كثيرا ما نفشل في تكوين انطباعات أولية جيدة عن أنفسنا، ولكننا ما زلنا على قيد الحياة؛ لذا لا أهمية لها، أليس كذلك؟!
هذا خطأ!
عادة ما يستمر تأثير الانطباعات الأولية ليشمل علاقة كاملة، أو يمنع حدوثها. فإذا تعلمت كيف تتقن هذه المهارة، فستحقق نتائج أفضل في كل الجوانب.
في حياتك العملية والشخصية، حتى العاطفية، تشكل الانطباعات الأولية الفارق بين الناجحين وبين مَن يتكلمون عن أنهم يوما ما سيصيرون ناجحين.
إليك 7 نصائح تجعلك تستفيد من تلك اللحظات الحرجة:
ابدأ بتحية موجزة
هذه النقطة هي الأولى؛ لأنها أول ما يحدث في التعامل، ولا داعي لذكر أنها أكثر شيء نهمله.
يوضح ويكيبيديا أن التحية ووضعية الجسد في أثنائها عاملان أساسيان للصورة الذهنية التي نتركها لدى هذا الشخص.
رأينا كثيرًا ذلك الصديق الذي يتحدث كثيرًا عن زواجه ومشاكله العائلية عندما يقابل شخصا لأول مرة حتى قبل أن يقول الآخر سررت بلقائك!
رغم أننا قد نتحدث كثيرا عن العفوية والتفكير العاطفي، فإن هذا النوع من التحية لا يأتي بثماره؛ خاصة في المواقف التي يحكَم عليك فيها بموضوعية.
لذا، يمكنك أن تبدأ بتحية مثل تشرفت بمعرفتك، ودع الطرف الآخر يتحدث كما يشاء. ولا بأس في أن تخطط لهذه التحية مقدما؛ فالمهم أن تتكلَم قليلًا؛ لأن ذلك يظهرك أكثر قوة واحتراما.
كن أنيقا
كلنا نفشل في هذا الأمر، أحيانًا بشكل مبالغ فيه، وغالبًا دون أن ندرك ذلك!
حضرت اجتماعات كثيرة والقهوة تلطخ قميصي كاملا، ولكن التأنق على الأقل نصف المعادلة هنا.
لدى الرجال، يكفي أن تضع بعض الجِل، وتمشط شعرك، وترتدي قميصًا جميلًا برابطة عنق أنيقة.
أما النساء، فلا أعرف؛ ولكنني أحترم الوقت الذي تقضينه لإعداد أنفسكن.
إذا لم تظهر أنيقا وتتحدث بلباقة، فلن يكون لك تأثير مثل الذي يكون إذا ما ظهرتَ بمظهر أنيق جدا وتحدثت بطريقة عادية. لذا، اهتم بالأشياء التي يتذكرها الناس. يرى الناس الأشياء الواضحة ليجمعوا عنك المعلومات، وأهمها مظهرك وسلوكك.
استمع وجامل الآخرين
بعد تحيتك الموجزة، يجب أن تصغي لما يقوله الطرف الآخر؛ لأنك إن بالغت في تحضير الانطباع الأولي عنك، فسيكون ذلك مخادعا، وغالبًا ما تقول شيئا ارتجاليا، أو لن تقول شيئا على الإطلاق.
لذا، يجب أن تستمع، وأن تجامل الآخر؛ فسيجعله هذا يحترمك في الحال.
مثالٌ على ذلك:
- كان الطقس جميلًا طوال الطريق
- ليس جميلًا كبيتك، سيد/ ــــــــــ
مثالٌ فُكاهيّ:
- أنا واثق أنك أنفقت ثروة على هذه الكعكة
- وأنا واثق أنك أنفقت ثروة على هذا الشعر
قدرتك على مجاملة الآخرين على تعليقاتهم تمنحك ثقة إضافية، وسيَرى الأشخاص الواعون بالتأكيد ذلك الأمر جذابا.
تخلص من القلق
هذه النقطة مخادعة! إن وجدتَ عقلك ينحرف قليلا نحو التوتر، فستفشل في استكمال الحديث في منتصفه؛ وكلنا نفعل ذلك!
قبل أن تذهب للاجتماع المهم أو الحفل الكبير، حاول أن تصفي ذهنك من أي شيء يقلقك.
لا تتناول الكثير من القهوة، بل تنفس جيدا، ولا بأس في أن تضحك من نفسك أيضا؛ فتنقية ذهنك تساعدك بحق على التفاعل بسلاسة ولطف مع الآخرين.
تواصل بعينيك مع الآخرين بالقدر المناسب
القدر المناسب من التواصل البصري يوضح لمن يتحدث أنك تهتم بما يقول. ولا بأس من المبالغة في ذلك؛ فلكل أسلوبه. ولكنك إن فشلت في التواصل، فقد تبدو غير مبال، وقد تبدو خائفا!
يجب أن تتدرب على التواصل البصري في مواقف الانطباعات الأولية. حتى إن كان الأمر، يضايقك، فحاول أن تحدق فيهم.
أشعر بالراحة في الحديث
إذا فعلتَ كل ما سبق، فعليك أن تشعر بالراحة في أثناء الحديث عندما يأتي دورك. وهذا يعني أن تتكلم بثقة عما تعمل، ولماذا تعمله، وغير ذلك من المعلومات المهمة لتعرف بها نفسك.
إذا فشلت في هذا، بأن تتلعثم مثلا أو تبدو متوترا، فاعلم أن كل جهودك ذهبت هباء منثورا! ولكنك إن أظهرت هدوءا وتحدثت بالقليل من الثقة، فستتمم المهمة بنجاح. لذا، جهز القليل من الكلمات عن نفسك، واجعلها مرنة تتغير حسب الموقف.
انته بوداع موجَز
كما كانت مقدمتك موجزة، ينبغي أن يكون وداعك موجزا واحترافيا كذلك؛ إذ يظهِر هذا أنك معتاد على مقابلة أناس جدد، وأنك لا تواجه مشاكل في الخروج من حديث ما. وفوق ذلك كله، يظهِر أنك قادر على جعل الطرف الآخر يتمنى أن يصحبك لمدة أطول.
الانطباعات الأولية، في أفضل الحالات، يجب أن تكون طبيعية، ولا بأس إن أفسدت الأمر مرة أو اثنتين في طريقك للشكل المثالي.
إذا اتبعت تلك النصائح السبع، أو على الأقل بعضها، فسترى نتائج جيدة.
ما رأيك؟ هل الانطباعات الأولية مهمة فعلا كما وضحت في المقال؟ هل ما زالت لدينا فرص أخرى؟
ننتظر آراءكم في التعليقات.