عدم الفهم السليم للفشل من ضمن المكونات الرئيسية لثقافة الابتكار الكيفية التي تنظر بها المؤسسة إلى ارتكاب الأخطاء. فتقليديا لم يكن لدى المؤسسات الحكومية الخدمية حافز كاف لقضاء الوقت في إجراء “التجارب” التي قد تتعرض للفشل وإنفاق المال عليها لاعتقادها أن هذا الفشل يؤثر في حياة الناس. نستعرض هنا بعض حالات سوء الفهم الشائعة التي تتعلق بأن القطاع الحكومي يخلو من الأخطاء والتي تهيمن على تصورات الناس والثقافات الداخلية للمؤسسات.
التصور الأول: الحد من المخاطر هو هدف القطاع الحكومي
هذا التصور خاطئ فرغم أن الناس غالبا ما يعتقدون أن المؤسسات الحكومية حساسة للمخاطر، فإن الاتساق الشديد والحد من الأخطاء يمثلان أهمية أيضا بالنسبة إلى العديد من شركات القطاع الخاص. ولننظر إلى المؤسسات الإبتكارية المتميزة في مجالات كالتكنولوجيا الحيوية والهندسة والطيران. فعلى مستوى العديد من الصناعات لا يوجد تعارض بين الابتكار وبين انخفاض نسبة الأخطاء.
التصور الثاني: كل الأخطاء سواء
يستطيع المرء التمييز بين الأخطاء الذكية والأخطاء الساذجة. فالأخطاء الساذجة تحدث حين يفشل شخص ما في أداء عملية غنية عن التعريف كان من المفترض أن يؤديها دون ارتكاب أخطاء. أما الأخطاء الذكية فتحدث حين يحاول شخص ما أن يجرب شيئا جديدا عن عمد ولا يحالفه النجاح فالفشل هنا هو جزء من عملية التعلم وهو الاساس خطوة واحدة على طريق النجاح ولكن لأن المؤسسات الحكومية تطبق لوائح عمليات وحوافز صممت للتخلص من الأخطاء الساذجة فإن هذا الوضع يخلق عن غير قصد ثقافة وممارسة مؤسسية تسعى إلى تجنب الأخطاء الذكية لذلك فإن تأسيس مناطق وبيئات آمنه تدعم التجريب والتعلم من خلال معامل ابتكار خصصت لهذا الغرض على سبيل المثال من ضمن سبل التعامل مع هذه المشكلة والسماح للمزيد من الأخطاء الذكية التي نحتاجه بالحدوث.
التصور الثالث: المخاطر ليست مشكلة استراتيجية
لا مفر من مواجهة أي نظام اجتماعي تقريبا للفشل والمسألة لا تتعلق حقا بالفشل أو عدمه بل تتلخص في مدى استعدادنا للاستثمار في تجنب الفشل. يرتبط الأمر بمناطق العمليات المؤسسية التي يسمح في إطارها بالمخاطرة والتجريب كما يرتبط بالبحث عن طرق وأساليب ملائمة للتخلص من الفشل قدر الإمكان أم بالنسبة المقبولة من الفشل. فهي سؤال استراتيجي يتعلق بالقدرات الابتكارية لا بد أن يتمكن مديرو المؤسسات الحكومية من الإجابة عنه ففي بعض الأحيان قد يكون تقبل المزيد من الفشل أمرا منطقيا.
التنوع كمحفز على الابتكار كلما تنوعت وجهات النظر عند التعامل مع المشكلة تنوعت الحلول الممكنة. فالتنوع يحفز الإبداع.
اقرا ايضا : كيف تتعلم من أخطائك