مقدمة عن الصدق
في حياتنا هناك كثير من المعاملات اليومية المبنية على شرف وصدق الكلمة والتي على أساسها تتم المعاملات فإن كانت الكلمة غير صادقة تندثر هذه المعاملات وتتفكك العلاقات الاجتماعية، كما ينعدم التعاون بين البشر إن كانت كلماتهم أساسها كذب، الحياة تحتاج للأخلاق الدينية الجميلة التي وصانا بها الله عز وجل وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن هذه الأخلاق خلق الصدق.
تعريف الصدق
لغة: الصدق ضد الكذب.
اصطلاحا: الخبر عن أمر ما على ما هو به دون زيادة فيه، وقال الراغب الأصفهاني ( الصدق مطابقة القول الضمير والمخبَر عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقًا تامًّا )
الصدق في الإسلام: قال الله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ” سورة التوبة الآية 119.
فوائد الصدق
الحصول على مرضاة الله.
تنمية الفرد المسلم وإعانته على التعامل مع نفسه والآخرين باحترام.
ينجي من عذاب وأهوال يوم الطامة قال تعالى:” قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا … مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” سورة المائدة الآية 119.
يورث منزلة الشهداء وفي حديث عن الصدق عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ ) رواه مسلم.
انتشار الصلاح والخير وانخفاض معدلات الجرائم والخداع.
أثر الصدق في حياة الفرد و المجتمع انه يولد استقامة حال المجتمع وعلو شأنه.
يكون الفرد الصادق مطمئنا مرتاحا ينثر الوئام بين الناس فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ) رواه أحمد والترمذي..
ومن ثمرات الصدق في البيع والشراء انه يمنح الفرد البركة ويورثه إياها فقد روى البخاري ومسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (- الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما.).
ايضاح الحقائق وعدم خداع الآخرين.
أنواع الصدق
الصدق مع الله خالقنا وذلك يمثل في إخلاص النية لوجهه في أي عمل وابتغاء مرضاته لا شكر الناس ومدحهم، فلا يكون في العمل قص سمعة أو رياء، فعلى المسلم الإخلاص في الطاعات.
الصدق مع النفس على المسلم أن يصدق مع نفسه ويدرك نقصه وعيوبه وعليه أن يقوم ما به من عيوب وأخطاء.
الصدق مع الآخرين فلا يحق للمسلم أن يكذب على من حوله ويخدعهم بل عليه أن يكون صادقا في حديثه.
فضل الصدق
- الصدق يقوي علاقة الفرد بخالقه فينال رضاه في الدارين ويعيش مرتاحا هانئا عالما بأن الله يراقبه وبأنه يصدقه سرا وجهرا فيحشر مع أنبياء الله والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
- يولد الصدق إحساسا بالطمأنينة داخل قلب المؤمن يجعله سعيدا مرتاحا بعيدا عن المشاكل النفسية التي يعيشها من بنى حياته على الكذب، الكاذب تجده يعاني من التوتر والقلق.
- من ثمرات الصدق يهدي صاحبه إلى طريق الله القويم في الدنيا ويجنبه العواقب والعذاب الذي أعد للكاذب في الآخرة.
- مظاهر الصدق في القول انه يجني حسنات في صحيفتك فأنت قد تمثلت بأمر الله في التحلي بالصدق ومن يتمثل لأوامر الله يجد الثواب العظيم.
- الصادق بلا ريبة محبوب لدى الجميع فيزيد ترابطهم به وتتوسع علاقاته وتصبح أقوى بعكس الكاذب الذي ينفر الناس منه وتتفكك كل صلاته وعلاقاته نتيجة كذبه.
- من صفات الصادق انه يعيش حياة مستقرة ومتوازنة أقل عرضة للمشاكل، كما أنه يكون صاحب مكانة رفيعة ينهل من حب الناس واحترامهم له.
اقرا ايضا: أمثال وحكم حول الصدق والامانه
قال رسول الله :(.. وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا)