يقول الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين: “على مدى سنوات عمري العديدة، عايشت مشكلات كبيرة، ولكن معظمها لم يحدث!”
القلق شعور قوي يتولد من الخوف من المستقبل، ومن الإحساس بأن القادم أسوأ. ففي كثير من الأحيان، يشعر الإنسان بالقلق بشأن الأحداث المستقبلية، ويبدأ في وضع سيناريوهات متشائمة على غرار: ماذا لو تعرضت لحادث، أو فقدت وظيفتي، أو أُصِبت بمرض خطير؟!
القلق سلوك وطريقة في التفكير، ويُعَدُّ صفة متوارثة. على سبيل المثال، إذا كان والداك يقلقان بشأن أصغر الأشياء، فسوف يتأصل القلق بداخلك، وسوف تنقله إلى أبنائك في المستقبل.
القلق سلوك وطريقة اعتيادية في التفكير، ويمكنك التغلب عليه بتنمية عادات إيجابية تكون بديلًا للقلق.
ما الأشياء التي نقلق بشأنها؟
تُبيِّن الدراسات الإحصائية ما يلي:
40% من الأمور التي نقلق بشأنها لا تحدث على الإطلاق، ومن ثم نضيع وقتنا في القلق.
30% من الأمور التي نقلق بشأنها حدثت بالفعل؛ لذا يجب عليك نسيان الماضي والتعايش بإيجابية مع نفسك ومع الآخرين؛ فأنت لا تستطيع تغيير الماضي. لذا، اقبله وانظر إلى المستقبل دون قلق حيال ما مضى.
12% من الأمور التي نقلق بشأنها هي أمور غير ضرورية، ولا تؤثر في حياتنا مثل: ما رأي الآخرين فيما نفعله؟
10% من قلقنا يتعلق بأمور تافهة، مثل القلق بشأن الطعام أو طريقة اللبس.
8% من الأمور التي نقلق بشأنها تحدث بالفعل.
4% من الأمور التي تثير قلقنا هي أمور خارج نطاق سيطرتنا، ولا نستطيع التحكم في نتائجها. ومنها مخاوفنا حيال حالتنا الصحية، أو وفاة شخص مُقرَّب إلينا، أو حدوث كارثة طبيعية.
4% فقط من أسباب قلقنا يمكننا السيطرة عليها والتحكم فيها، سواء بشكل جزئي أو كلي.
بالنظر إلى هذه الإحصائيات، نجد أنه لا داعي لتضييع وقتك في القلق. وتقول ماري هيمنجواي: “إذا قضيت وقتًا قصيرًا كل يوم في القلق، ففي نهاية الأمر سوف تُضيِّع من عمرك سنوات كثيرة. لذا، بدلًا من القلق حيال مشكلة ما، يجب عليك إصلاحها إن كانت لديك القدرة على ذلك”.
إليك بعض الأساليب الفعالة للتخلص من القلق:
- استعِدَّ لحدوث الأسوأ. هذه النصيحة واحدة من أهم نصائح ديل كارنيجي، وهي مأخوذة من كتابه الشهير “دع القلق وابدأ الحياة”. يجب عليك قبول النتائج مهما كانت سيئة، والعمل على تحسينها.
- انشغل بأمور أهم. عندما تلاحظ أنك قد بدأت في القلق بشأن أمر ما، حاول الانشغال بإعداد قائمة مهام تتضمن بعض أهدافك، وركِّز على تحقيق تلك الأهداف.
- اتصل بأحد أصدقائك، أو اقرأ كتابًا جيدًا، أو شاهد فيلمًا كوميديًّا؛ أو استمتع بالتنزه في الهواء الطلق. ثمة الكثير من الأشياء الممتعة الأخرى التي يمكنك القيام به.
- احصل على الدعم. يمكن للأصدقاء والعائلة أن يكونوا مصدرًا رائعًا لدعمك، لا سيما إذا كانت لديهم رؤية دقيقة وصادقة لمشاكلك. كما أن مجرد الحديث معهم سوف يساعدك في التخلص من القلق.
- اتخذ قرارات. إذا كنت تشعر بالقلق بشأن إحدى المشكلات العالقة في حياتك الشخصية أو المهنية، يمكنك اتخاذ قرار حيالها. وبمجرد اتخاذ القرار المناسب، ابدأ في اتخاذ خطوات عملية للوصول إلى أفضل النتائج.
- واجه مشكلاتك. لا ينبع القلق في الغالب من المشكلة ذاتها، ولكنه ينبع من توقع نتائجها، وكيف سوف تؤثر في حياتك وفي المحيطين بك. لذا، واجه المشكلة فور ظهورها.
- حاول الاسترخاء. من الضروري أن تقضي بعض الوقت في الاسترخاء. أغلق عينيك لمدة دقيقتين، واحرص على التنفس بعمق عن طريق الفم، وإخراج النفس عن طريق الفم. سو ف تشعر بعدها بالراحة وانخفاض مستوى القلق والتوتر.
- استمع إلى موسيقى هادئة. يمكنك قضاء بعض اللحظات الهادئة وأنت تستمع إلى موسيقاك المفضلة. ويمكنك أيضًا الاستماع إلى بعض المحاضرات أو الدروس المفيدة.
- حاول كتابة مخاوفك. عندما تكتب ما يدور بداخلك، فإنك بذلك تتخلص من الأسباب التي تدفعك إلى القلق، مما يمكنك من التصرف بإيجابية وتغيير الموقف الذي تمُرُّ به إلى الأفضل.
- اعتنِ بنفسك. احصل على قسط كافٍ من الراحة، وتناول طعامًا صحيًّا، ومارس الرياضة. سوف تشعر حينها بمدى التحسن الذي طرأ على حالتك البدنية، وحالتك العقلية.
- اذكر المميزات التي تتمتع بها؛ فأنت تعيش في منزل نظيف وسط عائلة لطيفة، وتتمتع بصحة جيدة، ولديك جميع السبل التي توفر لك حياة هادئة وسعيدة.
- راقب أفكارك. احرص على مراقبة أفكارك، والتخلص من مسببات القلق بمجرد تفكيرك فيها. لا تفكر في مخاوفك والأمور التي قد تثير قلقك، بل فكر في أشياء إيجابية.