كيف تتعامل مع خيبة الأمل

كونك بشرا فإن الناس لا محالة ستخيب أملك أو تتخلى عنك أحيانا، سواء كان الأمر يتعلق بصديق يلغي موعدا له معك في آخر لحظة، أو جار لك يتصرف بفضاضة، أو شخص من العائلة يتغيب عن حدث عائلي مهم، أو زميل في العمل يحملك مسؤولية خطأ ما …الخ، خيبة الأمل هي جزء من الحياة، لا يمكنك منع الناس من تخيب أملك ولكن في المقابل ليس عليك أن تجعل ذلك يمنعك من عيش حياة سعيدة وتكون ناجحا. هذه التقنيات تساعدك على التعافي من الألم و الغضب الذي تسببه خيبة الأمل وتواصل حياتك بثقة:

الاعتراف بمشاعرك

الصد، الخيانة أو التخلي عنك تجعلك تحس بالتعاسة، الجزع أو الغضب، من المهم الإقرار و الاعتراف بهذه المشاعر بدل محاولة إنكارها وإخفائها. الإحساس بخيبة الأمل يأتي نتيجة قوة العلاقات الاجتماعية في العقل البشري والتي تكونت منذ آلاف السنين حيث كان الناس يعيشون في قبائل، وكانت الروابط الاجتماعية القوية بين أفراد القبيلة الواحدة هي التي تزيد فرص الشخص في النجاة، وعليه فمن الطبيعي أن تحس بخيبة الأمل حين تتعرض للصد او الخيانة أو أن يتخلى عنك شخص مقرب منك، التعبير عن المشاعر وتحديد الاعضاء من الجسم التي تؤثر عليها  يساعد على التعامل معها، كما ينبغي أن تتأكد أن مشاعرك متوافقة مع التجربة و أنها نتيجة تجارب سابقة، حاول التركيز على التجربة التي تعيشها فقط إلّا إذا كان هناك علاقة وتطابق بين تجارب سابقة.

الإقرار بالاحتياجات والنقائص

المرحلة التالية هي تحديد سبب احساسك بخيبة الأمل، ما هي حاجاتك التي لم تلبى عندما لم يتجاوب ذلك الشخص معك، هل أنت بحاجة إلى التفهم، العطف، الدعم، المرافقة، الالتزام أم الاعتبار؟ دع نفسك تحس حاجتك والتي ربما تكون لها علاقة بطفولتك. هل احتياجاتك هذه بسبب هذه التجربة أم أن التجارب السابقة جعلتك أكثر حساسية لهذه الاحتياجات، حاول فصل الماضي عن الحاضر، واسأل نفسك هل تقبل بعدم تلبية هذه الاحتياجات أم أنك ستفعل شيء حيالها؟

اعتني بنفسك

ابحث عن طرق أخرى لتلبية احتياجاتك من دون الحاجة إلى الشخص الذي خيب أملك، مثلا إن تواعدت مع شخص للذهاب لمشاهدة فيلم في السينما وقد تراجع عن الموعد في آخر لحظة، ربما يمكنك الذهاب بمفردك، أو أن تطلب من صديق آخر مرافقتك، إن كانت حاجتك الترفيه عن النفس فابحث عن طرق لترفه بها عن نفسك كالاستحمام أو المشي في الطبيعة، وإن كنت تحتاج إلى خدمات فبإمكانك استئجار شخص آخر، المهم أن تقوم بشيء ولا تستسلم للشعور بخيبة الأمل، فكر فيما يمكن أن يفعله شخص عاقل في حالة مماثلة، يمكنك كتابة مشاعرك ومواساة نفسك بدك زيادة الطين بلة بلمك لنفسك على أشياء فعلها الآخرون.

قرر ما إذا كنت تحتاج أن تتحدث عما جرى

فكر فيما إذا كان التحدث عن شعورك بخيبة الأمل أو الخيانة أمر صائب، هل سيتمكن من سبب لك ذلك أن يقرأ الرسالة أم أنه سيتصرف بعدوانية ويقلب الأمر عليك. علما أنه من المهم أن تختار المعارك التي ستخوضها، فكر هل يستحق الأمر العناء أم لا. ماذا تريد من الحديث حول الموضوع؟ (مثلا اعتذار أو تعويض أو وعد بعدم تكرار ما حدث …الخ). إن قررت أن تتحدث فليكن بطريقة عقلانية ومن دون انفعال لأن ذلك يجعل الأمور تسوء أكثر، يمكنك التمرن على ما ستقول مسبقا إن احتجت لذلك.

أعد النظر توقعاتك

تأكد ان توقعاتك كانت معقولة في هذه الحالة وأن الشخص الذي خيب أملك كان باستطاعته الالتزام بما كنت تتوقعه منه، مثلا قد تكون أختك مشغولة جدا مؤخرا بمولودها الجديد وعملها لذلك لا تتصل بك كثيرا، حاول أن لا تأخذ الأشياء بصفة شخصية، ربما عليك إعادة النظر في توقعاتك وبالتالي تصرفاتك، كما يجب عليك أن تتأكد أنك تخبر الآخرين بتوقعاتك تجاههم بطريقة واضحة ومفهومة، وإن كان الشخص الذي ظننت أنه خيب أملك مقرب لك حاول تسبيق حسن النية إلا إذا كانت لديك أدلة تشير إلى غير ذلك.

ضع حدود في التعامل إن لزم الأمر

إن كانت عادة هذا الشخص هي تخييب أملك في كل مرة، فكر في وضع حدود في التعامل معه لتحمي نفسك، إن أخبرته بوضوح عن عادته السيئة ولكنه يصر على تخييب أملك، فعليك عندئذ التفكير بجدية في قطع علاقتك معه او على الأقل تجنب التعامل معه لأقصى حد. عليك إخبار هذا الشخص أنك لن تقبل وعودا كاذبة أو كذبا أو معاملة سيئة مجددا، عليه أن يعلم نتائج حماقاته معك، وضع الحدود يساعدك على استعادة تقديرك واحترامك لنفسك.

الخلاصة

عندما يخيب أملك الآخرون عليك ان تتعلم أن تكون المشجع والصديق الحميم لنفسك، تقبل وتفحص مشاعرك، كن لطيفا مع نفسك وفكر في طريقة لتلبية حاجياتك بنفسك، تحدث عن ما جرى وضع حدودا في التعامل إن لزم الأمر، والأهم حاول التعلم من التجربة ولا تدع مشاكل الآخرين تضعفك، تستطيع أن تختار كيف تتصرف رغم انك لم تختر التجربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *