يربط معظم الناس بين التأمُّل وبين الرُّهبان الذين يمارسون طقوسهم التعبُّدية في المعابد. قد يكون هذا الأمر صحيحًا في الماضي، ولكن الأمر اليوم مختلف؛ فقد صار التأمُّل رياضة شائعة بين الناس من مُختلف الفئات والميول، وبات الرجال والنساء يمارسونه على حدٍّ سواء؛ من أجل تعزيز استجابتهم لتحدِّيات الحياة. وأيضًا، يساعدك التأمُّل في تطوير عملك!
نواجه اليوم عالم أعمال مُتغيِّرًا باستمرار، وهو أمر يُصيب الكثيرين بالصدمة والاضطراب، ويؤثِّر في قدرتهم على بلوغ أهدافهم؛ بل قد يؤثِّر في أداء الشركة كله.
للتأمُّل دور كبير في الحفاظ على تركيزك وحضورك الذهني، ومن ثمَّ سوف تكون لديك نظرة تحليلية ثاقبة للظروف المحيطة بك، وسيُمْكنك اتخاذ قرارات صائبة تعُود بفائدة كُبرى على عملك. كذلك، يساعدك التأمُّل على الاستجابة للأحداث الخارجية بدرجة كبيرة من الوعي والوضوح،ومن ثم تتوصَّل إلى نتائج مُثمِرة في العمل. ثمَّة مقولة شهيرة لألبرت أينشتاين، تقول: “لا يمكنك حلُّ المشكلة بطريقة التفكير التي صَنَعَتْهَا”.
لا شَكَّ أن الحالة العقلية والمزاجية للإنسان تؤثر كثيرًا في عمله، وقد تؤثر سلبًا في النتائج التي يحققها؛ لكن الأسوأ أن الكثيرين لا يُدركون تلك الحقيقة؛ لذا لا يحاولون تغيير حالتهم النفسية والمزاجية، ومن ثمَّ لا يتمكَّنون من تغيير النتائج السلبية التي يحققونها على الدوام. ولذلك، تتولَّد لديهم مشاعر الإحباط وعدم السعادة.
إليك أسلوب فعَّال للتأمُّل يمكنك ممارسته لتحسين حالتك المزاجية، وتطوير عملك. لن يستغرق هذا الأسلوب سوى 20 دقيقة تقريبًا.
- اختر مكانًا هادئًا خاليًا من أيَّة مُسبِّبات للإزعاج. يمكنك الجلوس على مقعد، أو الاستلقاء على أريكة مستوية.
- أغلق عينيك، وتنفَّس ببُطْءٍ وبصورة طبيعية؛ بحيث يدخل الهواء عبر الأنف، ويخرج عبر الفم. كلما كُنْتَ أكثر استرخاءً، صار الأمر أكثر سهولة.
- استرخِ تمامًا، وردِّد عبارة “أنا مُسْتَرْخٍ” مع كل نَفَسٍ حتى تصل إلى مرحلة الاسترخاء التام.
- تحكَّم في مصادر الإلهاء، وتخلَّص من أيَّة أفكار قد تطرأ على ذهنك.ركِّز على طريقة تنفُّسك، وعبارة “أنا مُسْتَرْخٍ”. ولا تشعر بالقلق حيال عدم التركيز المؤقَّت الذي قد يعتريك؛ فإنه أمر طبيعي للمبتدئين في عالم التأمُّل.
- استمِرَّ في ممارسة ما سبق، وترديد عبارة “أنا مُسْتَرْخٍ” لمدة 10 دقائق، ويمكنك استخدام ساعة توقيتٍ دون مُنبه.
- الآن، فكِّر في أحد أمور العمل، واطرح على نفسك السؤال التالي: “كيف يمكنني تحسين هذا الأمر؟”
- فكِّر في السؤال بعُمْقٍ، وضَعْ سيناريوهات مُتعددة، وناقش وجهات نظر الآخرين.حاول تحليل الموقف في 10 دقائق أو أكثر حَسْبما يقتضي الأمر.
- عند انتهاء الجلسة، افتح عينيك ببُطْءٍ، وانتظر لمدة دقيقتين قبل أن تنهض، ثم اكتب الرُؤَى والأفكار التي طرأت عليك؛ كي تستفيد منها.