المحن والصعاب

كيف اصبر على مصاعب الحياة؟ سواء شأنا أم أبينا المحن والمصاعب هي جزء من الحياة اليومية، وتخطيها هو من أكبر التحديات التي تواجهنا من أجل عيش حياة أفضل وتخطي الآثار التي تترتب عنها. عدم تقبل المحن والمصاعب هو عدم تقبل الحياة نفسها، المشاكل سوء كانت صغيرة أم كبيرة تعترض طريقنا ما دمنا على قيد الحياة. بغض النظر عن كم نحن أقوياء أو أذكياء أو سعداء في حياتنا ففي فترة ما من حياتنا سنواجه تحديات وتواجهنا عراقيل وسنكافح وستمر علينا أوقات نحس فيها بالإحباط، فهل يعني هذا تبني نظرة سلبية وقاتمة نحو المستقبل؟ مطلقا لا.

في الحقيقة علينا شكر هذه المصاعب والمحن التي تواجهنا في حياتنا. لأن تعلم التعامل معها وتخطيها هو الذي يصنع الشخصية القوية وينمي المرونة التي نحتاجها في الحياة. كل تحدي أو محنة نوجهها بنجاح تقوي من عزيمتنا وتنمي ثقتنا في أنفسنا و تنمي قدرتنا على تخطي الصعاب التي تواجهنا في المستقبل.

عندما تتعامل بإيجابية وبطريقة بناءة مع أكبر التحديات التي تواجهك فإن ذلك يوقظ القوة والشجاعة والاصرار في داخلك. باعتبارنا بشر فنحن نقع بسهولة في فخ الاشفاق على النفس واتهام الحياة بعدم العدل أو السؤال “لماذا أنا؟”، وعند ذلك فسنفشل في إدراك واغتنام فرص التطور والنمو والحكمة التي تصاحب المحن والشدائد، ولكن بمجرد أن نسمح لأنفسنا أن نفكر بوضوح، فسنصبح قادرين على التخلي عن الأفكار السلبية والهدامة والتفرغ إلى التعامل مع ما يوجهنا. وإليك الآن نصائح تساعدك على تخطي المحن والمصاعب:

كن واعيا وتقبل فكرة أن المصاعب والمحن لا مفر منها

تقبل-المصاعب

كما ذكرنا سابقا المحن والمصاعب جزء لا يتجزأ من الحياة، التهرب منها أو مقاومتها يجعلها تزداد قوة، أينما نظرت في هذا العالم فستجد الناس تكافح في مصاعب أو مصائب شتى: هناك حروب ومجاعات وأوبئة وكوارث طبيعية …الخ وحتى في محيط عائلتنا و أصدقائنا فهنالك الموت أو الفقر أو فقدان وظيفة …الخ مع أن الألم شيء لا مفر منه فإن المعاناة شيء نختاره، فماذا تختار؟

اعمل على تنمية قدراتك الداخلية

قبل أن تتعرض إلى محنة أو مصاعب في حياتك اعمل على تنمية قوتك العاطفية، شجاعتك وانضباطك. عندما تقتنع أن بعض المصاعب لا مفر منها، يمكنك الاستعداد نفسيا لمواجهتها بصدر رحب، فذلك مثل محارب يذهب إلى المعركة، فإنه يستعد نفسيا وبدنيا لأي احتمال. إنه يعلم أن النتائج قد تكون مؤلمة وبشعة ولكنه مستعد لذلك. في أغلب الأحيان عندما نستعد لمواجهة الأسوأ فإن الأسوأ لا يحدث أو لا يكون بالسوء الذي توقعناه. والشيء الأهم في قدراتك الداخلية هو الايمان: الايمان أن الله معك وسوف يساعدك، الايمان أن كل شيء سينقضي وهذه المحنة كغيرها ستنقضي، الايمان أن هناك دائما ضوء في نهاية النفق، الايمان أن كل شيء في الحياة له مكان وسبب، وسبب هذه المحنة قد يكون لتقويتك أو توجيهك إلى وجهة أخرى.

اعمل على صنع محيط يدعمك

العائلة-و-الاصدقاء

المحيط الذي تنتمي إليه يساعدك كثيرا في تخطي الأزمات وخاصة العائلة والأصدقاء المقربون، قد تتفاجأ أن شخص منهم قد مر بتجربة مماثلة في حياته وسيعينك ويوجهك في محنتك، بالإضافة إلى مجرد كون شخص بقربك في محنتك يكون له أثر إيجابي ومشجع.

الشيء الذي لا يقتلك يجعلك أقوى

جميعنا سمع بهذه المقولة الشهيرة والجميع يؤمن أنها صحيحة ولكن عند التفكير العميق فيها يتضح لنا بعض الثغرات فيها، كيف؟ هذه المقولة لا تنطبق على شخص لا يمتلك القدر الكافي من المرونة والتجربة في مواجهة الصعاب، فالصعاب قد تحطمه رغم انقضائها، تشير دراسات علم النفس أن الأطفال الذين تعرضوا إلى صدمة قوية هم أكثر عرضة من الأطفال العاديين إلى تكرار الصدمة، وذلك لأنهم يفتقرون إلى المرونة اللازمة للتعامل معها. المرونة كغيرها من الصفات الأخرى تحتاج إلى وقت وتدرج من أجل اكتسابها وذلك بالتعرض المتكرر للصعاب والعراقيل، إن كان ينقصك التمرين في مواجهة العراقيل (مثلا تختار تجنبها) فإن مصيبة واحدة كفيلة بتحطيمك. ولكن عند امتلاك المرونة والخبرة في مواجهة الصعاب فالمقولة تكون صحيحة تماما.

تعلم واستلهم من أناس تخطو بنجاح المحن والصعاب في حياتهم

هنالك العديد من النماذج الملهمة والرائعة لأناس تخطو صعاب تبدوا لغيرهم مستحيلة التخطي، وعاشوا حياة سعيدة ومثمرة بدل أن يستسلموا لتلك الصعاب. اقرأ بعض هذه النماذج وتعلم منهم واجعلهم قدوتك، وتذكر إن كان هناك شخص بمقدوره فعل ذلك فأنت أيضا يمكنك ذلك وإن لم يفعله شخص قبل ذلك فلك الشرف أن تكون اول من يفعله، واجعل شعارك “واصل طريقك ولا تتوقف أبدا مهما جرى”.  

الاشياء التي تأخذ بعين الاعتبار عن المحن: ·   

الأوقات الصعبة تساعدنا على الاستمتاع وشكر الله عندما تكون الأمور على ما يرام.· 

ابحث عن فرصة التعلم في كل محنة تواجهك.· 

قرر كيف ستأثر عليك هذه المحنة: إما أن تقويك وتطورك أو تحطمك،

الاختيار لك وحدك اعتمادا على كيفية تلقيك لها وطريقة التعامل معها.· 

كن مستعدا للأسوأ، ففي حال حدوثه فلن يكون بذلك السوء لأنك قد جهزت نفسك جيدا.· 

اعمل على تنمية ايمانك وشجاعتك ومرونتك، كلما زادت قوة هذه الخصال عندك كلما كان سهلا عليك التعامل وتخطي الصعاب والعراقيل التي تواجهك. · 

تذكر أن المحن جزء من الحياة، تقبلها يساعد على تخطيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *