التفاؤُل ضروري لتحقيق أهدافك وتخطيها، ولتشعر بالإنجاز والرضا عن الذات. إنه يساعدنا على التعامل مع التغيرات غير المتوقعة، وكذلك التوتر، والضغط، وخيبة الأمل التي لا مفر منها. التفاؤل يُساعدنا على التعلم من أخطائنا، بدلًا من الشعور بالانهزام أمامها.
والتفاؤل لا يُشعرنا بالسعادة فحسب، بل أيضا يمنحنا الثقة؛ لأنه يجعلنا نؤمن بأنفسنا وقدرتنا على حلِّ المشاكل.
إن فريق الكاردينالز في عام 2006 خير مثال على ذلك، فرغم إتقان هؤلاء اللاعبين الموهوبين لكل مهارات البيسبول، لم يفوزوا بكأس العالم لأكثر من 20 عامًا! وعندما عملتُ معهم كأول مسئول عن التدريب الذهني، ركزت على شكل مُختلفٍ من التدريب؛ لأنهم كانوا في حاجة ليتعلموا كيف يضعون الأهداف، ويركزون على الأولويات، ويكونون إيجابيين ومنضبطين؛ ليفوزوا. كانوا في حاجة لأن يتعلموا كيف يغرسون التفاؤل والثقة في نفوسهم.
في أول موسم عملته معهم، فاز الكاردينالز بأول كأس عالم منذ عشرين عامًا. عملتُ معهم مرة أخرى في 2011، وفازوا مجددًا. وهذا دليل على حقيقة أن التفاؤل لا يُمكن أن تتَعَلَّمه فحسب، بل أيضًا بإمكانه أن يؤدِّي لنتائج إيجابية للغاية.
هل تريد أن تتعلم كيف تكون أكثر تفاؤلا وثقة بنفسك؟ إليك 7 طرق تمكنك من ذلك:
تخيل حياتك فيلما لمدة 30 ثانية يوميا
تخيل فيلما تعيش فيه حياتك المثالية، واجعل السيناريو مليئا بالتفاصيل: كيف تبدو، بم تشعر، أين تعيش، ماذا تفعل، ماذا حققت، كيف تبدو حياتك. لمدة 30 ثانية كل يوم، تخيَّل هذا الفيلم في عقلك. سجِّل رسالة على هاتفك لتُذَكِّرك بذلك. سيُعزِّز هذا التمرين الذهني البسيط مِزاجك، وسيُغيِّر الطريقة التي ترى بها نفسك، وإمكاناتك، ومُستقبلك.
ركز على الحل، لا المشكلة
إذا كنتَ مشغولًا بمشكلة ما، ولا تثق بنفسك، أو تشعر بشعور سلبي؛ فالأفضل أن تفكر في الحل.
اسأل نفسك: “ما الذي أفعله بشكل مختلف لتغيير هذا الوضع؟” فاستبدال التفكير في المشكلة بالتفكير في الحل يمنحك حس الفعل الاستباقي والاحتمالية والأمل؛ وهذه أسس التفاؤل.
ابحث عن أي تحسين للوضع الحالي
اجعل البحث عن تحسين الوضع الحالي حلا للمشكلة من عاداتك، مهما كان صغيرًا ما تفعله. مثلًا، قد يبدو فقدانك لنصف كيلوجرام من وزنك صغيرًا إذا كان هدفك أن تفقد 50 كيلوجرامًا، ولكنه خطوة في الاتجاه الصحيح؛ فملاحظة التغيُّرات الصغيرة الإيجابية سلوكٌ يساعدك على ممارسة التفاؤل والتفكير الإيجابي؛ لأنه يُوجِّهك نحو النجاح.
ابحث عن مدربك الداخلي
من الطبيعي أن نكون أكثر ثقة ويكون أداؤنا أفضل عندما نجد مَن يُشجِّعنا، ولكن ما يزال أحد عناصر النجاح أن تتعلم كيف تكون واعيًا بذاتك ومُحاسِبًا لنفسك. أحد الطرق لتفعل ذلك أن تستحضر مدربا في عقلك. تذكر مثلا أعلى ألهمك، وشكل لك تحديا؛ فإذا واجهك تحد صعب، فاسأل نفسك: ماذا كان يفعل إذا واجه هذا التحدي؟!
اعترف لنفسك بالأشياء الجيدة التي تفعلها كل يوم
خصص وقتا قصيرا كل يوم لتسأل نفسك هذا السؤال: ما الأشياء الجيدة التي فعلتها اليوم؟ فهذا السؤال البسيط يعزز تفاؤلك بشكل منتظم، وستتراكم إجاباتك لتساعدك في النهاية على تحسين ثقتك بنفسك؛ وهذا أمر مهم للنجاح.
اعرف العقبات في طريق النجاح
ما العقبات والملهِيات التي عادة ما تقف في طريق تحقيق أهدافك؟ هل هي النوم أو العادات غير المثمرة؟ هل هم الأشخاص السلبيون أم المخربون؟ أساس الوصول للتفاؤل أن تتقدم بثبات، وذلك يعني تقليل المُلهِيات؛ لذا اكتشف كيف تتجنَّبها؛ كي لا تستنزف انتظامك قبل أن تنتهي من أولوياتك. فإن كنت تُضيِّع وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تفتحها حتى نهاية اليوم. وإن كنت تشعر بالإحراج عندما تخبر أصدقاءك أنك مشغول، فدَعْ مكالماتهم تتحول تلقائيا إلى البريد الصوتي.
تذكر أن النجاح يبقيك متفائلا، لا الفشل.
تناول غذاءً صحيًّا
الجسد الصحيح يساعدك على توليد أفكار ومشاعر سعيدة؛ فالتفاؤل يكون أسهل حين تشعر بارتياح.
ثمة عوامل تقلل قدرة الجسد على امتلاك مِزاج جيد وطاقة إيجابية، هي: قلة النوم، والطاقة التي يستنزفها الطعام غير الصحي، والعادات اليومية، والتمارين القليلة.
إن كان لك هدف كبير تود تحقيقه، فتدرب من أجله كالرياضيين المحترفين تمامًا. وإذا أردت لتركيزك وأدائك الذهني أن يصلا إلى أقصى حد، فاتبع أسلوب حياة شاملًا للحفاظ على صحتك العقلية والجسدية، مثل: النوم، والراحة، والتحكم في الضغوط، واتِّباع نظام غذاء صحي، وممارسة التمارين الرياضية.