عادة في حياتنا اليومية نحن نسعى وراء أشياء نعتقد انها ستجعلنا سعداء، ولكننا بذلك نسلك طريقا خطأ، وعوض ان نصبح سعداء فسوف تتعقد حياتنا أكثر. تشير بعض الدراسات أن الأشخاص الأكثر رضا بوظائفهم ليس هم الأشخاص الذين يعملون في مكاتب كبيرة وفخمة بل هم الأشخاص الذين ينظرون غلى وظيفتهم على أنها واجب، حتى لو تطلبت تلك الوظائف أعمال تبدوا حقيرة. دراسات أخرى تشير إلى أن مجرد رؤية شعار الوجبات السريعة تجعل الناس يشعرون بالعجلة، ذلك ليس لأن الوجبات السريعة تحتوي على مكونات تجعل الناس في عجلة من أمرهم، ولكنها العادة التي تصاحب تناول الوجبات السريعة والتي هي كوننا في عجلة من أمرنا عند تناول تلك الوجبات والوقت القصير الذي يمنعنا من التمتع بوجبة صحية ذلك هو ما يجعل الناس يشعرون بالعجلة بمجرد رؤية ذلك الشعار.
علينا أن نكون حذرين في اختيار الأمر الذي نود القيام به، لأن الإنسان هو مجموعة عادات، إدخال العادات التي سنذكرها في هذا المقال في حياتنا سوف تضعنا في الطريق الصحيح، وستساعدنا على عيش حياة ذات معنى:
ابتعد عن الأشخاص الذين يقللون من قيمة حياتك
إذا كان مجرد رؤية شعار لوجبات سريعة تجعلك تشعر بالعجلة، فما بال التأثير السلبي الذي يحدثه الأشخاص السلبيين على حياتك؟ قد لا يعجبهم تجنبهم وابتعادك عنهم، وقد يلومونك على ذلك، ولكن كن على ثقة أن النتيجة تستحق العناء. هنالك دائما أناس مسمومون في حياتنا يحاولون التنغيص علينا، كلما وجدت نفسك تفكر في شخص يجعلك تغلي غضبا، حاول تذكر شخص آخر رائع في حياتك، هنالك العديد من الناس الرائعين في الحياة الذين يستحقون التفكير فيهم، فلماذا نضيع الوقت في التفكير في أناس لا قيمة لهم؟
لا هاتف ذكي أو حاسوب عند النوم
هذا شيء مهم جدا والكثير لا يعون كم يؤثر سلبا على نومهم ومردوديتهم، الضوء الأزرق قصير الموجة يلعب دورا هاما في تحديد مزاجك، مستوى طاقتك ونوعية نومك، في الصباح أشعة الشمس تحتوي تركيزا عاليا من هذا الضوء الأزرق، عندما تتعرض عيناك مباشرة لهذا الضوء، فذلك يوقف إفراز الهرمون المحفز على النوم ويجعلك متأهب، وفي المساء فإن أشعة الشمس تفقد التركيز العالي للضوء الأزرق قصير الموجة وهو ما يجعل جسمك يفرز الهرمون المحفز على النوم ويجعلك تشعر بالنعاس.
في المساء مخك لا يتوقع التعرض للضوء الأزرق وهو شديد الحساسية تجاهه، جل الأجهزة الالكترونية التي نستعملها في المساء سواء كانت هواتف أو حواسيب تفرز ذلك الضوء الأزرق قصير الموجة وتكون مقابلة لأعيننا وهذا ما يمنع إفراز الهرمون المحفز على النوم وحتى على نوعية نومك إن تمكنت من ذلك. وكما نعلم جميعا فإن قلة النوم لها آثار كارثية على انتاجيتنا ومزاجنا خلال اليوم الموالي. أفضل شيء يمكنك القيام به هو تجنب هذه الأجهزة بعد العشاء (التلفاز لا بأس به ما دمت تجلس بعيدا عنه).
قدّر اللحظة والمكان الذي أنت فيه
الامتنان هو شيء أساسي للسعادة والسلام، ليس المال أو السيارات أو المغامرات ولكن مجرد تقدير اللحظة التي تعيشها. إن لم تتمكن من الحصول على وجبة فاخرة لا يعني أننك لن تستمتع بوجبتك، وجبة بسيطة مع أصدقائك لها نفس الطعم، أو أي شيء تأكله بعد جوع طويل يكون اطيب شيء في الدنيا اسأل من خبر الجوع. وعليه لا تخدع نفسك بان تظن أنك بحاجة لشيء لا تملكه الآن لكي تصبح سعيدا، لأن الحقيقة هي إن لم تقدر ما تملكه الآن فلن تقدر “الحياة السعيدة” إن تمكنت من الحصول عليها.
اعلم أن الأشياء ليست دائما كما تبدوا لك
هذا يتوافق مع تقدير المكان والزمان الذي تعيش فيه، ذلك الشخص الذي تحسده لأن يعيش الحياة المثالية قد تكون له مشاكل كبيرة في حياته وأنت لا تعلمها، تلك “الحياة المثالية” قد تكون مجرد سراب، إخلاق الشركة التي تعمل فيها قد يبدوا كارثة لك عندما تعلم به، ولكن قدي تكون أفضل شيء حدث لك وأنت لا تعلم، قد تجد العمل الذي لطالما حلمت به أو قد تنشأ شركتك الخاصة، وعليه يجب ان تكون متفتحا لما تحمله الحياة لك.
ابدأ حتى ولو فشلت
جل الكتاب الكبار يقضون ساعات طويلة في التفكير في شخصيات كتبهم والأحداث التي سوف يكتبونها، وقد يكتبون الكثير من الصفحات التي يعلمون أنهم لن يضعوها في كتبهم، إنهم يفعلون ذلك لأنهم يعلمون أن الأفكار الجيدة تحتاج وقتا لكي تتكون. نحن نميل إلى التوقف عندما يحين الوقت للبدا لأننا نعلم أن أفكارنا ليس جيدة ومثالية وأن ما سوف ننتجه قد يكون بلا فائدة. ولكن كيف يمكنك أن تنتج شيء جيدا إن لم تبدأ وتعطي افكارك وقتا لتنضج وتتكون؟ كما قال أحدهم :”يمكنك تحسين نص سيء ولكن لا يمكنك تحسين ورقة بيضاء”.
كن مرتبا
الناس يمزحون أحيانا ويقولون أنهم يفتقرون إلى الأفكار الجيدة، ولكن في الحقيقة الشيء الذي يفتقرون إليه هو الوقت، هل تعلم شخصا يملك الكثير من الوقت الفارغ؟ وفي المقابل فإننا نضيع الكثير من الوقت عندما لا نكون مرتبين، نضيع وقتا كثير في البحث عن أشياء نحتاجها، وعندما نجدها نضعها في مكان آخر ونضيع وقتا أكبر في البحث عنها مجددا. ذلك كله نتيجة عدم الترتيب، وعليه استغل وقت فراغك في ترتيب الأشياء الصغيرة وهو ما يمنحك الكثير من الوقت عندما تحتاجها لأنك لن تضطر إلى البحث عنها.
ابدأ بجمع الأشياء التي تتوافق مع شخصيتك
هل سبق لك وأن قرأت مثلا أو مقولتا تلخص ما تحس أو تفكر فيه حتى أنك تريد أن تحتفظ بها إلى الأبد؟ ابدأ بجمع هذه الأشياء واتخذ لنفسك كراسا أو أي شيء تكتبها فيه حتى تقرأها بشكل منتظم لأن ذلك يعطيك الدافع والنشاط للمضي قدما.
افعل شيئا يذكر بمن أنت
الجميع يوافق على ضرورة ايجاد وقت لنا، ولكن ماذا يعني ذلك؟ ذلك يعني ايجاد الوقت لتلك الأشياء التي نحس أننا نحن عندما نفعلها، ولا نحتاج إلى ارتداء أقنعة لفعلها، كرس بعض الوقت لتلك الأشياء لأنها تعيد لك النشاط وتذكر بالطريق الذي تريد أن تسير فيه.
قل لا
تشير الدراسات في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إلى أنه كلما كان صعب عليك أن تقول “لا” كلما ازداد احتمال تعرضك للضغط أو الإجهاد أو حتى الانهيار العصبي، و كل ذلك يقلل من التحكم في النفس، قول “لا” هو بالفعل تحدي كبير بالنسبة للكثير من الناس في تحكمهم بأنفسهم، “لا” هي كلمة قوية يجب ان لا تكون خائفا من قولها. الأشخاص الأذكياء عاطفيا يتجنبون عبارات مثل :”لا أعتقد أنني أستطيع” أو “لست متأكدا” عندما يحن الوقت لقول كلمة “لا”. عندما تقول “لا” لالتزامات جديدة فذلك يعزز مقدرتك على الوفاء بالتزاماتك الحالية ويمنحك المزيد من الوقت و الجهد الذي كنت سوف تضيعه على تلك الالتزامات التي تعلم أنه ليس في مقدورك الوفاء بها.
اقرا ايضا: كيف تقول لا بلباقة
ضع أهدافا معقولة
الأهداف الكبيرة والمجنونة والمخيفة قد تكون ملهمة حقا، حتى تصطدم بالواقع وتعلم أنه ليس بإمكانك الآن تحقيقها، وعوض الإلهام والحماس الزائد فسوف يبقى لك مجرد خيبة الأمل والإحساس بالذنب. ذلك لا يعني عدم وضع أهداف كبيرة وملهمة ولكن معرفة قدراتك ودراسة كيفية وضع الأهداف.
شخصيتك تحددها تصرفاتك وكيف تقضي وقتك، وكذلك هي السعادة، توقف عن البحث عن الأشياء التي تضن أنها سوف تجعلك سعيدا، واعلم أن سعادتك تتوقف عليك وحدك.