اليوم، عدد قليل جدا من الناس يمكن أن يأمل في البقاء مع نفس صاحب العمل لبقية حياتهم المهنية فيما يسمى “وظائف مدى الحياة”. بدلا من ذلك، نرى عالما عمليا قد يعمل فيه كل منا مع شركتين على الأقل وربما أكثر من ذلك بكثير على مدى حياتنا المهنية. بالإضافة إلى ذلك، يختار المزيد من المحترفين أن يعملوا مستقلين، ليساعدوا مجموعة كبيرة من العملاء.
لكي تؤثر في صاحب العمل أو العميل الجديد سريعا وبصورة حقيقية، فمن الضروري أن يتم اعتبارك كشخص بارز في مجال خبرتك أو مجال عملك. يشبه ذلك بالأحرى علامة تجارية لمنتج غذائي تبرز على رفوف أحد المتاجر بطريقة تجعلها العلامة التجارية المفضلة للمتسوقين.
إن العلامة التجارية المثالية لشخص يرغب في التفوق في عمله يجب أن تكون علامة تمكنه من أن يبرز، وأن يكون جديرا بالذكر ومع إمكانية أن يكون الشخص الذي:
- يلجأ إليه المدير عند الحاجة لإنجاز عمل مهم.
- يبرز كتابع بديهي ليحل محل مديره.
- يحبه ويحترمه جميع من في المؤسسة.
- يختاره العميل للعمل معه.
لكن ماذا تعني بكلمة “العلامة التجارية”؟ إنها مجموع كل سماتك وكيفية ظهورها أمام الآخرين – عندما يتحدث زملاؤك الأقدم عن إمكاناتك المهنية، فإن ما يقولونه عنك ورأيهم فيك يمكن أن يسمى بعلامتك التجارية.
إن العلامة التجارية المثالية هي علامة فريدة ويسهل تذكرها لبعض الأسباب الفردية والإيجابية للغاية، وهي التي تظهرك في أفضل صورة إيجابية.
على الرئيس التنفيذي لشركة التوقيع على جميع الترقيات الأعلى من مراتب محددة. واي رئيس لا يضع في اعتباره مرشحين للترقية إلا إذا كان قد سمع عنهم شيئا إيجابيا، خلافا لذلك سيتساءل لماذا قد يصبح وجديرين حقا بالترقية. ما يبحث عنه الرئيس التنفيذي هو دليل على علامة تجارية شخصية رائعة لهؤلاء الموظفين الذي يأملون في الترقي داخل شركته.
اصنع رسالة جديرة بالتذكر وفريدة
ما نقاط قوتك وسماتك الأخرى التي تريد أن يعرفها الآخرون عنك؟ بمعنى آخر، ما الشيء الذي ترغب في أن تتمركز حوله رسالة علامتك التجارية؟ يمكنها أن تغطي جميع جوانب مظهرك وأدائك في مكان العمل، وقد تتضمن :
- المهارة والمعرفة التي تريد أن يعلم الآخرون بامتلاكك لها – ربما تكون إدارتك الممتازة للوقت أو مهاراتك التقنية أو ربما ترغب أن يعتبروك خبيرا في مجال معين.
- الخبرة بعمل محدد – الذي قد يتضمن خبرتك في التفاوض أو قدرتك على حل مشاكل التصنيع المعقدة.
- جوانب من سلوكك وطريقة تفكيرك – على سبيل المثال أنك مثابر حقا أو متعاون أو ماهر في العمل الجماعي.
- كيفية ظهورك للأخرين – قد ترغب في أن تظهر صورة احترافية للغاية من خلال طريقة اختيارك للملابس أو قد ترغب أن تكون في غاية التميز من خلال ملابسك، على سبيل المثال بارتداء ربطة عنق.
على نحو مثالي، فإن رسالة علامتك التجارية تصقل لتناسب بيئة عملك ودورك الوظيفي، وتضع نصب عينيك المطلوب من أجل الحصول على ترقية أو ازدهار لحياتك المهنية بطريقة أخرى. على سبيل المثال، إذا بدأت شركتك في التركيز على أهمية إدارة التغيير والقيام بالأعمال بطرق جديدة ومثالية، فقد ترغب إذن أن تعكس رسالة علامتك التجارية نقاط قوتك في هذا المجال. هل كان هناك أي مثال حديث وملحوظ على نجاحك في مساعدة الزملاء على أن يدركوا الحاجة إلى التغيير وأن ينجحوا في تحقيقه؟
استهدف أن تكون مرئيًا
كيف ترغب في أن تتواصل وأن تجعل رسالة علامتك التجارية مرئية؟ يجب عليك ضمان أن تكون جميع نقاط قوتك الأساسية وصفاتك مرئية للأشخاص المهمين في حياتك العملية وأنهم يستطيعون التعرف عليها.
ابدأ بوضع قائمة بجميع الأشخاص الذين يحتاجون لمعرفتك وفهمك
قد تتضمن تلك القائمة الزملاء والموظفين والموردين والرؤساء والمنافسين والعملاء الذين يشكلون ما أصحاب المصلحة الخاصة بك.
خذ قائمتك واصنع خطة تسويقية
حدد من يحتاج لمعرفتك بصورة أفضل وما أسباب ذلك ثم استخدامها لتخطيط طريقة تسويق نفسك.
يجب ألا تقوم بتسويق نفسك بطريقة سطحية ومتفاخرة
نادرا ما يقدر الناس الأشخاص المتفاخرين جهزا بأنفسهم وهؤلاء “المتباهين بأنفسهم”. يكمن السر في التسويق الناجح لنقاط قوتك في أن تكون لبقا ودبلوماسيا وأن تعطي أيضا الآخرين الشعور بأنهم مرئيون. إذا كنت عضوا في فريق إدارة مشاريع ناجح، فعليك مشاركة نجاح فريقك عبر البريد الإلكتروني أو المحادثات أو بريد الشركة باستخدام “نحن” بدلا من “أنا” عندما تصف النجاح. عليك أن توازن الأمور عبر ضمان أن تكون مهاراتك وإسهاماته مرئية دون أن يؤدي ذلك لظهورك كشخص أناني.
جمع وشارك قصص النجاح
قد تبدو هذه نصيحة صغيرة، لكن لها تأثير مدهش على كيفية نظر الآخرين إليك ومعرفتهم بك إذا كنت تريد أن تصبح راوي القصص في شركتك. وأقصد براوي القصص أنك قد تصبح الشخص الذي يكون مستعدا لفعل ما يلي:
- كتابة ومشاركة قصص نجاح العمل والمشاريع التجارية.
- إلقاء المحاضرات والخطابات على مختلف الأطراف المعنية أو في نطاق فاعليات خارجية حول مواضيع تتعلق بنجاح مؤسستك.
سوف يعتبرونك محبا للغير حين تساعد الآخرين على اكتساب التقدير. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع، إن أمكن، أن تتحكم في جدول الأعمال أو المحتوى وتضمن أن يرى جمهورك الإسهامات الإيجابية لأي نجاح تكتب أو تتحدث عنه.
ملخص ما سبق
إن معاملة نفسك كمنتج يتطلب خطة تسويقية قد يبدو أمرا غريبا في البداية، لكنها طريقة غير اعتيادية ناجحة لضمان أن يراك الآخرون ويفهموك بأفضل صورة ممكنة. تجنبك هذه الطريقة أيضا تعليقات مثل:
- “لكني لم أعلم أبدا أنك تجيد القيام بذلك. لو كنت أعلم، كنت قد وضعت في اعتباري من أجل فرصة الترقية تلك”.
- “هل كنت جزءا من الفريق الذي قام بوضع هذه الخطة الرائعة؟ لو كنت أعلم، كان من الممكن أن تتمكن من المساعدة في عرضها على المدير”.
حدد رسالة علامتك التجارية التي تريد صنعها لنفسك – هذا المزيج المؤلف من المهارات والخبرات وقصص النجاح التي تحتاج إلى أن يعرفها الآخرون. يمكنك حينئذ أن تركز أجزاء مختلفة من علامتك التجارية على مختلف الأطراف المعنية.
نصيحة أخيرة: تجنب القيام بالخطأ الشائع بأن تعزم أن تظهر بعض مهاراتك للآخرين ثم ودون قصد تظهر لهم إحدى نقاط ضعفك. كان هنالك احد الموظفين الذي كان يرغب في أن يراه الآخرون كعضو جديد مجتهد ومنظم في فريقه. كما كان يتمنى أيضا أن يراه الآخرون بصورة أفضل عن طريق حضور فاعليات الشركة والتحدث من خلالها . لسوء الحظ، وصل متأخرا بصورة ملفتة للنظر إلى إحدى الفعاليات وفوت دوره المخصص للتحدث، بالتالي، اعتبره الآخرون شخصا “يتحدث دائما دون تنفيذ” – فقد حقق دون قصد علامة تجارية معاكسة للعلامة التي تمناها.
نمتلك جميعنا توليفة من نقاط القوة ونقاط الضعف ولا يجب عليك إخفاء جميع نقاط ضعفك، لكن على الأقل لا تجعلها واضحة للعيان.
امثال
“بالنسبة لي أن أكون جديرا بالذكر أكثر أهمية من الربح” . ريكي ليك
“اصنع أسلوبك المرئي الخاص … اجعله فريدا بالنسبة لك، لكن يستطيع الآخرون تمييزه”. أورسون ويليز
“لكي يصبح المرء غير قابل للاستبدال يجب أن يكون مختلفا دائما”. كوكو شانيل
“لقد ولدت كنسخة أصلية. لا تمت كنسخة مقلدة”. جون ماسون
“يجب أن توصل علامتك التجارية المميزة شيئا مختلفا، وإلا فلن تحقق أي نجاح”. وارین بافيت