ثرثار

الكلام فعل طبيعي نفعله بشكل تلقائي، ونتعامل معه على أنه أمر مسلم به. ولكن عندما نفكر في الأمر قليلًا، سوف ندرك أن الكلام مهارة حياتية ضرورية من أجل تطوير علاقات صحية وقوية والحفاظ عليها. أيضًا، تكشف عادات الكلام لدينا عن مكنون شخصياتنا. فالبعض يتحدث كثيرًا، وهؤلاء تحاول أن تتجنبهم في أي مناسبة اجتماعية. والبعض الآخر لا يتحدث مع الآخرين في مواقف تستدعي أن يكون هناك نوع من الحوار.

إليك بعض الاقتراحات من أجل الوصول إلى التوازن؛ بحيث لا تصبح شخصًا ثرثارًا أو شخصًا منطويًا خجولًا.

متى نتحدث كثيرًا؟

العصبية وعدم الشعور بالأمان

أحيانًا، قد نلجأ إلى الكلام نتيجة لشعورنا بالعصبية وعدم الأمان. فنحن نشعر برغبة كبيرة لملء أي فترة صمت بالكلام حتى ولو كان غير ذي معنى. وغالبًا ما نلجأ إلى الكلام إذا كنا نفتقد الهدوء والاتزان الداخلي. ولكن إذا لم يكن لديك شيء مهم جدير بالذكر، فمن الأفضل أن تلتزم الصمت ولا تجبر نفسك على الكلام. حاول تنمية درجة من السلام الداخلي والتصالح مع النفس، واترك الكلام يأتي في سياقه الطبيعي.

التحدث عن النفس

التحدث عن النفس هو أكبر خطأ يرتكبه الإنسان، إذ إنه يثير حنق المحيطين به بالحديث عن نفسه طوال الوقت؛ مما يخلق حالة من الملل وعدم الرغبة في الحديث معه. وتتلخص القاعدة العامة للكلام في أننا نتحدث لكي نفيد الآخرين لا أن نفيد أنفسنا فقط. فعندما نتحدث، يجب أن نقدم شيئًا ما للآخرين مثل المعلومات أو المواساة أو الدعابة والترفيه وهكذا. ولكن إذا تحدثنا عن أنفسنا فقط، فلا شك أن حديثنا سوف يكون مملًّا ولن يثير اهتمام الآخرين. حاول أن تلاحظ لغة جسد الشخص الذي تتحدث معه، فإذا كان يحاول الانصراف أو إذا كان منشغلًا بفعل شيء آخر، فيجب عليك أن تدرك أنه ليس مهتمًا بحديثك عن نفسك، ويجب أن تتوقف على الفور.

الثرثرة

الحديث عن عيوب الآخرين والمبالغة في إظهارها عادة سلبية تظهر في المواقف الاجتماعية ومواقف العمل. ولكن ليس معنى أن الجميع يمارس هذه العادة القبيحة أن تقع فيها أنت أيضًا. وفي مثل هذه المواقف، من الأفضل أن تلتزم الصمت وسوف يكون ذلك سببًا في كسب احترام الآخرين وثقتهم.

الحديث أثناء مشاهدة البرامج/الأفلام

أحيانًا، قد يتسبب شخص ثرثار في إفساد متعتك عند مشاهدة فيلمك المفضل إذا أراد أن يظهر في صورة الشخص العليم ببواطن الأمور وظل يحكي أحداث الفيلم ويناقشها بشكل يفسد متابعتك لها. احرص على ألا تقع في مثل هذا الخطأ، ودع الآخرين يستمتعون بمتابعة أفلامهم وبرامجهم المفضلة. أيضًا، لا تبالغ في التعليق على الأحداث السلبية التي قد تثير استياء المحيطين بك، كأن تتحدث بشكل مبالغ فيه عن هزيمة فريقهم المفضل.

عندما لا يكون لديك شيء جيد لتقوله، الزم الصمت.

متى نميل إلى قلة الكلام؟

عدم الرغبة في الحديث مع أشخاص لا نعرفهم

هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث مع الغرباء؛ نظرًا لأن هذا الأمر يتطلب منهم جهدًا إضافيًّا، وكذلك يتطلب الخروج من منطقة الراحة (Comfort Zone). إلا أنه في مثل هذه المواقف، يجب بذل بعض الجهد الإضافي لكسر الجليد والتحدث مع أشخاص لا نعرفهم، وهو الأمر الذي سوف ينعكس على نحو إيجابي في علاقتنا بهم. وعلى النقيض من ذلك، عدم التحدث مع أشخاص جدد سوف يؤدي بنا إلى الانطواء والتعامل مع دائرة ضيقة من الأشخاص.

الشعور بالاستياء

عند التعرض لصراع في العلاقات مع الآخرين، من الخطأ أن تحاول كبت شعورك بالاستياء. فإذا كان لديك شكوى من أمر ما، يجب عليك التعبير عن ذلك حتى ولو بشكل غير مباشر. فغالبًا، ما يؤدي الكلام إلى تنقية الأجواء والتخلص من سوء الفهم طالما كان الأمر يتم بهدوء وعدم غضب.

الانطواء والتحفظ

أحيانًا، قد نشعر بنوع من التكبر وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين لأنهم في مكانة أقل من المكانة التي نحتلها. وعندما نتعامل مع الأشخاص بناءً على وضعهم الاجتماعي، فنحن نرتكب خطأً كبيرًا.

الخجل

يظن البعض أن للخجل جاذبية معينة، ولكن في الحقيقة يمنعنا الخجل من التعبير عن شخصيتنا، ومن التحدث مع أشخاص قد نود التحدث معهم. ويتولَّد الخجل من الشعور بعدم الأمان والخوف من الخطأ. ولكن طالما كنا صادقين مع أنفسنا، فلا داعي للقلق من الخطأ. لذا، لا تدع الخجل يكون عائقًا أمام رغبتك في التحدث مع الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *