يعد فقدان الوزن أحد أكثر الأهداف الصحية شيوعًا لدى الناس. هناك أسباب عديدة تدفعهم إلى ذلك.
يمكن أن يساعدك التخلص من بعض الكيلوغرامات في الظهور بمظهر جيد والشعور بحالة جيدة، كما أنه يعزز اللياقة البدنية ويحسن الصحة العامة. في بعض الحالات، يعزز الطاقة ويمنع آلام العضلات والمفاصل الناتجة عن التقدم في السن أو نمط الحياة غير الصحي.
في هذا الصدد لإيجاد أفضل علاج لفقدان الوزن وأكثره فعالية، ظهر حل واعد وهو: البروبيوتيك.
ستوضح هذه المقالة ما توصل إليه العلم حول ما إذا كان البروبيوتيك يساعد على إنقاص الوزن أم لا.

ما هو البروبيوتيك؟

قبل التحدث عن تأثيره على الوزن، يجب أن تفهم أولاً ما يشير إليه مصطلح “البروبيوتيك”.
البروبيوتيك هي كائنات حية دقيقة تعزز اللياقة والصحة العامة. في حين أن كلمة “بكتيريا” عادةً ما تجعل الناس يفكرون في الجراثيم المسببة للأمراض، فهذا ليس هو الحال دائمًا.
كما تعرفون، جسم الإنسان مليء بجميع أنواع البكتيريا، الضارة والنافعة. يعتبر البروبيوتيك من بين البكتيريا النافعة أو الجيدة التي تعزز صحة المعدة.
فوائد دواء البروبيوتيك عديدة، وكثير منها تم دراستها على مر السنين، وآثارها على الجهاز الهضمي هي على الأرجح أكثر ما يتم الحديث عنه.
يساعد البروبيوتيك على ضمان توازن مجموعة الكائنات المعدية المعوية البشرية، والمعروفة باسم “فلورا الأمعاء” حيث تُزيد البكتيريا الجيدة لتتوازن مع البكتيريا الضارة. بهذه الطريقة، لا تنتشر الجراثيم الضارة التي تسبب الإسهال وأمراض أخرى في القناة الهضمية.

الأنواع الرئيسية من البروبيوتيك


البروبيوتيك هو مصطلح شامل يشير إلى جميع البكتيريا الجيدة التي تضمن التوازن في فلورا المعدة. لكن يوجد أنواع كثيرة مختلفة – لكل منها فوائدها الخاصة.
إذا كنت تريد معرفة الفوائد الصحية التي تتضمنها، يمكنك البدء من خلال النظر إلى المجموعتين الرئيسيتين من البكتيريا الجيدة:

1- اللاكتوباسيلوس

تعتبر أكثر البروبيوتك شيوعًا، عادة توجد في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي. كما أنها السلالة البكتيرية التي تساعد الأشخاص الذين يعانون صعوبة في هضم اللاكتوز – السكر الموجود في الحليب.

إلى جانب تكسير ألياف الطعام، تحارب هذه الفئة من البكتيريا أيضًا الكائنات الحية الدقيقة الضارة التي تسبب الإسهال المعدي والإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية (AAD).

2- بيفيدوباكتيريوم

البيفيدوباكتيريوم نوع آخر شائع من البروبيوتك.
يوجد هذا النوع من البكتيريا النافعة عادةً في منتجات الألبان، ولكنها تتواجد أيضًا بشكل طبيعي في المعدة والأمعاء. ولهذا، يساعد هذا النوع من البروبيوتيك الجسم في بعض العمليات الأساسية، بما في ذلك الهضم.
تساعد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم أيضًا على تحجيم البكتيريا السيئة، مما يضمن عدم انتشارها داخل الأمعاء.

البروبيوتيك وفقدان الوزن: درس من التاريخ

في الماضي، اكتشف العلماء أن البكتيريا النافعة الموجودة في بكتيريا أمعاء الأفراد زائدي الوزن تختلف عن تلك لدى أصحاب الوزن الطبيعي. لدراسة هذا، حاول العلماء زرع هذه الكائنات الحية الدقيقة الصديقة في الفئران واكتشفوا شيئين:

  • لم يكن هناك تغيير في وزن الفئران التي تلقت بكتيريا الأمعاء من شخص ذي وزن طبيعي؛
  • بينما الفئران التي حصلت على بكتيريا الأمعاء من شخص زائد الوزن اكتسبت بعض الوزن.

بسبب هذه النتائج الأولية، اعتقد الباحثون أن بكتيريا الأمعاء قد تلعب دورًا في التحكم في وزن جسم الإنسان.

هل يساعد البروبيوتيك على فقدان الوزن؟

وفقا لعدة دراسات، فإنه يحقق ذلك.
هل تذكر النوعين الرئيسيين من البكتيريا النافعة؟ يبشر أحدهم في الواقع بالكثير عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن: اللاكتوباسيلوس Lactobacillus.
كشفت الأبحاث التي أجريت على سلالات معينة من عائلة اللاكتوباسيلس أنها يمكن أن تساعد على إنقاص الوزن ودهون البطن. اكتشف هذه الأبحاث أن تناول الزبادي الذي يحتوي على اللاكتوباسيلوس اميلوفوروس Lactobacillus amylovorus أو اللاكتوباسيلوس فيرمينتوم Lactobacillus fermentum ساعد على تقليل الدهون في الجسم بنحو 3 إلى 4 % في غضون ستة أسابيع.
في دراسة أخرى أجريت على 125 شخصًا يعانون من زيادة الوزن والذين كانوا يتبعون حمية غذائية لفقدان الوزن، وُجد أن مكملات اللاكتوباسيلوس رامنوسوس Lactobacillus rhamnosus تساعد ليس فقط في إنقاص الوزن ولكن أيضًا في ثباته.
أبلغت النساء اللواتي تناولن هذا النوع من مكملات البروبيوتيك عن فقدان الوزن بنسبة 50% أكثر من مجموعة الدواء الوهمي، اللاتي تناولن حبوبًا وهمية فقط أثناء البحث. كذلك، استمرت مجموعة البروبيوتك في إظهار علامات خسارة الوزن خلال مرحلة الحفاظ على الوزن من الدراسة.
ومع ذلك، يبدو أن أكثر السلالات الواعدة في تقليل وزن الجسم ودهون البطن هي اللاكتوباسيلوس جاسيري Lactobacillus gasseri.
إلى جانب العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي تؤكد هذه النظرية، كشفت الأبحاث التي أجريت على البالغين اليابانيين عن نتائج مثيرة. وفقًا لاحدى الدراسات التي تابعت 210 شخصًا، فإن تناول اللاكتوباسيلس جاسيري لمدة 12 أسبوعًا يساعد على تقليل وزن الجسم وتقليل حجم الخصر ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الأرداف والدهون حول الأعضاء.
بالإضافة إلى ذلك ، تظهر التقارير أن دهون البطن كانت أقل بنسبة 8.5% أثناء تناول مكمل البروبيوتيك. أصبحت النتائج أقوى لصالح اللاكتوباسيلس جاسيري بعد أن استعاد المشاركون كل دهون البطن بعد التوقف عن تناول البروبيوتيك.
هناك أيضًا بحث يناقش كيف يمكن أن يؤدي عدم التوازن في فلورا الأمعاء إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وإنتاج الأنسولين، وكلاهما يمكن أن يؤثر على التحكم في الوزن.

البروبيوتيك ومكافحة زيادة الوزن

إلى جانب فقدان الوزن، فإن الوقاية هي أيضًا مرحلة أساسية في مكافحة السمنة. ومن المثير للاهتمام أن للبروبيوتيك أيضًا بعض التأثيرات على منع زيادة الوزن في المقام الأول.
والدليل على ذلك هو دراسة استمرت أربعة أسابيع لتركيبة بروبيوتيك تسمى “VSL # 3” ، وهي مكمل بروبيوتيك متعدد السلالات ومجفف بالتجميد. أثناء البحث، لم يكتسب الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 1000 سعر حراري في اليوم نفس القدر من الوزن والدهون كما لو لم يتناولوا VSL # 3.
ونتيجة لذلك، اكتسبت المجموعة التي تناولت البروبيوتيك دهونًا أقل بكثير مقارنةً بمجموعة العلاج الوهمي. هذا يعني أن هذه البكتيريا الصديقة للمعدة لها تأثير فعلي على منع زيادة الوزن عند تناولها ضمن نظام غذائي عالي السعرات الحرارية.
ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من دور البروبيوتيك في التحكم في الوزن.

لماذا عليك تناول البروبيوتيك

البروبيوتيك الذي يعزز فقدان الوزن قد يكون الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين اليوم. لسلالات معينة من البروبيوتيك تأثيرات إيجابية – وإن كان متواضعة – على فقدان الوزن.
ولكن في نهاية الأمر، تظل الحقيقة أن هناك الكثير من الأسباب الوجيهة لتناول البروبيوتيك بخلاف فقدان الوزن.

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *