لتقديرك.
  • أما إذا كان الأمر سيعود عليك باليوبي فتصرف على أساسه سريعا وبشكل دائم.

لا يكن رد فعلك بشكل تلقائي ؟ وركز حاجات الشخص الآخر

سأستخدم عادة المقاطعة كمثال لكيفية التغلب على العادات السيئة بشكل عام «يقول السيد ناتاشا براون ويليامسون أحد مستشاري التسويق في ليكسينجتون كيتكي». لقد نسيت أنه هو الزبون. وبعد فترة أحسست أنه بمثابة شيء كئيب لا أستطيع الخلاص منه، وعلى مدى ثلاث ساعات كنت أحاول أن أضع أساسا نبني عليه حديثنا. ولكن قبل أن أصل إلى هذه النقطة يقاطعني الشخص الآخر قائلا «دعنا نضع إطارا مشتركا لتناول هذا الموضوع ».
وقد كان هذا يستثير حفيظتي لأنه بذلك يقترح نفس ما كنت أحاول أن أقوده إليه على مدار الساعات الثلاثة، ولم يمض شهران حتى سمعت بفصل هذا الموظف وأرسل لي بيان السيره، وإنني آمل أنه وجد من يعينه أن يقوم بتعليمه عدم مقاطعة الآخرين وأن ينتظر حتى ينتهي الشخص الآخر من الكلام.
وأعتقد أنك عايشت هذا كثيرا. فالطفل يجلس في المقعد الخلفي ثم تجده يقاطع حوار الجالسين في المقعد الأمامي سؤال مثل «هل وصلنا»؟ وهذا بلا شك عادة سيئة.
والمقاطعة هي حيلة العجزة ممن يحتاجون إلى إظهار أنهم يمسكون بزمام المحادثه بينما هم في الحقيقة يزعجون غيرهم.
وهذا يأخذني إلى النقطة العامة التي أود الإشارة إليها ! فالمشكلة الأساسية كما يرى علماء النفس هي أنك تهتم بحقوقك واهتماماتك بما يجعلك تهمل حقوق الآخرين واهتماماتهم، وهذا يعني أن إحدى أسرع الطرق وأكثرها عملية للتغلب على العادات السيئة، مثل المقاطعة هي أن تحول اهتمام من التركيز على مصالحك إلى الاهتمام بحقوق واهتمامات الآخرين.
كيف تحول اهتمامك من التركيز على نفسك إلى التركيز على الآخرين
دعنا نفترض أن شريك اليوم في تناول الغداء قد تحدث عن البحث عن وظيفة وعن استقالة والده.

  • قم الليلة بالتفكير لمدة دقيقة في كل ما سمعته.
  • تخيل كيف يمكن أن تسير الأمور.
  • عندما ترى هذا الشخص مرة أخرى تكلم عن اهتمامك بهذه الموضوعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *