إذا كنت لا تحب ما تعمل، فأنت بذلك تضيّع فترة من أفضل فترات حياتك. وعلى الرغم من أن التطرق إلى هذا الموضوع قد لا يغيّر من إحساسك، فإن الهدف الأساسي من مناقشته يتمثّل في طرح بعض أفكار تطوير الذات التي تستطيع تطبيقها في مكان عملك. ومن وجهة نظري، فإن مفهوم تطوير الذات من المفاهيم التي يمكن تطبيقها في أي وقت وأي مكان. ومما لا شك فيه أن محاولة تطوير نفسك في العمل سوف تأتي بنتائج إيجابية لك وللشركة التي تعمل بها.

الانضباط الذاتي

بالنسبة لكثير من الأشخاص، الانضباط كلمة غير مستساغة تعادل تقييد الحرية أو غيابها تمامًا. وهذا كلام مناقض للحقيقة تمامًا. يقول ستيفين كوفي: “الأحرار هم من يتبعون نظامًا منضبطًا في حياتهم. أما غير المنضبطين فهم عبيد لحالاتهم المزاجية ورغباتهم وعواطفهم”. ويُعَد مكان العمل هو البيئة المثالية لتطوير انضباطك الذاتي. فعلى سبيل المثال، التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني يمثل الشغل الشاغل لمعظم الموظفين في بيئة العمل الحالية، بل إن الأمر قد يتجاوز هذا الحد ليصل إلى مرحلة الإدمان، ويمثل أكبر وسيلة لتعطيل العمل وفقًا لوجهة نظر تيم فيريس. لذا، تحقيقًا لمصلحتك الشخصية وحرصًا على مصلحة العمل، يجب عليك أن تتعامل مع البريد الإلكتروني بطريقة منظمة. فعلى سبيل المثال، تستطيع مراجعة بريدك الإلكتروني مرة واحدة كل ساعة أو مرتين يوميًّا.

إذا لم تستهوِكَ هذه الفكرة، فثمة الكثير من وسائل ممارسة الانضباط الذاتي التي يمكنك تطبيقها في مكان العمل. على سبيل المثال، حاول السيطرة على رغبتك في تناول الوجبات الخفيفة وغيرها أثناء العمل. فخلاصة الأمر أن يكون لديك التزام بأمر ما وتحاول ألا تحيد عنه.

تطبيق نظام للإنتاجية

نظُم الإنتاجية، مثل نظام كيفية إنجاز المهام، ليست مجرد نظم للعمل ولكنها أسلوب حياة. فإذا ما نجحت في اكتساب السلوكيات المرتبطة بهذه النظم وتطبيقها في حياتك المهنية، فسوف تنعكس النتائج الإيجابية على جميع جوانب حياتك الشخصية أيضًا.

تطوير مهاراتك الشخصية ومهارات التواصل

هل تعاني من الخجل عند التواجد في مكان ما وسط مجموعة من الغرباء؟ إذا كان الأمر كذلك، حاول تطوير مهارات التواصل مع الآخرين في مكان العمل. وفيما يلي بعض وسائل تعزيز مهاراتك وثقتك بنفسك عند التعامل مع الآخرين:

حاول بدء محادثات مع زملائك في العمل
أتقن فن الحوارات القصيرة
حاول تذكر أسماء الأشخاص
استمع جيدًا لحديث الآخرين
أظهر الاهتمام لزملائك في العمل
مقال ذو صلة: كيف تقضي على الأسباب الخمسة لشعورك بالوحدة

الالتزام بالتميز

إذا كنت تعمل بوظيفة لا تحبها أو لا تشعر بالمتعة أثناء ممارسة واجباتها ومسؤولياتها، فمن السهل أن تقع في مصيدة اللامبالاة، ومن علامتها عدم الاهتمام بخدمة العملاء، وعدم الرغبة في تحسين مستوى أدائك للعمل. وتتمثل خطورة اللامبالاة تجاه العمل في أنها قد تصبح أسلوب حياة. وفي المقابل، إذا كان لديك التزام بالتميز، حتى عند أداء المهام الصغيرة، فسوف يتحول الأمر إلى عادة راسخة. وفي هذا السياق، يقول أرسطو: “نحن خلاصة ما نفعله باستمرار. ولذلك فالتميز ليس تصرفًا ولكنه عادة”.

تدريب العقل على تطوير نفسك في العمل

من أغرب الظواهر التي تبدو واضحة للعيان هي ظاهرة الكسل والخمول العقلي. على سبيل المثال، نجد الكثيرين يستخدمون الحاسبة لإجراء حتى العمليات الحسابية البسيطة دون أدنى محاولة لاستخدام العقل. أيضًا، لا يرغب البعض في بذل أي مجهود في تذكر الأمور المرتبطة بالعمل، وبدلًا من ذلك يطلبون المساعدة من زملائهم في العمل. ويتمثل علاج هذا الأمر في السعي لتدريب العقل على مدار اليوم بدلًًا من الركون إلى الكسل والخمول.

نتمنى أن تساعدك هذه النصائح في تطوير نفسك في العمل وزيادة إنتاجيتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *