التفكير المنطقي في حل المشكلة، في كثير من الأحيان، نواجه مشكلات نظن للوهلة الأولى أنه يَصعب حلها، ولكن في الحقيقة إذا أَمعنا النظر وحلَّلنا المشكلة بدقة، فسنجد الحل كامنًا في طيات المشكلة نفسها؛ فهل تعرف كيف تستخلص الحل من المشكلة نفسها؟ تنطبق هذه الحقيقة أيضًا على المشكلات البسيطة، والمشكلات الأكثر تعقيدًا. كما يمكننا تطوير هذا المفهوم إلى عملية يمكن اللجوء إليها في مواقف كثيرة.
كيف تستخلص الحلَّ من المشكلة فيما يلي 3 خطوات عملية لتعرف كيف تستخلص الحلَّ من المشكلة نفسها:
تحديد المشكلة
اكتب كل تفاصيل المشكلة وكل ما تعرفه عنها، ومنها العائق الأساسي، والأطراف المتورطة فيها، وجوانب المشكلة التي خارج سيطرتك، وانعكاسات المشكلة على مشاعرك.
امنح نفسك فترة قصيرة للتأمل والتفكير في المشكلة
بعد كتابة جميع تفاصيل المشكلة، دَعْهَا جانبًا، وأَغلق عينيك، وتنفَّس بعُمْق، وركِّز على طريقة تنفُّسك ولا تفكر مطلقاً في المشكلة التي تواجهها. إن هذه الخطوة تمرين بسيط على التأمُّل، يساعدك على حلِّ المشكلة في الخطوة الثالثة. وبعد 5 دقائق أو أكثر، افتح عينيك ببُطْء، وعُدْ مرةً أخرى إلى معالجة المشكلة والتفكير فيها من جميع الجوانب.
أعد قراءة المشكلة وابحث عن وسائل للحل
بعد الانتهاء من مرحلة التأمُّل، أَعِدْ قراءة ما كتبته، وابحث عن قرائن تساعدك على حلِّ المشكلة.
يجب أن تُركِّز بحثك على ما يلي:
الافتراضات الخاطئة: ابحث عن أيَّة افتراضات خاطئة لا تفيد في حل المشكلة، ونَحِّها جانبًا.
الأفكار والمعتقدات المُقيِّدة: مثل مُعتقداتك حول نفسك أو حول شخص آخر مُتورِّط في المشكلة، والتي قد تمنعك من التَّوصُّل إلى حلٍّ مناسب لتلك المشكلة.
المخاوف: أحيانًا، يكون الحلُّ واضحًا تمامًا، ولكننا نخشى اتِّخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقه.
حاول تحديد الافتراضات الخاطئة والأفكار والمعتقدات المُقيِّدة وكذلك من مخاوفك. اقض وقتاً كافياً في بحث هذه الأمور، وسوف تساعدك هذه الخطوة في النظر إلى مشكلتك من منظور جديد يقرّبك من العثور على حل لها.
إذا اتَّبعت هذه الخطوات ولم تتوصَّل إلى الحلِّ، فكرِّر الخطوة الثانية والثالثة مرةً أخرى. وإذا كان لديك المزيد من الوقت، فاجعل فترة التأمل أطول؛ من أجل أن تصِل إلى حالة من التركيز وصفاء الذهن الكامل. وبمزيد من الإصرار والتصميم، تصِل إلى الحلِّ الملائم لمشكلتك.
فإذا لم تستطع التَّوصُّل إلى حلِّ المشكلة بنفسك، فاستعِن برأي صديق مُخلِص، أو أحد أفراد العائلة ممَّن تَثِقُ في رأيه وحِكْمته والذي لديه استعداد للاستماع إليك ومساعدتك. ويتمثل الهدف من هذه الخطوة في الاستفادة من خبرات الآخرين. وإذا وجدت من يستمع إليك، فسوف يتحسن شعورك حيال المشكلة التي تواجهها. وإذا لجأت إلى صديق يعرفك جيدًا، فسوف يكون ذا فائدة كبيرة في لفت نظرك إلى جوانب جديدة لم تكن تراها من قبل، وهذه الأمور بلا شك سوف تساعدك في حل مشكلتك.
والآن، هل عرفت كيف تستخلص الحلَّ من المشكلة نفسها؟